تقرير لـ"Financial Times" يكشف: خط مواجهة إسرائيلي جديد في سوريا - خليج نيوز

ذكرت مجلة "Financial Times" البريطانية أنه "منذ أطاح المتمردون الإسلاميون بقيادة أحمد الشرع بنظام بشار الأسد في كانون الأول، شرعت إسرائيل في حملة عسكرية عدوانية في سوريا، فاستولت على منطقة عازلة عمرها خمسة عقود "إلى أجل غير مسمى"، وقصفت ما تقول إنها أهداف عسكرية، وتعدت على مدن وقرى مثل مدينة البعث. وخلال الأسبوع الماضي، زاد القادة الإسرائيليون من حدة التوترات، حيث وصفوا قادة سوريا الجدد بأنهم "نظام إرهابي من الإسلام المتطرف" وهددوا بشن هجوم أوسع إذا ألحقت الحكومة الضرر بالأقلية الدرزية، ذلك على الرغم من حقيقة أن إدارة الشرع لم تهدد ولم تتخذ أي إجراء استفزازي ضد إسرائيل. إنما سعى القادة الجدد باستمرار إلى إشراك الغرب والقوى الإقليمية، قائلين إنهم لا يركزون على صراع جديد بل على إعادة بناء وتوحيد البلاد بعد أكثر من 13 عامًا من الحرب الأهلية".

Advertisement


وتابعت المجلة، "في قلب الأعمال العدائية التي تشنها إسرائيل في سوريا، يبدو أن هناك خطة جديدة لإعادة رسم حدود إسرائيل وتوازن القوى مع جيرانها. وفي أعقاب هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023، شرعت السلطات في توسيع وتقوية حدود إسرائيل بشكل كبير. فلقد بنت منطقة عازلة داخل غزة، واستولت على خمس نقاط استراتيجية في جنوب لبنان، وحشدت قوات داخل مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، وأنشأت "منطقة أمنية" واسعة عبر جنوب غرب سوريا. والدرس الأساسي هنا هو أنك "لا يمكنك أن تسمح لجيش إرهابي بالتمركز بالقرب منك" كما قال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير".

وأضافت المجلة، "قالت دارين خليفة، المستشارة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية، إن إسرائيل "تعمل بشكل استباقي على رفع الرهانات في المنطقة، وتحاول القضاء على أي مخاطر محتملة، وهي على استعداد لتحمل الكثير من المخاطر في القيام بذلك ودفع الحدود أكثر مما فعلت في الماضي". ويتحمل سكان مدينة البعث والمجتمعات المجاورة، التي يقطنها الآلاف من الناس، العبء الأكبر. فقد فرضت القوات الإسرائيلية احتلالاً فعليًا في قريتين على الأقل، ودمرت المباني الحكومية، وأجرت تعدادًا محليًا وسجلت بطاقات الهوية، فضلاً عن الاستيلاء على الأسلحة، وفقًا لسكان تحدثوا إلى الصحيفة. كما بدأت القوات الإسرائيلية في توزيع المساعدات على السكان وعرضت فرص العمل الزراعي في إسرائيل على السكان الذين أفقرتهم سنوات الحرب والأزمة الاقتصادية. وهذا جعل العديد من السكان المحليين يوازنون بين جوعهم ويأسهم المتزايدين وبين مخاطر وصمهم بالخيانة إذا ما شاركوا في القتال".

وبحسب المجلة، "في ظل الفراغ الذي أعقب سقوط الأسد، شنت القوات الجوية الإسرائيلية حملة جوية ضخمة عبر سوريا، حيث ضربت مئات الأهداف بما في ذلك الأسلحة الثقيلة وأنظمة الدفاع الجوي والسفن البحرية، مما أدى إلى تدمير ما تبقى من جيش الأسد. ومن جانبه، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي "بنزع السلاح الكامل من جنوب سوريا". وبنت القوات الإسرائيلية تحصينات ومواقع متقدمة، ووسعت الدفاعات التي أقامتها العام الماضي، كما ضربت المزيد من الأهداف، بما في ذلك ما زعمت أنها أسلحة تابعة للنظام المخلوع في معقل الأسد الشمالي في القرداحة يوم الاثنين".

وتابعت المجلة، "قالت خليفة إن التعدي الإسرائيلي يشكل تهديداً للحكومة الانتقالية السورية، "فهو يخلق قدراً كبيراً من الضغوط العامة على السلطات في دمشق لكي تصبح أكثر عدوانية في صد الإسرائيليين، وهو ما لن يؤدي إلا إلى تأجيج دائرة العنف". وندد الشرع بـ"التوسع العدواني" الإسرائيلي في قمة جامعة الدول العربية يوم الثلاثاء، ووصفه بأنه "تهديد مباشر للسلامة والأمن في المنطقة ككل" وحذر من أنه "سيقوض استقرار المنطقة". ولكن الحكومة الانتقالية، التي لم تنخرط رسمياً بعد مع جارتها، أظهرت قدرة أو رغبة ضئيلة في مواجهة إسرائيل. ويخشى كثيرون في مجتمعات مثل مدينة البعث، حيث كان معظم السكان موظفين حكوميين في عهد الأسد، أن تعاقبهم الحكومة الجديدة لعدم وقوفهم إلى جانب الثورة". كما صورت إسرائيل حملتها على أنها محاولة لحماية الطائفة الدرزية في جنوب سوريا، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم السبت إن إسرائيل "لن تسمح" لدمشق "بإيذاء الدروز"، وحذر من أنه إذا فعلت ذلك، "فإننا سنلحق بهم الأذى"."

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رسائل "اغتيال" تلقاها "حزب الله".. ماذا كشفت؟ - خليج نيوز
التالى لبنان يسير بين خطّين.. وهواجس من التعثّر والاصطدام! - خليج نيوز