أصيل محمد بن فرحات _ استضافت المملكة العربية السعودية، يوم الثلاثاء، جلسة محادثات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وروسيا، برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ومستشار الأمن القومي الدكتور مساعد العيبان. وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود المملكة لتعزيز الأمن والسلام العالمي، وتأكيدًا على دورها المحوري في تقريب وجهات النظر بين القوى الكبرى.
وضم الوفد الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، إضافة إلى المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ويتكوف. أما الوفد الروسي، فقد ترأسه وزير الخارجية سيرجي لافروف، بمشاركة كبير مستشاري السياسة الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف.
وفي تصريحات على هامش اللقاء، عبّر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن امتنانه للمملكة العربية السعودية لإتاحة الفرصة لعقد هذه المحادثات، مشيرًا إلى أن الجانب الأمريكي بات يفهم موقف موسكو بشكل أفضل بعد تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين. وأضاف أن اللقاء كان نافعًا ومفيدًا، حيث استمع الطرفان لبعضهما البعض.
وأكد لافروف أن روسيا والولايات المتحدة بحثتا سبل إعادة تفعيل البعثات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن، وتطوير العلاقات التجارية، إضافة إلى تنسيق الاستشارات لإزالة العوائق أمام التعاون الاقتصادي. كما شدد على أن التسوية في أوكرانيا تتطلب حلولًا تأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية لجميع الأطراف.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة تعمل على التوصل إلى اتفاق مقبول لروسيا وأوكرانيا، مشيرًا إلى أن الرئيس ترامب هو الوحيد القادر على وضع حد لهذا النزاع.
وأشار روبيو إلى أن هذه المحادثات تعد الأولى من نوعها منذ ثلاث سنوات، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية تؤدي دورًا حاسمًا في جهود حل النزاع. وأضاف أن الجانبين الأمريكي والروسي سيواصلان المفاوضات عبر القنوات الدبلوماسية في واشنطن وموسكو، للبحث عن فرص حقيقية للتوصل إلى تسوية سلمية.
وفي خطوة مهمة، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن اتفاق بين واشنطن وموسكو على إنشاء آلية تشاورية لمعالجة العراقيل التي تواجه العلاقات الثنائية، بهدف اتخاذ الخطوات اللازمة لتطبيع عمل البعثات الدبلوماسية بين البلدين.
من جهته، وصف الكرملين المحادثات بأنها كانت جادة وإيجابية، لكنه أشار إلى أنه لم يتم التوصل إلى تفاهم بشأن عقد لقاء بين الرئيسين بوتين وترامب، مؤكدًا أن الصورة قد تتضح في الفترة المقبلة.
كما شدد الكرملين على أن التسوية الأوكرانية مستحيلة دون مراعاة القضايا الأمنية في أوروبا، لافتًا إلى أن بوتين مستعد للتفاوض مع زيلنسكي، لكن شرعية الأخير لا تزال موضع شك.
وفيما يتعلق بالعلاقات الروسية-الأوروبية، أوضح الكرملين أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي هو حق سيادي لكييف، لكنه سيراقب عن كثب أي خطط دفاعية مشتركة للاتحاد الأوروبي قد تؤثر على الأمن الإقليمي.
وفي بيان رسمي، أكدت وزارة الخارجية السعودية أن استضافة هذه المحادثات جاءت بتوجيه من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في إطار دور المملكة الريادي في تعزيز الحوار كوسيلة لحل الأزمات الدولية.
وشدد البيان على أن المملكة تؤمن بأن الحوار هو السبيل الوحيد للوصول إلى نتائج مثمرة تنعكس على جهود إرساء الأمن والسلم الدوليين.
