خليج نيوز

الجزائر تدعو مجلس الأمن إلى الحزم في مواجهة انتهاكات اتفاقيات وقف إطلاق النار - خليج نيوز

أصيل محمد بن فرحات _ وجهت الجزائر، اليوم الإثنين، دعوة قوية إلى مجلس الأمن الدولي من أجل التحلي بمزيد من الحزم والصرامة في مواجهة الانتهاكات المتكررة لاتفاقيات وقف إطلاق النار عبر مختلف النزاعات في العالم، منتقدة ما وصفته بـ"تقاعس" الهيئة الأممية عن محاسبة المسؤولين عن هذه الخروقات.

وخلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي خُصص لعمليات حفظ السلام الأممية، شدد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، على أن "مجلسنا مطالب بالتحرك الحازم أمام الانتهاكات الخطيرة لاتفاقيات وقف إطلاق النار"، مبرزًا أن "العديد من هذه الخروقات تم التبليغ عنها، إلا أن التعامل معها اتسم في الغالب بتقاعس مقلق، لا سيما على مستوى المحاسبة".

وأشار السفير بن جامع إلى أن غياب المسؤولية والمساءلة يُقوّض مصداقية عمليات الأمم المتحدة في الميدان، ويفرض تساؤلات جدية حول فاعلية وشرعية مجلس الأمن نفسه، مضيفًا أن "التصدي لهذه الخروقات بصوت موحد وقوي من طرف مجلس الأمن، من شأنه أن يمنح عمليات السلام الدعم السياسي اللازم لأداء دورها الإيجابي والشرعي على الأرض".

واعتبر ممثل الجزائر أن الانتهاكات المسجلة، لا سيما في المناطق العازلة، لا تعني فقط فشل الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بعد مفاوضات شاقة، بل تشكّل أيضًا إخلالًا صارخًا بالالتزامات التي تبناها المجتمع الدولي.

وفي هذا السياق، عبّر السفير بن جامع عن أسفه لعدم إحراز أي تقدم ملموس رغم سنوات من النقاشات حول تكييف عمليات حفظ السلام الأممية مع التحديات المتزايدة على الساحة الدولية، مشددًا على أهمية توفير الموارد والتجهيزات والتكنولوجيات الملائمة لتلك العمليات، بما يضمن فعاليتها في مراقبة وقف إطلاق النار، وتقليص المخاطر التي يتعرض لها الموظفون، وخفض التكاليف على المدى الطويل.

ودعا السفير إلى إجراء تقييم شامل للتحديات العملياتية المرتبطة بمهام مراقبة اتفاقيات وقف إطلاق النار، من أجل تقديم استجابات فعالة ومناسبة، مشيرًا إلى أن تعزيز الشراكات مع الفاعلين الإقليميين يبقى عنصرًا حيويًا في دعم عمليات حفظ السلام.

وفي هذا الإطار، أكد أن المنظمات الإقليمية، مثل الاتحاد الإفريقي وتكتلاته شبه الإقليمية، تمتلك الإمكانات والشرعية اللازمة لدعم الأمم المتحدة في تنفيذ مهامها، خاصة في ما يتعلق بمراقبة وقف إطلاق النار، وذلك في إطار الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة.

وفي ختام مداخلته، جدّد المندوب الجزائري تأكيد التزام بلاده باحترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي، معتبرا أن احترام اتفاقيات وقف إطلاق النار يعد أحد أعمدته الأساسية.

أخبار متعلقة :