Advertisement
يبدو أنّ واشنطن تحتاج إلى فترة وجيزة جداً تمارس فيها الضّغوط إلى مداها الأقصى من دون أن تتدحرج المنطقة إلى معركة عسكرية جديدة. من هُنا يمكن قراءة الضغوط التي مورست على غزّة مؤخراً وتهديدها بعودة الحرب، لكنّ ذلك لم يحصل رغم أن المقاومة الفلسطينية "حماس" لم تتنازل ولو عن جزءٍ من مطالبها للأميركيين، وتحديداً للرئيس الجديد دونالد ترامب.
اليوم، يُمارس ترامب الضغوط نفسها على كلّ من اليمن وإيران بهدف دفعهما نحو تنازلات شاملة. في ايران يريد ترامب الحصول على ضمانات جدّية لأمن إسرائيل، ووعدٍ بأن تكون إلى جانبه في حربه مع الصّين، أو أقلّه تحييدها عن هذه المعركة، وهذا أمر قد يؤدي الى توترات شديدة من دون أن تتحوّل إلى معركة عسكرية.
حتى في ملفّ اليمن، فإنّ الجانب الأميركي يُدرك جيداً أن الهجمات على اليمن لن تؤدي إلى حسم المعركة ولن تُعطي الأمان للبحر الأحمر، بل على العكس ستُدخله في إطار المعارك المُستمرّة وقد تتعطّل فيه الملاحة بشكل شبه كامل. وبالتالي بات من الواضح أن سقف ترامب المرتفع مرتبط بطمأنة الإسرائيليين ومنعهم من المبادرة بأي خطوة متهوّرة في المنطقة والضغط على إيران للوصول معها إلى تسوية سياسية.
تعتقد مصادر سياسية مطّلعة أنّ كلّ ما يحصل اليوم هو تمهيد للتسوية، علماً أن الأميركيين الذين يتوقّعون أن المنطقة باتت جاهزة لتسوية شاملة لا يشاركهم كثر في هذا الرأي، سواء من الحلفاء أو الخصوم الذين يستشعرون الخطر من أكثر من جبهة؛ اولاً من اسرائيل التي تركّز على مشروع التوسّع ، وثانياً من أي تطرّف قد يأتي من سوريا.