Advertisement
تعتبر مصادر مطلّعة أن الضربات التي تلقّاها "حزب الله" خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان ستؤدي، وبمعزل عن التطورات غير المحسوبة، الى الحدّ من نفوذه لفترة من الزمن قد تمتدّ لعدّة سنوات، وهذا الأمر من المؤكد أن أطرافاً سياسية داخلية قد تستفيد منه لملء الفراغ الذي يتركه "الحزب".
ولعلّ القوى المسيحية هي أهم من قد يستفيد من تراجع "حزب الله"، إذ كانت خلال العشرين سنة الفائتة تبحث بشكل أو بآخر عن طريقة لتحسين واقعها ونفوذها ودورها داخل النظام اللبناني، وعليه فإن التطورات الراهنة ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية قد تشكّل فرصة جدية للقوى المسيحية. فهل هي قادرة على استغلالها بالشكل الذي يخدم مصلحتها السياسية في لبنان؟
لا يبدو أن القوى المسيحية تعمل حتى اللحظة ضمن برنامج واضح يؤدي إلى تحصين الواقع المسيحي، وبعيداً عن موقع أي طرف من عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، فإنّ المؤكد أن وصوله الى بعبدا عام 2016 شكل انعطافة في المسار المسيحي في لبنان منذ اتفاق الطائف، إذ إنّ القوى المسيحية استطاعت آنذاك إيصال زعيم له ثقل في الشارع المسيحي وهذا الامر اعتبر تحولاً في قدرة المسيحيين وموقعهم في النظام.
وترى المصادر أنّ كل الخلافات المسيحية - المسيحية التي تظهر اليوم حول الملفّ الرئاسي ستؤثر على واقع المسيحيين خصوصاً إذا ما تمكنت القوى الاخرى من إيصال مرشحين آخرين، وعليه إذا بقيت القوى المسيحية عاجزة عن رصّ الصفوف للخروج بموقف موحّد وواضح من الأحداث، قد تجد نفسها بعد فترة من الزمن أمام أزمة وجود حقيقية في الساحة السياسية والصلاحيات الدستورية.
0 تعليق