Advertisement
في السياق نفسه، تلقّى نتنياهو ضربة فعلية بعد الجولة الأخيرة من المفاوضات بين واشنطن وطهران التي جرت في عمان، والتي وصفت بأنها إيجابية للغاية. هذا التطور يعكس اتجاهًا أميركيًا واضحًا نحو إعادة ضبط العلاقات مع إيران، بما يضمن تقليل التوترات الإقليمية وتجنب أي مواجهات مباشرة. ومن الطبيعي أن تنعكس هذه المقاربة على موقع نتنياهو الهشّ، خصوصًا بعدما بدأ يفقد ورقة التصعيد ضد طهران كورقة ضغط دائمة.
كذلك، برز موقف أميركي جديد بشأن سوريا، حيث وضعت إدارة ترامب حدودًا واضحة للتحرك الإسرائيلي على الساحة السورية، وهو ما يُنهي الكثير من الطموحات التي بنتها تل أبيب خلال الاشهر الماضية هناك. هذا التقييد الجديد سيدفع إسرائيل إلى التفاوض بشأن الملف السوري مع أطراف إقليمية كتركيا، وربما لاحقًا مع روسيا، ما يعني خروج هذا الملف من السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
أما في غزة، فيبدو أن إدارة ترامب حسمت الأمر باتجاه إنهاء الحرب نهائيًا، وهو ما يجري دفعه بشكل متسارع من خلال الضغط على الحكومة الإسرائيلية لقبول التفاهمات والتسويات، بما يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم واستعادة الحد الأدنى من الاستقرار.
وأخيرًا، لا يمكن تجاهل الدعم الأميركي المتزايد للمعارضة الإسرائيلية ضد نتنياهو، وهو ما يضعه في موقع أكثر ضعفًا داخليًا وخارجيًا. بناء على كل ما سبق، فإن المشهد الإقليمي يتجه فعليًا نحو بداية مرحلة تسويات شاملة، قد تكون طويلة الأمد، ما يفتح الباب أمام استقرار نسبي في المنطقة بعد اشهر طويلة من التوترات.