التوغل الاسرائيلي في سوريا.. أهداف استراتيجية - خليج نيوز

يرتكز التوغل الإسرائيلي في سوريا على أهداف أمنية واستراتيجية، أبرزها منع تثبيت النظام الجديد لحكمه لعدم الثقة به، وتعطيل نقل الأسلحة إلى حزب الله عبر الأراضي السورية بشكل حاسم ونهائي في ظل شكوك حول استمرار نقل بعض التقنيات، وهو ما تؤكده تقارير أممية وبيانات إسرائيلية رسمية.

Advertisement

كما تستهدف الضربات مواقع عسكرية يُعتقد أنها مرتبطة بالنظام السوري السابق، خاصةً حول دمشق ومحافظة اللاذقية وطرطوس، أما في ما يتعلق بمناطق شرق الفرات، فثمة تقارير تشير إلى تنسيق محدود بين إسرائيل وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ذات الغالبية الكردية، لكن هذا التعاون غير معلن ويبقى هامشياً في الاستراتيجية الإسرائيلية، التي تركّز بالأساس على مواجهة التهديدات المباشرة على حدودها، اقله في هذه المرحلة. 

ردود الفعل السورية، في ظل النظام الحالي تتسم بالحذر، وتقتصر غالباً على إدانة دبلوماسية، نتيجةً لعدم تكافؤ القوى أمام التفوق الجوي الإسرائيلي، ولتركيز دمشق على تعزيز سيطرتها في مناطق الغرب السوري التي لا تزال غير راضية عن التطورات. أما بشأن التعاطي مع لبنان، فمن المستبعد أن تتجه اسرائيل إلى حصاره في المرحلة الحالية، نظراً للاولويات الاسرائيلية التي لم يعد "حزب الله" جزءًا منها بالمعنى العاجل للكلمة. ومع ذلك، قد تؤثر الضغوط الإقتصادية أو التحركات السياسية غير المباشرة على ديناميكيات التطورات الميدانية ، من دون الوصول إلى حد الحصار العسكري أو السياسي المفتوح.

من الناحية الواقعية، تبقى إسرائيل العامل الأكثر تأثيراً في هذه المعادلة، عبر استمرارها في سياسة "استغلال اللحظة والاندفاعة" ضد أهداف سورية  او تابعة لحزب الله في لبنان، بينما تعمل دمشق على تفادي مواجهة مباشرة قد تعيد النظام الجديد إلى مربع الانهيار. أما في لبنان، فتبقى تداعيات الصراع محصورة في إطار التأثير غير المباشر، عبر زيادة تعقيدات المشهد الداخلي الهش، دون أن يصبح ساحة مواجهة رئيسية ما لم تتطور الأمور نحو تصعيد إقليمي أوسع.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بدءاً من السعوديّة.. هكذا يعمل عون على وضع لبنان على الخارطة العربيّة - خليج نيوز
التالى تسليم 330 وحدة سكنية ممولة من الصندوق السعودي للتنمية في تونس - خليج نيوز