إسرائيل تحذر أحمد الشرع من الترعض للطائفة الدرزية
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ساعة مبكرة صباح الجمعة، أن إسرائيل هاجمت هدفاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، مجدداً تعهده بحماية الطائفة الدرزية.
وهذه هي المرة الثانية التي تشن فيها إسرائيل ضربة على سوريا في غضون يومين، بعدما تعهدت بالدفاع عن هذه الطائفة.
وشهدت دمشق فجر الجمعة تصعيداً أمنياً لافتاً، بدأ بانفجار عنيف في محيط قصر الشعب تبين لاحقاً أنه ناجم عن غارة جوية إسرائيلية، أسفرت عن تصاعد أعمدة الدخان من الموقع المستهدف.
وفي توقيت متزامن تقريباً، أفاد ناشطون بسماع إطلاق نار كثيف بأسلحة خفيفة ومتوسطة في محيط مبنى قيادة شرطة دمشق، نُسب إلى هجوم من محورين على المبنى الأمني، وسط غياب معلومات مؤكدة عن وقوع إصابات.
وتواصل الأجهزة الأمنية عمليات تمشيط المنطقة وملاحقة المشتبه بهم.
وتشكل هذه الضربات تحدياً إضافياً أمام جهود الرئيس السوري أحمد الشرع، لبسط سيطرته على البلاد، بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
رسالة
وقال نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس: “شنّت إسرائيل الليلة الماضية غارة جوية قرب القصر الرئاسي في دمشق”.
وأضاف: “هذه رسالة واضحة للنظام السوري: لن نسمح للقوات السورية بالانتشار جنوب دمشق أو بتشكيل أي تهديد للدروز”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أن “طائرات حربية أغارت قبل قليل على المنطقة المجاورة لقصر الشعب في دمشق” من دون تحديد الهدف. ولم يصدر أي تعليق فوري من السلطات السورية.
ومنذ الإطاحة بالأسد في ديسمبر 2024، سيطرت إسرائيل على أراضٍ في جنوب غرب سوريا، وتعهدت بحماية الدروز، وضغطت على واشنطن من أجل إبقاء الدولة المجاورة ضعيفة، كما دمرت الكثير من الأسلحة الثقيلة للجيش السوري في الأيام التي أعقبت إسقاط الأسد.
واشنطن تستهجن الاعتداء على الدروز
أعربت الولايات المتّحدة، عن إدانتها لأعمال العنف التي وقعت بحقّ أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، معتبرة إياها مستهجنة وغير مقبولة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس في بيان، إنّ أعمال العنف الأخيرة والخطاب التحريضي الذي يستهدف أعضاء الطائفة الدرزية في سوريا أمر مستهجن وغير مقبول.
وأضافت: يجب على السلطات الانتقالية وقف القتال، ومحاسبة مرتكبي أعمال العنف والإيذاء بحقّ المدنيين على أفعالهم، وضمان أمن جميع السوريين.
وكان الشيخ حكمت الهجري، الذي يعدّ أبرز القادة الروحيين لدروز سوريا، وصف في بيان ما شهدته منطقتا جرمانا وصحنايا قرب دمشق في اليومين الأخيرين بأنه هجمة إبادة غير مبررة ضد آمنين في بيوتهم.
وشهدت سوريا منذ ليل الاثنين-الثلاثاء اشتباكات ذات طابع طائفي أوقعت أكثر من مائة قتيل يتوزعون بين مسلحين دروز من جهة، وعناصر أمن ومقاتلين مرتبطين بالسلطة من جهة أخرى، ومدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.