ما قاله نصرالله قبل سنوات حصل.. ماذا سيفعل "حزب الله"؟ - خليج نيوز

يوم 8 شباط عام 2022، أي قبل أكثر من 3 سنوات، قال الأمين العام السابق لـ"حزب الله"الشهيد حسن نصرالله إنَّ "أي قصف تتعرض له إيران من إسرائيل، فإن الأولى سترد بشكل مباشر رداً قوياً وقاسياً"، وأضاف: "إن إقدام إسرائيل على أي عملٍ عسكري تجاه إيران سيكون بمثابة حماقة".

Advertisement

في الوقت نفسه، قال نصرالله أيضاً إنه "على ضوء الرد الايراني القاسي، سنرى مدى التداعيات والتطورات"، وأضاف: "في تلك اللحظة، كان محور المقاومة مستعدا ويقرر بما يتناسب مع ‏الظروف في ذلك الحين"، وتحديداً عما إذا كان سيشارك في أي حرب تخوضها إيران.
ما قاله نصرالله حصل فعلاً. إسرائيل قصفت إيران، بينما الأخيرة ردَّت بالصواريخ وتركت دماراً هائلاً داخل إسرائيل. لكن ما جاء مُخالفاً لكلام نصرالله هو ما يُعنى بـ"محور المقاومة" الذي لم يعد مُستعداً أو قادراً على المشاركة في الحرب، وذلك بعدما خسر الكثير من القوة وتحديداً "حزب الله" في لبنان وحركة "حماس" إبان الحرب الإسرائيلية المستمرة عليهما، ناهيك عن سقوط النظام السوري السابق أواخر العام الماضي.
كل ذلك، يدفعُ لطرح تساؤلات محورية.. إلى أي مدى يستطيع "حزب الله" التقيد بالدفاع عن إيران ولماذا هذا الأمر مُستبعد؟
الحديث لا يكمنُ هنا على صعيد الواقع العسكري الحالي الذي يعيشه "حزب الله"، فالإنهاك شديد بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان خلال الحرب. فعلياً، فإن الأمر يتصلُ بأبعاد أخرى تُحتّم على "حزب الله" ألا يفتح جبهة لصالح إيران، وبالتالي البقاء مُحايداً يراقب من بعيد من دون التحرك عسكرياً.. فما السبب؟
عقائدياً، يرتبط "حزب الله" بإيران، وهي الدولة "الأم" للحزب. صحيح أن التمويل يأتي منها وكذلك السلاح والتكنولوجيا العسكرية والدعم المتكامل، لكن ذلك قد لا يعني أن لبنان سيكون ساحة دفاع عسكري عن إيران بقدر ما إنه سيكون بلداً تسعى الأخيرة من خلاله لتمرير رسائلها في المنطقة وتحديداً من خلال فصيل عائد لها يتمثل بـ"حزب الله".
واقعياً، لم يسبق للحزب أن شن أي هجوم باسم إيران أو رداً على أي حادثة طالتها. فعلياً، لا يمكن لـ"الوكيل" (الحزب) أن ينوب عن الأصيل (إيران) في سلطة القرار الحربي. هذا الأمر محسومٌ لدرجة أن "الحزب" لم يتخذ أي خطوة حينما قتلت أميركا قائد فيلق القدس السابق اللواء قاسم سليماني في العراق عام 2020. آنذاك، كان هذا الاغتيال بالإضافة إلى أحداث بعده بمثابة استهداف واضح لطهران، لكن "حزب الله" بقي جانباً، ولم يأخذ نصرالله آنذاك زمام المبادرة نحو فتح حرب أو جبهة.
اليوم، يتكرر هذا السيناريو نفسه المرتبط بعدم بفتح جبهة إلى جانب إيران.. فلماذا هذا الأمر؟ هناك 3 عوامل: الأول هو أن حزب الله لا يريد أن يبادر إلى خطوة عسكرية يقال فيها إن سلاحه هو لخدمة إيران وليس لقتال إسرائيل في لبنان حصراً، والثاني هو أن إيران لديها المقدرات الكافية كدولة لمواجهة دولة أخرى، فيما سيكون الحزب تفصيلاً في الحرب وقد يرتد أمرُ مشاركته سلباً عليه. أما السبب الثالث فهو داخلي لبناني، وأساسه أن "حزب الله" رفع شعاراً سابقاً أساسه أن سلاحه هو لردع إسرائيل وليس لشن حروب عوضاً عن إيران.
هنا، يُطرح سؤال.. إن كان "الحزب" لا يريد إسناد إيران، فلماذا أسند "حماس"؟ عندما وصل الأمر إلى هجوم إسرائيل على "حماس" عام 2023، فتح الحزب جبهة الإسناد لغزة. قد يكون "حزب الله" آنذاك غير راغب بتلك الحرب لكنها فُرضت عليه والدليل على ذلك هو في ما قاله نصرالله خلال أول خطاب له مطلع تشرين الثاني 2023عن عن أن حزب الله انتقل من وضع إلى آخر تماماً بعد أحداث 7 تشرين الأول، أي أن الأخير لم يكن جاهزاً للحرب رغم مناوراته وتهديداته المستمرة لإسرائيل.
بالنسبة لـ"حماس"، فإن مسألة الدفاع عنها كانت محسومة ذلك أن حزب الله يرى أن انقضاض إسرائيل على أي فصيل من فصائل محور المقاومة، يعني ضرب الآخرين معه، ولهذا السبب كان الحزب سباقاً في بدء حرب الإسناد. بالإضافة إلى ذلك، فإن "حماس" في غزة كانت محاصرة، وشعار الحزب في ذلك الحين هو تخفيف الضغط العسكري عن الحركة في غزة وليس إيران التي تواجه حصاراً أميركياً وغربياً كبيراً. لكن الأمر الأكثر أهمية هو أن تحالف "حزب الله" و "حماس" وكون الأخيرة داخل فلسطين وتتعرض للقصف، كلها عوامل جعلت "حماس" مُكرمة لدى "حزب الله" واضطر للدفاع عنها أيضاً.
إذاً، فإن مسألة إيران مختلفة، وأي خطوة باتجاه خوض الحزب لحرب لأجلها، سيكون بمثابة إقرار من "حزب الله" أن سلاحه غير  اللبناني هو الهدف. بلحظة من اللحظات، سيكون هناك نقمة كبيرة داخل لبنان على حزب الله إن خاض حرباً ضد إيران، لكن فتح جبهة غزة اختلفت قليلاً لأن التعاطف العربي معها كبير، ولا يمكن لحزب الله الفرار من مسؤولية مجابهة إسرائيل وتحديداً حينما تهاجم قوة عربية مثل "حماس" تعتبر حليفة للحزب من جهة وتتحرك داخل فلسطين وتمثلها من جهة أخرى.
أيضاً، فإن إيران هي دولة ذات مقدرات كبيرة، وبالتالي سيكون صعباً على حزب الله، سواء قبل الانهاك الذي طاله بسبب حرب إسرائيل ضده أو بعده، أن يقوم مقام القوة النارية الإيرانية وإلا سيقال إن إيران غير قادرة على المواجهة بمفردها، ما يجعلهة بموقع الضعيف أمام الآخرين.. فهل كان نصرالله سيقبل بذلك؟ حُكماً لا.
لذلك، فإن قرار "حزب الله" الحالي هو عدم فتح جبهة مهما كانت ظروف الحزب، فالداخل اللبناني أخطر بكثير من أي طرف خارجي، وأي خطوة من الحزب لمساندة إيران عسكرياً ستلقى رفضاً واضحاً في لبنان بينما ذرائع تسليم سلاح الحزب ستكون أقوى.
لهذا السبب، فإن الحزب لن يبادر إلى الجبهة لأن رهانه اليوم هو الحفاظ على السلاح تحت إطار مقاومة إسرائيل وليس نصرة إيران.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق خبير سيارات يحذر من ارتفاع حرارة الصيف يزيد من خطر حرائق السيارات وهذه أبرز سبل الوقاية
التالى طلاب لبنان في إيران يصرخون: وكأننا لسنا لبنانيين - خليج نيوز