الهند تعاني من مشكلة ارتفاع نسبة التلوث
أشار تقرير صادر عن شركة “آي كيو إير” IQAir السويسرية بدعم من منظمة “غرينبيس” يوم الثلاثاء في 11 آذار/ مارس 2025، أن مدن الهند لاتزال تحتل صدارة الترتيب العالمي لأكثر المدن تلوثاً بالجسيمات الدقيقة، رغم تسجيلها تحسناً في هذا المجال عام 2024، إضافة إلى أربع مدن في جارتها باكستان وواحدة في الصين وعاصمة تشاد.
بحسب التقرير، وصلت مستويات الجسيمات الدقيقة “بي ام 2,5” التي يقل قطرها عن 2,5 ميكرون، في الهند إلى 50,6 ميكروغرام لكل متر مكعب(µg/m3) في المتوسط، وهو ما يزيد بعشرة أضعاف عن المعدّل الذي توصي منظمة الصحة العالمية بعدم تجاوزه، بحسب الأرقام التي سجّلتها شركة “آي كيو إير” المصنّعة لمستشعر جودة هواء مستخدم على نطاق واسع.
رغم أن هذا المعدل انخفض بنسبة 7 في المئة عمّا كان عليه عام 2023، لكنّ 14 من المدن العشرين في العالم الأكثر تلوثا بهذه الجسيمات الضارة بصحة الإنسان، هي مدن هندية.
وتحتل مدينة بيرنيهات في الهند رأس قائمة المدن الأكثر تلوثاً في العالم، تليها نيو دلهي، مولانبور في البنجاب، فريد آباد، لوني، جوروجرام، جانجاناجار، نويدا الكبرى، بيوادي، مظفرناجار، هانومانجاره، ونويدا، بحسب ما ذكر موقع The Hindu.
وتشكّل انبعاثات المصانع والمركبات والحرق الزراعي وحرق القمامة المصادر الرئيسية لهذه الجسيمات في الهند.
كذلك تُعتبر نجامينا التشادية (المركز السابع في الترتيب) ونيودلهي الهندية (المركز التاسع) العاصمتين الأكثر تلوثا، متقدمتين على دكا، وكينشاسا وإسلام آباد.
يستند تقرير IQAir إلى “أكثر من 40 ألف محطة لمراقبة جودة الهواء منتشرة في 8954 موقعا في 138 دولة ومنطقة”، ثلثها تديرها مؤسسات عامة. ولا يستخدم ملاحظات الأقمار الصناعية أو النماذج الرقمية.
ومن بين البلدان التي تقدّم بيانات كافية، تعتبر تشاد الأكثر تلوثا في عام 2024 (91,8 ميكروغرام في المتر المكعب في المتوسط)، وذلك بشكل رئيسي تحت تأثير منخفض صحراء بوديليه، وهو مصدر للغبار. تليها بنغلاديش وباكستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والهند.
لكن التصنيف غير مكتمل، إذ استُبعدت منه بوركينا فاسو التي كانت في المركز الخامس عام 2023، وكذلك إيران وأفغانستان بسبب عدم كفاية البيانات.
في المجمل، سجلت سبع دول فقط تركيزات “بي ام 2,5” أقل مما توصي به منظمة الصحة العالمية البالغة 5,0 ميكروغرام في المتر المكعّب كحدٍ أقصى، وهي إستونيا وايسلندا وجزر في أوقيانوسيا (أستراليا، ونيوزيلندا)، وجزر الباهاماس وغرينادا وبربادوس منطقة البحر الكاريبي.
شارع مزدحم في نيو دلهي وسط ارتفاع نسبة التلوث (رويترز)
ومقارنة بعام 2023، يشير التقرير إلى أن 17 في المئة من المدن التي شملتها الدراسة استوفت معيار منظمة الصحة العالمية بحلول عام 2024، بينما لم يتجاوز 9 في المئة عام 2023.
أما في عام 2021، كان تلوث الهواء، سواء الخارجي أو المنزلي، الخطر البيئي الرئيسي على الصحة، وكان مسؤولاً عن 8,1 ملايين حالة وفاة مبكرة في مختلف أنحاء العالم، وفقا لتقديرات تقرير “حالة الهواء العالمي 2024” الصادر عن معهدين أميركيين هما “هيلث إيفكتس إنستيتيوت” و”هيلث متريكس أند إيفاليويشن إنستيتيوت”.
