أصيل محمد بن فرحات _ أكدت مجلة الجيش في عددها الأخير أن الجزائر تحيي هذا الشهر الذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945، وذلك في إطار اليوم الوطني للذاكرة الذي أقره رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، سنة 2020. ووصفت المجلة المناسبة بأنها محطة تاريخية راسخة تُخلد كفاح وتضحيات الأمة، وتشكل شاهداً أبدياً على بشاعة الجرائم الاستعمارية في حق الشعب الجزائري الأعزل، وعلى عمق الوعي الوطني الذي مهد لانطلاق أعظم ثورة تحررية في القرن العشرين.
وأوضحت المجلة أن هذه الذكرى تعيد إلى الأذهان أهوال المجازر التي ارتكبها المستعمر الفرنسي الغاشم، والتي تظل جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس، ارتُكبت في حق شعب أعزل طمح للحرية والانعتاق. وأضافت أن هذه المجازر ستبقى وصمة عار تلطخ صفحات التاريخ الاستعماري الفرنسي إلى الأبد.
وأكدت المجلة أن مجازر 8 ماي كانت الشرارة التي أيقظت الوعي لدى الجزائريين، فارتفع بهم إلى أسمى درجات الإيمان بالتحرر، ليفجروا في الفاتح نوفمبر 1954 أعظم ثورة في القرن العشرين، لقنوا من خلالها المستعمر دروساً لا تُنسى طيلة سبع سنوات ونصف من الحرب الضروس، بفضل إرادة شعب لا تلين وعزيمة لا تقهر.
وفي هذا السياق، شددت مجلة الجيش على أن هذه الذكرى تمثل فرصة لاستلهام العبر من تضحيات الأسلاف، وتجديد العهد مع الوطن بالسير على درب الشهداء، والمساهمة في ترسيخ ركائز الجزائر الجديدة، المزدهرة والقوية، والتي تسير بخطى ثابتة نحو التنمية والنهضة في مختلف المجالات.
كما أبرزت المجلة أن ما تحققه الجزائر اليوم من إنجازات ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة لجهود مضنية قائمة على الإخلاص والصدق ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، في ظل المبادئ التي تُبنى عليها أسس الجزائر الجديدة، داعية إلى استجماع الهمم وشحذ العزائم وتوحيد الجهود الوطنية.
وفي هذا الصدد، استحضرت مجلة الجيش ما جاء في رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى 80 للمجازر، حيث أكد أن "الجزائر السيدة، الأبية والمنتصرة تبني صرح حاضرها، وتتطلع إلى مزيد من التنمية المستدامة، مدفوعة بإرادة الوطنيين الغيورين على وطنهم، وتمسكاً بقدسية الذاكرة ونهج نوفمبر".
وحذرت المجلة من محاولات المساس بالسيادة الوطنية والتلاحم الشعبي، مشددة على ضرورة التصدي لمحاولات التضليل والدعاية الهدامة التي أصبحت من أخطر الأسلحة الحديثة ضد استقرار الدول. وفي هذا السياق، نقلت المجلة تصريح الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الذي دعا إلى "ضرورة التصدي للاستخدام الخطير للدعاية الهدامة والمضللة، في ظل التطور الهائل لتكنولوجيات الاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي".
وختمت مجلة الجيش افتتاحيتها بالتأكيد على أن العهد الذي قطعه أبناء الجزائر بالسير على درب الأسلاف سيبقى راسخاً، هدفه حماية الكرامة والحرية، واحترام تضحيات الشهداء. وهو ما يعمل عليه الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير، الذي يواصل أداء واجبه بكل وفاء وإخلاص، متمسكاً بثوابت نوفمبر ومبادئ الوطن الخالدة.
أخبار متعلقة :