الحرب على لبنان غير مستبعدة… والتصعيد السياسي يخدم "حزب الله" - خليج نيوز

من الواضح أنّ التصعيد الداخلي اللبناني ضدّ "حزب الله" له أسباب مرتبطة بالتطورات العسكرية والأمنية الحاصلة في المنطقة، حيث إنّ الضغوط الدولية والأميركية على وجه التحديد تتصاعد على لبنان للحد من نفوذ "حزب الله"، خصوصًا بعد الحرب الأخيرة، حيث تطالب بعض الدول بضرورة نزع سلاحه كجزء من ضمانة لأي دعم اقتصادي، ما يدفع ببعض القوى المعادية "للحزب" لاتخاذ مواقف اكثر حدّة تجاهه تماشياً مع تلك الضغوط، وهذا يعني أنّ جبهات متكاملة دخلت في كباش جدّي سواء على المستوى السياسي أو العسكري في لبنان والمنطقة.

Advertisement


هذا التصعيد الذي تمارسه القوى المُعادية لـ "حزب الله" يبدو حتى اللحظة ضغطاً سياسياً غير مُرتكز على تحوّل جذري في المشهد اللبناني، إذ حتى الآن، يبدو أن التصعيد يأخذ شكل أداة تفاوض وضغط سياسي أكثر من كونه بداية سقوط "الحزب" أو أقلّه تقليص نفوذه في الداخل اللبناني، ولكن ذلك لا ينفي أن يكون هذا التصعيد مقدمة لتحولات أكبر على المدى البعيد.

الأكيد أن العدوّ الاسرائيلي يحاول تجنّب تجديد الحرب على لبنان، وذلك لأسباب استراتيجة وعسكرية أهمّها أنّ اسرائيل تدرك أنّ أي حرب جديدة مع "حزب الله" ستكون مكلفة جدًا عليها، سواء من حيث الخسائر البشرية أو القدرة التدميرية الواسعة في الجبهة الداخلية. إذ إنّه ورغم حربها الأخيرة على لبنان والتي غيّرت الكثير من المعادلات، حيث تمكّنت إسرائيل من توجيه ضربات قاسية لقدرات "حزب الله" العسكرية، لكنه من الصعب القول إنها شلّت سلاحه بالكامل، إذ تؤكد المعلومات أنّ "الحزب" لا يزال يمتلك ترسانة صاروخية كبيرة وقدرات هجومية هائلة. اضافة الى ذلك فإنّ الحكومة الإسرائيلية تواجه تحديات داخلية شديدة، ما يجعل قرار تجديد الحرب غير مرغوب فيه حالياً سيّما وأنها تدرك أن لا قدرة لديها على مضاعفة انجازاتها العسكرية. لذلك يبدو أن القرار قد اتُّخذ بتحقيق إنجازات عبر الداخل اللبناني وترك الأمور للسياسة اللبنانية.

مشكلة اسرائيل الفعلية هي أنها ورغم تحقيقها لانتصارات تكتيكية على "حزب الله" في عدوانها الأخير، اضافة الى إنجاز استراتيجي تمثّل بسقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد ما أتاح لها الفرصة للتوغّل في الأراضي السورية، الا أنها لن تستطيع منع تكبّدها لخسائر كبرى رغم كل الضربات التي تلقّاها "الحزب" سيّما وأنه اليوم يعيد ترميم قدراته بشكل كبير، حيث تشير مصادر عسكرية مطّلعة إلى أن أقصى خسائر "حزب الله" حصل وانتهى، وهو اليوم مهما كانت الصعوبات سيكون أداؤه في الحرب أفضل بكثير وعلى كافة المستويات.

امام هذا الواقع يصبح احتمال عودة الحرب ضئيلاً نسبياً، خصوصاً أن اسرائيل تتمتّع بحرية الحركة على الساحة اللبنانية وهي تستطيع استكمال استنزاف "الحزب" من دون خوض معركة جديدة. وهذا الامر يبدو مناسباً للحزب أيضاً الذي يناور على هامش الوقت الى حين ترتيب التوازنات في المنطقة وإن بمستويات مختلفة.  

لكن هذا لا يعني أن الحرب مستبعدة تمامًا، بل قد تندلع في لحظة ما مع أي تغيّرات أو تطورات في المنطقة، خاصة إذا قررت إسرائيل توجيه ضربة استباقية أو إذا وقع هجوم كبير يفرض عليها الرد بشكل واسع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق قطاع لبناني يعاني - خليج نيوز
التالى تسليم 330 وحدة سكنية ممولة من الصندوق السعودي للتنمية في تونس - خليج نيوز