"أصابع إسرائيلية" في جنوب لبنان.. "الموساد" أبرز المتهمين! - خليج نيوز

لم تكن الضربة التي شنّها العدو الإسرائيليّ على ضاحية بيروت الجنوبية، أمس الجمعة، مجرّد قصفٍ عابر رداً على صواريخ تم إطلاقها من جنوب لبنان باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، بل كانت مجرد جرس إنذارٍ إسرائيلي عنوانه أن أيّ هجمات من الجنوب سيُقابلها قصفٌ يطال بيروت مُجدداً.

Advertisement

 

فعلياً، فإن الرسائل الأميركية التي تلقاها لبنان واضحة بعد التوتر الأخير، وما يظهر هو أن إسرائيل تسعى لتكريس سياسة الضغط بالنار لأخذ لبنان إلى مفاوضات دبلوماسية، وهي السياسة التي اعتمدتها خلال الحرب الأخيرة من أجل الوصول إلى إتفاق لوقف إطلاق النار وانسحاب "حزب الله" من منطقة جنوب الليطاني.

 

وبمعزلٍ عن الجهة التي تقف وراء إطلاق الصواريخ الجمعة من الجنوب باتجاه كريات شمونة وقبل أسبوع باتجاه المُطلة، فإنَّ النقطة الأساس تتصلُ بكيفية ردع هذه الخطوات والعمليات، لاسيما أنَّ توقيتها يأتي مشبوهاً في ظل الضغط الإسرائيلي لأخذ لبنان نحو التطبيع.

 

هنا، تقول مصادر سياسية لـ"لبنان24" إنَّ عمليات إطلاق الصواريخ جاءت بعدما تلقت إسرائيل رسالة واضحة من لبنان عبر الأميركيين مفادها أنّ بيروت لن تقبل نهائياً بأي شكلٍ من الأشكال التطبيع، مشيرة إلى أنَّ هذا الأمر هو الذي قد يدفع بإسرائيل لتحريك الساحة اللبنانية وتوتيرها بهدف زيادة الضغط على "حزب الله" وبيئته وأخذ لبنان نحو ترتيبات جديدة من إسرائيل أقلها على الصعيد الدبلوماسيّ.

 

إنطلاقاً من هذا الأمر، تفسر المصادر إمكانية أن تكون إسرائيل قد استخدمت أدواتها حقاً لإعادة إشعال فتيل النار على الساحة اللبنانية، فمسألة إطلاق الصواريخ بهذا الشكل تقول إن هناك "فيلماً إسرائيلياً محروقاً" هدفه زج لبنان في توترات جديدة واتخاذ إسرائيل ذرائع عسكرية لتنفيذ ضربات داخل لبنان أساسها تقويض قدرات "حزب الله" على ترميم نفسه عسكرياً وثانياً تأليب المجتمع الداخلي عليه مُجدداً.

 

وإن كان "حزب الله" هو المنفذ الأساس لهذه العمليات الصاروخية، فإنّ أقرب نقطةٍ له لإسداء رسائل بـ"النار" هي النقاط الـ5 التي تحتلها إسرائيل. لكن، وبشكل قاطع، فإن "حزب الله"، بحسب المصادر، قرر عدم المُضي باتجاه أي استهداف جديد باعتبار أنَّ المبادرة على هذا الصعيد ستعني منح إسرائيل الذرائع الكاملة لشن عدوانٍ جديد موسع على لبنان يرى الحزب أنه بغنى عنه الآن، وبالتالي إفساح المجال للدولة اللبنانية لتنفيذ مهمتها الدبلوماسية.

 

وإلى جانب كل ذلك، يبقى الرهان، وفق المصادر، على اكتشاف المتسببين بعمليات إطلاق الصواريخ، في وقتٍ تتحدث فيه الترجيحات عن عملاء لـ"الموساد الإسرائيلي" لديهم قدرة للوصول إلى عمق الجنوب بسهولة لتنفيذ ضربات، وقد يكون ذلك بالتنسيق مع جهات محلية.

 

وتقول المصادر إن فرضية العملاء المسؤولين عن هذا التوتر قائمة إلى حد كبير، مشيرة إلى أن ما يجري ليس غريباً عن التصرفات الإسرائيلية الهادفة لإحداث فتنٍ داخلية في لبنان بهدف إرهاق "حزب الله" أولاً وثانياً وضع جمهور الحزب بمواجهة مع الدولة وأركانها وإظهار أنها ضعيفة.
 
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق هذا ما بقي من ذكرى 8 و14 آذار..."وكأن شيئًا لم يكن" - خليج نيوز
التالى نظام "فيرسيوس".. أحدث الأنظمة الجراحية الروبوتية في لبنان - خليج نيوز