كتبت المحامية ميرفت ملحم: في جردة حساب داخلية للواقع السياسي اللبناني وعلى مشارف طي عام وبداية عام جديد قد يكون من المفيد العودة بالذاكرة الى جولة على الاحداث التي مر بها لبنان وكيف تعاطى لبنان الرسمي وبخاصة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومجلس الوزراء معها، لعل في الذكرى ما يفتح الاعين والبصائر للتفرقة بين الحق والخطأ والخطيئة خاصة، وان طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الحق دائما منصور وليفتكر ايضا البعض ان دوام الحال من المحال.
Advertisement
بالطبع ما ذكر،عينة صغيرة من التحديات التي واجهها ميقاتي وعمل على معالجتها في ظل حكومة مُنع وزراء فيها من لعب دورهم الوطني، لخلق اعراف دستورية تطيح بصلاحيات رئيس الحكومة. الا انه على ذلك استمر ميقاتي في معالجة ما تيسر بحنكة وحكمة من خلال سلسلة من الاجراءات التي قام بها، منها اقرار خطة التعافي والتوقيع على اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي مشروط بالاصلاحات التي لم تكترث لها حتى الساعة القوى السياسية، واقرار الموازانات في مواعيدها، والاشراف على الانتخابات النيابية، والعمل على الحفاظ على استقرار سعر الصرف وضبط المضاربة في السوق فكان لذلك اثره على دورة الحياة في المؤسسات العامة وقطاعات الخدمات واعادت القطاعات الاقتصادية والتجارية محركاتها ونشطت قطاعات الانتاج اللبناني المحلي. وفي ملف الكهرباء استطاع ميقاتي الاستحصال على دعم عراقي وجزائري من الوقود كما وقع ميقاتي مؤخرا رسالة كانت تمت صياغتها مع البنك الدولي في اطار دعم خطة الكهرباء التي وضعت عدا عن مشروع الطاقة المتجددة .كما وجه ميقاتي كتابا الى رئيس هيئة التفتيش المركزي لاجراء التحقيق بموضوع انقطاع الكهرباء الذي حصل مؤخرا، وفي الملف القضائي حرص ميقاتي على استقلالية القضاء ومنع التدخلات حيث وقع مشروع قانون برفع الحصانات عن الجميع على خلفية انفجار المرفأ، اما على المستوى الامني لم يوفر جهدا لتقديم كل مستويات الدعم للمؤسسات الامنية والعسكرية. كما وضع حكومته خطة عمل لتنظيم ملف النازحين السوريين اللبنانيين في لبنان. هذا بالاضافة الى حراكه الدبلوماسي المستمر ولقاءاته التي عقدها مع قادة الدول ورؤساء حكوماتها وممثليها من عرب واجانب في اطار العمل على وقف اطلاق النار ودعم لبنان ومواقفه السياسية الحازمة حيال التدخلات الخارجية في لبنان ومواكبته لتداعيات العنوان الاسرائيلي عبر لجنة الطوارئ التي شكلها للغرض.والسبحة تطول .
على ذلك، لا بد من القول ان ميقاتي قد أخطا. أخطأ لانه لم يشارك القوى السياسية في اصطفافاتها، كما أخطأ لانه لم يساوم على مصالح البلد ومصيره. أخطأ ميقاتي لانه لم يعتكف عن آداء مسؤولياته الوطنية. وأخطأ لانه لم يوقع صك وكالة البلد الى اي جهة خارجية. أخطأ لانه لم يحاصص الشركاء في الوطن على صلاحياته وعلى مقدرات البلد .أخطأ لانه لم يدرب ابناء تياره على الوقوف خلف المتاريس. أخطأ لانه لم يعيّن محازبيه في مؤسسات الدولة لتمرير المنافع . وأخطأ لأنه صمت.. ولم يقل كل الحقيقة.
0 تعليق