من تحت ركام الحرب، نهضت سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للسيدات وقائدة فريق "أكاديمية بيروت"، لتثبت أن الانتصار الحقيقي لا يُقاس بعدد المعارك التي نخوضها، بل بعدد المرات التي ننهض فيها بعد السقوط. قصتها ليست مجرّد حكاية رياضية، بل نشيد صمودٍ وإرادةٍ غلبت الموت.
Advertisement
وتضيف: "في البداية، ظننت أنني أصبت في مباراة كرة قدم أو بحادث دراجة نارية، لكن عائلتي أخبرتني أنني أُصبت بشظايا صاروخ، وأنني بقيتُ في غيبوبة لشهرين ونصف".
كانت إصابة الرأس بالغة، وسلبتها أبسط ما قد يعتبره الناس أمرًا عاديًا. تحكي سيلين: "لم أعد أستطيع النوم على الجهة المصابة... قد يبدو أمرًا بسيطًا أو تافهًا للآخرين، لكنه ليس سهلا بالنسبة لي... أن يُحرم الإنسان من راحته، من طريقة نومه المعتادة، من سكونه... هذا ما كان يؤلمني أكثر مما يُرى".
وعلى رغم كل هذه المعاناة، لم تضعف. خاضت معارك جديدة: ضعف في النظر، ألم في قدمها، ومشقة في كل خطوة... لكنها اختارت أن تبدأ من جديد.
اليوم، تسير سيلين مستعينةً بعكاز، لكنّ خطاها مليئة بالعزم. تخضع للعلاج الفيزيائي، وتمنح الأمل لغيرها من المصابين. تهمس لهم من وجعها: "لا تستسلموا... وجعنا كبير، لكن إرادتنا أكبر". ولإسرائيل تقول البطلة التي قاومت الموت وعادت: "أنا أقوى من صواريخكم... نحن اللبنانيون لا ننكسر، ولا نُهزم بسهولة".

هي اليوم تمشي بثقة، وعيناها تلمعان ببريق الحياة. كل نبضة في قلبها تغني: "ما زال في الأمل حياة". لأن البطلات الحقيقيات لا يهزمهنّ الموت... بل يصبحن أساطير تُروى للأجيال المقبلة.

