هذه رسالة برّي إلى "حزب الله" - خليج نيوز

لم يفتح رئيس مجلس النواب نبيه بري أي سجالٍ بشأن مصير ولاية قوات "اليونيفيل" في لبنان، بل كان حاسماً في إنهاء الملف وتثبيت موقف لبنان الرسمي: "لا مساس بوجود القوات الدولية، وبيروت متمسكة بدور تلك الأخيرة".

Advertisement


يُدرك بري حساسية التلاعب بمسألة وجود "اليونيفيل" في لبنان، وهو أمرٌ لا يمكن التساهل معه ذلك أنَّ التهديد الأكبر سيطال "حزب الله" بالدرجة الأولى وليس أي طرفٍ آخر.

تقولُ مصادر مقربة من حركة "أمل" لـ"لبنان24" إنَّ بري متمسك بالقرارات الدولية التي ينطلقُ منها لتأكيد موقف لبنان من وجود "اليونيفيل"، مشيرة إلى أنَّه ليست إسرائيل من يُحدّد استمرار ولاية "اليونيفيل" من إنهائها، وأضافت: "هناك مجلس أمن وأمم متحدة، وهذه الجهات الدولية هي التي تخضع لها قوات اليونيفيل وليس إسرائيل".

فعلياً، لا يستند بري في رأيه إلا لأمرين ثابتين، وفق المصادر، وهما: الأول ويتمثل بالخشية من انتقال لبنان إلى وصاية دولية عسكرية عبر قوة عسكرية لا تُسمى "قوات حفظ سلام"، والثاني هو حصول مناوشات فعلية بين "حزب الله" والجيش، وذلك أنَّ الأخير سيكونُ مُجبراً على التعاون مع قوات عسكرية قد تعمل تحت بند الفصل السابع وبالتالي اللجوء إلى عمليات عسكرية قد لا يرضى بها الجيش من جهة ولا بيئة "الحزب" من جهة أخرى.

إذاً، إلى أين سيقودنا هذا الأمر؟ هنا، ترى المصادر أن التمسك الأول والأخير بـ"اليونيفيل" هو الباب الأساس الذي يقطعُ الطريق أمام إسرائيل لاستغلال حصول اقتتال داخلي لبنانيّ، ويساهم إلى جعل عملية إضعاف "حزب الله" ممنهجة داخلية توازياً مع إستكمال عمليات استهداف الحزب وتحجيمه عسكرياً عبر الضربات الجوية.

لهذا الأمر، يذهب بري باتجاه تطويق الجبهة الداخلية، ذلك أنَّ انسحاب "اليونيفيل" من لبنان سيكونُ مؤثراً بالدرجة الأولى على الناحية الأمنية، وثانياً سيُعطي إسرائيل الحرية الأكثر في فرض شروطها على قوات غير "اليونيفيل" لتنفيذ ما تريد تنفيذه تحت ستار "المظلة الدولية".

من ناحيتها، تتخوف مصادر معنية بالشأن العسكري من أن تذهب إسرائيل للمطالبة بتشكيل لجان عسكرية تقوم مقام "اليونيفيل"، فيما تكون مهمتها مُكمّلة لمهام الجيش الإسرائيليّ ولكن بـ"تفويض شرعي"، وتضيف: "هذا الأمر سيعني احتلالاً مُقنعاً، وبالتالي سيكون لبنان قد خضع تماماً لرقابة عسكرية لا يقبلُ بها".

كل هذه الأمر يُدركها بري، ومن يُسانده بهذه الأفكار هو الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، وتقول المعلومات إن بري وجنبلاط على "نغمة واحدة"، فيما الهدف الأول والأخير هو تحريك قيادة "حزب الله" لتبني الموقف الحاسم الرافض لأي مساس بـ"اليونيفيل"، وذلك بمعزل عن الاحتكاكات التي تجري بين الحين والآخر في جنوب لبنان.

هنا، تختم المصادر المذكورة بالقول: "رسالة بري إلى حزب الله واضحة، وهي أن خطر انسحاب اليونيفيل يعني توتراً داخلياً وإخضاع لبنان لسلطة وصاية كان يرفضها أمين عام الحزب السابق الشهيد السيد حسن نصرالله شخصياً".

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق "لحل مشكلة إيران".. تقرير أميركي ينصح الولايات المتحدة: تعاونوا مع روسيا - خليج نيوز
التالى اعتصام في طرابلس رفضاً لعرض كوميدي - خليج نيوز