التنافس المحموم يثير تساؤلات حول مدى فائدته الحقيقية للمستهلكين، وهل يحصل المستهلك بالفعل على تخفيضات حقيقية؟ أم أن الأمر مجرد إستراتيجيات تسويقية تهدف إلى تحقيق أرباح قياسية، وهل جودة السلع مناسبة؟
تخفيضات.. ولكن!
في جولة ميدانية نفذتها «عكاظ» في عدد من الأسواق في محافظة الطائف، أكد العديد من المتسوقين أن حرب العروض مستمرة ويتضح ذلك من تغطية الواجهات والمداخل للأسواق بعبارات «خصومات تصل إلى 70%» و«اشترِ واحدة واحصل على الثانية مجاناً».
ويؤكد خالد العتيبي، وهو رب أسرة، أنه يحرص على الاستفادة من العروض وفي كثير من الأحيان يلاحظ أن الأسعار ترتفع ثم تنخفض إلى السعر الطبيعي تحت مسمى التخفيضات، «أصبحت أدقق أكثر في الأسعار وأقارن بين المتاجر قبل الشراء، وكذا تاريخ الانتهاء والمدة المتبقية على الصلاحية».
وتشير أم عبدالله، وهي ربة منزل، إلى أن التخفيضات تساعدها في شراء كميات أكبر من السلع الأساسية وبأسعار معقولة، لكنها ترى أن بعض المتاجر تستغل هذه الفترة لرفع أسعار بعض المنتجات الضرورية، ثم تخفض أسعار المنتجات الأقل طلباً، بهدف جذب المتسوقين.
المنافسة شرسة
في المقابل، استمعت «عكاظ» إلى وجهة نظر المتاجر، ويقول مدير أحد الأسواق، فضل عدم ذكر اسمه، أن المنافسة في الموسم عالية جداً، لذا نحرص على تقديم أفضل الأسعار والعروض الحقيقية لضمان استقطاب العملاء، فالمستهلك اليوم أصبح أكثر وعياً، وإذا لم نقدم له تخفيضات حقيقية، سيتوجه إلى متجر آخر والخاسر هو الأعلى سعراً. ويرى صاحب أحد محلات التجزئة، محمد الحربي، أن العروض لا تعني بالضرورة بيع المنتجات بأقل من سعر التكلفة، ولكن يتم استغلال هذه الفترة للتخلص من المخزون القديم وترويج العلامات التجارية الجديدة وهذا ذكاء تجاري، كيف تحرك المخزون، وكيف تستميل المتسوقين في وقت «السوشل ميديا».
ويشير عبدالرحمن الغامدي، إلى أن متجره أعد خطة بهدف إقبال الناس على شراء المواد الرمضانية والخطة تهدف في مجملها إلى توفير المواد الغذائية والتموينية الأساسية بما يحقق الاحتياجات المطلوبة للاستهلاك وجذب المتسوقين بشكل كبير.
ويرى الخبير الاقتصادي راكان العتيبي، أن التخفيضات التي يطرحها العديد من المحلات التجارية في رمضان أو قرب عيد الفطر، تعد ظاهرة اقتصادية صحية يكون الإقبال عليها كبيراً وخصوصاً من محدودي الدخل وهذه التخفيضات تساعد الكثير من الأسر على توفير مستلزماتهم الشرائية حتى وإن كانت نسبة الخصم قليلة لكنها تساعد الكثير وتفتح باب التنافس بين المتاجر.
وأضاف، أن ارتفاع رخص السماح بالتخفيضات المعلن من وزارة التجارة لأكثر من مليون منتج دليل على الإقبال الكبير والذكاء التسويقي للمحلات التجارية.
وأكدت وزارة التجار، في وقت سابق، على لسان أحد مسؤوليها، أن لديهم فرقاً رقابية تجوب الأسواق لمتابعة العروض والتأكد من صحتها ويتم فرض عقوبات على المتاجر التي تروّج لعروض وهمية، ويجب على المواطنين الإبلاغ عن أي تجاوزات من خلال القنوات الرسمية، مؤكدة أن هناك متابعة لمخالفات التخفيضات أو الأسعار.
أخبار ذات صلة