عون الى الامارات... مرحلة جديدة من التعاون - خليج نيوز

في مشهد سياسي لافت يعكس تحولاً محتملاً في العلاقات اللبنانية-الخليجية، وصل وفد رسمي إماراتي إلى بيروت حيث التقى كلاً من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام. وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها بهذا المستوى منذ سنوات، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت العلاقات بين البلدين على أعتاب مرحلة جديدة، بعد أكثر من عقد من الفتور والتباعد.

Advertisement


يسعى الرئيس عون، الذي يستعد لزيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة منتصف الأسبوع المقبل، إلى طي صفحة الخلافات السابقة مع دول الخليج، لا سيما السعودية والإمارات. وبحسب مصادر مطلعة، سيشدد الرئيس عون خلال لقائه المرتقب مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على ضرورة إعادة بناء العلاقات الثنائية، وتشجيع عودة السياح والاستثمارات الإماراتية إلى لبنان، بما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون.

وكانت الإمارات قد اتخذت مواقف متشددة تجاه لبنان في السنوات الأخيرة، على خلفية خلافها مع حزب الله، وبلغت ذروتها في العام 2021 عقب أزمة تصريحات وزير الإعلام السابق جورج قرداحي بشأن الحرب في اليمن، ما دفع أبو ظبي إلى سحب دبلوماسييها ومنع مواطنيها من السفر إلى لبنان، غير أن مؤشرات إيجابية بدأت تظهر مؤخرًا، من بينها عودة السفارة الإماراتية في بيروت إلى نشاطها الرسمي، والذي شكل بالنسبة إلى الامارات خطوة مهمة ضمن دفع التعاون بين البلدين إلى آفاق جديدة، ما يعكس التزامها دعم الاستقرار والتنمية في لبنان، واستعداد السفير الجديد لتقديم أوراق اعتماده قريباً.

وفق مصادر معنية بالعلاقات اللبنانية- الخليجية ، فإن اللقاءات التي أجراها الوفد الإماراتي في بيروت ركزت على دعم الاستقرار وتعزيز المؤسسات الأمنية والاقتصادية، ولكن ضمن شروط واضحة تتعلق بالإصلاح والشفافية. وتضيف المصادر ان هذا التوجه يندرج في إطار ما يعرف بـ"الديبلوماسية الإماراتية الواقعية"، التي تقوم على مبدأ المصالح كما ظهر في تعامل أبو ظبي مع ملفات مشابهة في سوريا واليمن والعراق.

وتعتبر زيارة الوفد الإماراتي، بحسب مراقبين، اختباراً مبكراً للنهج الجديد الذي يسعى العهد الرئاسي الحالي لاعتماده، خصوصاً في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية وقد يكون لبنان اليوم على موعد مع فرصة نادرة للخروج من عزلته، شرط أن يثبت أنه قادر على فصل الملفات الداخلية عن الحسابات الإقليمية، وترسيخ خطاب الدولة لا خطاب المحاور.

هل سيتمكن العهد الجديد من إقناع الدول الخليجية، وعلى رأسها الإمارات، بأنه قادر على تحييد لبنان عن صراعات المحاور، واستعادة ثقته العربية والدولية؟

الأكيد أن زيارة الرئيس عون إلى أبو ظبي تحمل أكثر من مجرد طابع بروتوكولي، فهو يسعى إلى إعادة التواصل مع دول الخليج ووضع أسس جديدة للتعاون بعناوين عريضة وردت في خطاب القسم، ومن المؤكد أن مدّ شبكة من العلاقات أكثر متانة بين لبنان الامارات يبقى أمراً مهماً للرئيس عون ، فالتوتر مع بعض الدول الخليجية أدّى إلى تراجع الاستثمارات والتحويلات المالية، ما زاد من تعقيد الأزمة الاقتصادية، وهي كلّها أمور يعيد العهد الجديد مراجعتها، وبالتالي فإن رهان العهد يبقى على الانفتاح العربي كوسيلة للخروج من العزلة السياسية والاقتصادية ومحاولة بناء علاقة تقوم على المصالح المتبادلة لا على المجاملات السياسية.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق شباب يواجهون الأحزاب السياسية والعرف: نحن هنا أيضا - خليج نيوز
التالى تقرير لـ"National Interest" يكشف كيف تخطط القوات الجوية الأميركية لمهاجمة إيران - خليج نيوز