Advertisement
وبحسب المجلة، "نتيجة لهذه الانتكاسات الخارجية، اتخذت إيران خطواتٍ لتعزيز دعمها الداخلي من خلال تقديم تنازلاتٍ داخلية محدودة. فقد خفف النظام من تطبيق قواعد اللباس الإلزامي للنساء، وخفف القيود على منصات التواصل الاجتماعي. وتأمل الجمهورية الإسلامية من خلال ذلك أن تُقلل من خطر الاضطرابات الداخلية وأن تُعزز ثقة الجمهور. لكن لا ينبغي فهم هذه التحولات الداخلية على أنها بوادر انفتاح كبير على الغرب. في الواقع، يتمثل هدف الإصلاحات الاجتماعية الإيرانية المدروسة في تعزيز الدعم الداخلي لمقاومة الضغوط الخارجية، وبالتالي تتمكن طهران من الصمود في وجه أي شيء يُخبئه لها الرئيس الأميركي".
تحذير من دمشق
وبحسب المجلة، "ربما تظن إسرائيل أنها حققت انتصاراً عسكرياً على حماس وحزب الله، لكن في الواقع لا تبالي إيران بهذين التنظيمين. فرغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها كل من حماس وحزب الله، تتوقع طهران أن يعيد التنظيمان بناء نفسيهما، كما وتتوقع أن يُعزز اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الالتزامات الأيديولوجية للتنظيمين. لكن من الصعب على إيران التأقلم مع سقوط الأسد. وفقًا لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فإن أجهزة الاستخبارات في الجمهورية الإسلامية كانت "على دراية تامة" بالتهديد الأمني الوشيك ضد الأسد، ومع ذلك، فوجئت طهران بعجز الجيش السوري التام عن صد قوات المتمردين. ويعزو المسؤولون الإيرانيون تفكك جيش الأسد جزئيًا إلى "الحرب النفسية" التي شنتها قوى خارجية، بما في ذلك إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة. لكن عراقجي ألقى أيضًا ببعض اللوم على تجاهل الأسد للرأي العام، وزعم أن إيران نصحت الأسد "باستمرار" برفع الروح المعنوية للجيش و"التفاعل بشكل أكبر مع الشعب. لكن الأسد، كما أشار عراقجي، قد فشل".
وتابعت المجلة، "أثار الانهيار المفاجئ لدمشق قلقًا عامًا في إيران، حيث أدى القمع والفساد المستمران إلى تباعدٍ بين الحكومة وشعبها. في كانون الثاني، أقرّ عباس صالحي، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني، علنًا بأن طهران تواجه عجزًا حادًا في "رأس المال الاجتماعي"، مع تراجع ثقة الجمهور بالحكومة. وحذر الرئيس السابق محمد خاتمي من أن الجمهورية الإسلامية تُخاطر بـ"التخريب الذاتي" بتجاهلها الاستياء الشعبي. وتتفق النخب الإيرانية بشكل متزايد على الحاجة المُلحة لبناء مرونة داخلية. وبناءً على ذلك، خففت الحكومة الإيرانية بعض قيودها، أبرزها التوقف عن تطبيق قانون الحجاب الجديد المثير للجدل. بالإضافة إلى هذا التوقف، تسعى الجمهورية الإسلامية إلى كسب ود الشعب من خلال السماح بنقاشات مفتوحة وصريحة نسبيًا على وسائل الإعلام المحلية".
إدارة الداخل
وبحسب المجلة، "يأمل قادة إيران أن تُهيئ إدارة الاستقرار الداخلي من خلال إصلاحات تدريجية مناخًا ملائمًا لنقاش وطني حول قضايا السياسة الخارجية الرئيسية، مثل الأزمة النووية، وهو نقاشٌ تعتقد إيران أنه سيُفضي إلى وحدة وطنية. بالنسبة للقادة الإيرانيين، يُعدّ بناء مثل هذه الوحدة أمرًا بالغ الأهمية عند مواجهة واشنطن. في الواقع، طهران عازمة على منع الانقسامات الداخلية من إضعاف قدرة البلاد على تحمل الضغوط. وتُعدّ الانفتاحات الاجتماعية والسياسية المحدودة استراتيجيةً مدروسةً لتهدئة الإحباط العام قبل أن يتفاقم إلى اضطرابات جماهيرية. وإذا كان الماضي مُقدّمةً، فإن هذا النهج قد يسمح للجمهورية الإسلامية بتصوير أي صراع مع الولايات المتحدة ليس كصراع من أجل بقاء النظام، بل كمقاومة دولة ذات سيادة ضد الإكراه الخارجي. لكن هذا لا يُنذر بتغيير في استراتيجية النظام الأساسية. بعبارة أخرى، طهران ليست على وشك التخلي عن عقود من التحدي".