وقعت محافظة الطاقة الذرية و مجمع صيدال, اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة, على اتفاقية تعاون في مجال انتاج المواد الصيدلانية المشعة وتصنيعها محليا بهدف وضع حد للنقص الذي يعرفه هذا النوع من المنتجات المستخدمة في علاج وتشخيص عدد من الأمراض المستعصية.
ووقع الاتفاقية الرئيس المدير العام لصيدال, وسيم قويدري, وعبد الحميد ملاح, محافظ الطاقة الذرية, بحضور كل من وزير الدولة وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة, محمد عرقاب, ووزير الصناعة والانتاج الصيدلاني, سيفي غريب, والوزير المنتدب المكلف بالإنتاج الصيدلاني, فؤاد حاجي, وكاتب الدولة المكلف بالطاقات المتجددة, نور الدين ياسع.
وبموجب الاتفاقية, ستتمكن صيدال من توفير المواد الصيدلانية المشعة ذات الاستعمال التشخيصي في غضون سنة, فيما سيوفر المجمع المواد العلاجية بعد سنة و نصف من توقيع هذه الاتفاقية الاستراتيجية التي تندرج في اطار تطوير الطب النووي في الجزائر.
وفي كلمة له بالمناسبة, أكد عرقاب أن هذه الشراكة تأتي ضمن اطار "تجسيد رؤية رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, الذي جعل من هذا المجال أولوية وطنية, وهو ما يتضح من توجيهاته الصادرة يوم 5 فبراير 2023 لتوجيه الاستثمار في التقنيات والتطبيقات النووية للاستخدامات الطبية".
وأضاف أن الاتفاق يشكل "خطوة حاسمة لتجسيد طموحنا الوطني لوضع العلم والتكنولوجيا في خدمة الصحة العامة و التنمية المستدامة", مبرزا أن الأمر يتعلق بمبادرة من شأنها "ضمان الانتاج الوطني للنظائر الطبية اللازمة للطب النووي" من قبل محافظة الطاقة الذرية وهو طموح -يضيف الوزير- يشكل "ركيزة لسيادتنا في مجال المنتجات الصيدلانية المشعة".
وأوضح عرقاب أن "مجمع صيدال سيتولى, بفضل خبرته و معرفته في مجال صناعة الأدوية, المسؤولية الأساسية المتمثلة في ضمان تسويق هذه المنتجات الحيوية", مشيرا إلى أن الاتفاقية تعد خطوة تفتح افاقا كبيرة كونها تساعد على تعزيز "استقلالية الجزائر في مجال الصحة مع تطوير صناعة صيدلانية تنافسية ومستدامه بل و أكثر من ذلك تعبئة الابتكار العلمي والقدرات الصناعية الوطنية".
من جانبه, أوضح سيفي غريب أن الاتفاقية الموقعة تندرج ضمن مخطط التطوير الاستراتيجي لصيدال في مجال انتاج المواد الصيدلانية المشعة لتلبية الحاجيات الوطنية في هذه المنتجات, مشيرا إلى أن هذه الشراكة تغطي عددا من الجوانب منها "الأمان الإشعاعي الذي يشمل مراحل الانتاج, مناولة وتخزين المواد الصيدلانية المشعة ونقلها, وتبادل المعلومات في اطار شفاف ضمن الالتزام بالقوانين الوطنية والدولية".
و من المقرر في ذات الصدد انشاء لجنة توجيهية مشتركة مكلفة بتحديد أنشطة التعاون و مراقبتها وتقييمها بين الطرفين, وفق الوزير الذي أضاف أنه سيتم تعزيز التكوين بين الجانبين لصالح المستخدمين في المجال للحماية من الاشعاع و نشر ممارسات التصنيع الجيدة.
وحسب غريب فإن الاتفاقية الموقعة تفتح ايضا المجال لتجسيد مشاريع استراتيجية بين الوزارتين على المدى القصير قصد "تكثيف الجهد الصناعي الوطني, لا سيما وضع شبكة وطنية للاعتماد والمطابقة وكذا شبكة الاستنساخ الصناعي مع وزارة الطاقة" وهي مشاريع سيتم الاعلان عنها "قريبا".
وفي تصريح للصحافة, أكد الرئيس المدير العام لصيدال أن سنة 2024 تميزت بتحقيق "قفزة" في انتاج مختلف أنماط الأدوية بفضل الوحدات الانتاجية التي دخلت الخدمة في الفترة الأخيرة, مضيفا أن المجمع العمومي سجل نموا في الانتاج ب22 بالمائة خلال العام الفارط مقارنة مع 2023, فيما قدر رقم الأعمال ب24 مليار دج.
وأضاف قويدري أن سنة 2025 ستعرف دخول حيز النشاط "خمس أو ست وحدات انتاجية" عبر الوطن.
أخبار متعلقة :