الأعــراس في زمن «كورونــا».. أكثــر فرحــاً وبساطــة وأقــل كلفــة

الأعــراس في زمن «كورونــا».. أكثــر فرحــاً وبساطــة وأقــل كلفــة
الأعــراس في زمن «كورونــا».. أكثــر فرحــاً وبساطــة وأقــل كلفــة
تحقيق: حصة سيف

رب ضارة نافعة، لسان حال «المعاريس» في أزمة كورونا، حين كانوا أبرز من استفاد من الجائحة، واحتفلوا بزواجهم من خلال الإعلان عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، بدون إقامة حفلات باذخة، ووفرت لهم الإجراءات الاحترازية بعدم التجمع وعدم إقامة الحفلات، سبباً مقنعاً لدخول عش الزوجية بلا ديون ترهق كاهل «المعرس».
وكانت أزمة كورونا فرصة سانحة لتغيير ثقافة وعادة اجتماعية أرهقت الكثير بالديون، من جراء إقامة حفلات الزواج، وكانت فرصة حقيقية لتجربة الزواج دون مصاريف إضافية، وهي التي استحسنها الكثير وبارك «للمعاريس» زواجهم الميمون بالحفلات العائلية البسيطة، والتي تقتصر على أفراد العائلة من الدرجة الأولى.
«المعرس» سالم عبدالله العامري، 23 عاماً، من مدينة العين وأول «المعاريس» في أزمة كورونا، أعلن زواجه على مواقع التواصل الاجتماعي، في شهر مايو الماضي، أكد أن مبادرة الزواج من غير حفل جاءت بطلب من والد العروس، بعد أن تم إغلاق جميع قاعات الزواج ومنعت التجمعات، فبارك لنا الزواج، ووفر عليّ الكثير من النفقات أقلها كنت سأدفع 100 ألف درهم لقاعة الاحتفال. وأوضح أن فرحة الزواج كانت مضاعفة بالاتصالات التي استقبلها بعدما أعلن زواجه على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقول: بدأت حياتي الزوجية بدون ديون كما بدأها أشقائي، الذين استمروا لمدة ست سنوات وأكثر وهم يدفعون الأقساط.
وأشار إلى أنه وعد زوجته بالسفر للبلدان التي تحبها بعد أن تنجلي أزمة كورونا، لكي يعوضها عن فرحة حفل الزفاف.
وشجع «المعاريس» على اغتنام فرصة جائحة كورونا والزواج بدون حفلات مرهقة، خاصة أن الأوضاع ما زالت غير مستقرة، ومازال التوجيه بعدم التجمع، وإقامة الحفلات، ودعا الأهالي للتخفيف عن كاهل «المعاريس» وإقامة الحفلات البسيطة في منازلهم.


إحساس بالمسؤولية


خليفة راشد الوالي، والد عروس دفتا جنوب رأس الخيمة، والتي كانت من أوائل العرائس التي تزوجت من غير حفل، أشار إلى أن عدم إقامة الحفل كانت بقرار نابع من إحساس بالمسؤولية والتخفيف عن كاهل «المعرس»، حين كان موعد الزواج محدداً قبل جائحة كورونا، وحين جاء موعد العرس، قررنا عدم إقامة الحفل حفاظًا على صحة الجميع.وأخبرت «المعرس» وهو ابن أخي، أن يأخذ عروسه، بعد أن عقدنا اجتماعاً افتراضياً على «زووم» للرجال حضره أفراد العائلة وباركوا «للمعرس»، وكذلك عقدنا اجتماعاً افتراضياً للنساء حضرته العروس وقريباتها وباركوا لها حياتها الجديدة. وأوضح أن لديه أربع بنات، وعزم على أن يكون زواجهم من غير حفلات، مشيراً إلى أن تكاليف الزواج كثيرة وبعضها مباشر والبعض غير مباشر ويتحمل «المعرس» الجزء الأكبر منه، كما أن أهل العروس أيضاً يتحملون بشكل غير مباشر، والأفضل والأكثر سعادة أن يفتح «المعرس» منزله وحياته الزوجية بدون ديون.


جدوى الأعراس


سلوى أحمد، أكدت أن مناسبات الزواج من غير حفل زفاف في زمن كورونا أعاد التفكير في مسألة جدوى الاحتفال وحضور مئات الأشخاص في حفل اضمحلت فيه الفرحة الحقيقية للعرسان وأسرهم، وطغى فيه الحضور من أجل معاينة كشخة العروس أو العريس، والاستمتاع بالخدمات المقدمة، على حساب كاهل «المعرس» المثقل بالديون من أجل ذلك التقليد الحديث نوعاً ما، فقد كانت الأعراس سابقاً في منزل العروس وكل ينظم العرس حسب التقاليد، وكانت الأعراس لها فرحتها الخاصة.
وأوضحت أن زمن كورونا جاء فعلًا كحل منقذ ومخفف عن كاهل «المعرس»، وكاهل عش الزوجية بشكل عام.أعراس أكثر سعادة
هدى سالم الشامسي قالت إن حفلات الأعراس في المنازل أصبحت أكثر سعادة عن ذي قبل، بلا تكلف وبسيطة وتجمع أفراد الأسرة، بشكل متواضع، وشهدنا ذلك في عرس ابن أخي مؤخراً، وكانت فرحتنا الأسرية لا توصف، إذ لم نبالغ في التفكير في الاستعداد للعرس، وكانت مناسبة العرس أكثر ألفة وسعادة وغير ثقيلة بتاتاً، متمنية أن تستمر الأعراس على هذا المنوال.


التآلف بين الأسر


وقالت محبة شجاع: الأعراس في عصر كورونا، أصبحت أكثر فرحاً وسعادة وألفة، شهدتها بنفسي حين حضرت عرس أخت زوجي في منزلها، وتعرفنا إلى أهل «المعرس»، وكانت المناسبة فعلًا مناسبة فرح بمعنى الكلمة، كما أنها توفر التكاليف على «المعرس» وتبعده عن شبح الديون.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى قصة أزمة داخل "حزب الله".. تقريرٌ إسرائيلي يكشفها - خليج نيوز