ما هي المصالح الأميركية في سوريا؟.. تقرير أميركي يكشف - خليج نيوز

ذكر موقع "The American Conservative" الأميركي أن "سوريا تعيش حالة فوضى معقدة للغاية، وربما تحتل المرتبة الثانية بعد البلقان من حيث الصراع الطائفي والعرقي الطويل الأمد والعميق. باختصار شديد، أطاحت هيئة تحرير الشام، التي كانت تُعرف بجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، بنظام بشار الأسد البعثي رسميًا، بدعم من الحكومة التركية، التي كانت حتى وقت قريب تُقاتل هيئة تحرير الشام، بل وتُفكّر في إيجاد تسوية مؤقتة مع نظام الأسد. ودعم الجيش الوطني السوري، المدعوم أيضًا من الأتراك، وقوات سوريا الديمقراطية، هيئة تحرير الشام. وتقاتل قوات سوريا الديمقراطية الأتراك، وأحيانًا الجيش الوطني السوري، بالإضافة إلى حكومة الأسد. وفي الوقت عينه، استغلت إسرائيل سقوط الأسد السريع لتحقيق مكاسب إقليمية في جنوب سوريا".

Advertisement


وبحسب الموقع، "خضع زعيم هيئة تحرير الشام لتغيير جذري، على الأقل شكلياً، إذ غيّر اسمه واستبدل الثوب والعمامة ببدلات رسمية. ويقول أحمد الشرع إنه ينوي إدارة حكومة تكنوقراطية تحترم حقوق الأقليات السورية المتنوعة. وكان التقدم المحرز على هذا الصعيد متباينًا: فقد وقّعت قوات سوريا الديمقراطية اتفاقيةً تنص على اندماجها مع جيش حكومة دمشق في مقابل ضمانات سياسية متنوعة. وجاءت هذه الاتفاقية بعد وقت قصير من دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني جماعته إلى نزع سلاحها والانخراط في العمل السياسي. ووقّع الدروز، وهم أقلية دينية، اتفاقيةً مماثلة في اليوم التالي، مما يُحبط على ما يبدو محاولات إسرائيل لجعلهم وكلاء".

وتابع الموقع، "وقّعت حكومة دمشق يوم الخميس دستورًا انتقاليًا جديدًا، يحمل في طياته مزيجًا من المتناقضات: فهو يُرسّخ الحكم الإسلامي، وتحديدًا حكم هيئة تحرير الشام للسنوات الخمس المقبلة، ولكنه يضمن أيضًا بعض الحريات الليبرالية ويُدين "التطرف". سنرى ما سيحدث في كل ذلك. على صعيد آخر، كان عناصر الميليشيات التابعة لهيئة تحرير الشام يُنفّذون في الوقت عينه مجازر بحق المسلمين العلويين، وهم أقلية دينية أخرى، الذين دعموا حكومة الأسد بشكل عام، وشاركوا في المقاومة المسلحة ضد النظام الجديد. كما أن مدى التورط المباشر لحكومة دمشق في هذه المجازر، ومدى سيطرتها على الجماعات المسلحة التابعة لها، ليس واضحًا. ولكن ما علاقة هذا بالولايات المتحدة؟"

وبحسب الموقع، "لا يزال لدى الولايات المتحدة حوالي 2000 جندي في جنوب سوريا، أو على الأقل، هذا هو العدد الرسمي الحالي المعترف به. ولكن ماذا يفعلون هناك؟ الأمر ليس واضحًا تمامًا. إنهم يقاتلون الأشرار نظريًا، ولكن مع خروج داعش من المشهد، ليس من الواضح تمامًا من هم الأشرار، أو حقًا من هم الأخيار. كان التهديد الرئيسي بعد داعش هو نفوذ طهران في الجوار أو عودة ظهور داعش، ولكن لم يصرح أي من القادة السياسيين في الولايات المتحدة أبدًا عن سبب واضح وقوي لاستمرار تواجدهم هناك".

ورأى الموقع أن "للولايات المتحدة ثلاث مصالح إيجابية في الشرق الأوسط: منع ظهور هيمنة إقليمية، وقمع الإرهاب الإسلامي، وحماية ممرات الشحن في البحر الأحمر والخليج العربي. كما ولها مصلحة سلبية واحدة: تجنب التدخل المفرط، وخاصةً العسكري، في الشؤون الداخلية للمنطقة. إن الوجود العسكري الأميركي في سوريا، في أفضل أيامه، لم يخدم سوى المصلحتين الأوليين من هذه المصالح، بل عرّض المصلحة الثالثة للخطر دائمًا. في الواقع، من غير المرجح أن تقع دولة سنية بدعم تركي تحت سيطرة إيران. إن الاستقرار، وسيادة القانون، وعدم العداء العلني هي ما تنتظره المصالح الأميركية من الحكومة السورية".

وختم الموقع، "حان الوقت للقوات الأميركية أن تعود إلى الوطن".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق المرصد ٢٨٤| هل أنقذ حكام سوريا الجدد البلد من فخ الاقتتال الطائفي؟  - خليج نيوز
التالى تسليم 330 وحدة سكنية ممولة من الصندوق السعودي للتنمية في تونس - خليج نيوز