من زراعة كبد للأطفال إلى العلاجات الجينية.. 2024 عام الإنجازات الطبية في الإمارات والعالم
في نهاية كل عام كما جرت العادة، تستعرض المؤسسات والدول أهم الإنجازات التي حققتها بمختلف القطاعات، وبالقطاع الصحي والطبي تحديداً، حصلت العديد من التطورات هذا العام التي كان لها أثر واضح في تحسين الصحة العامة، سواء على المدى القريب أو البعيد كذلك.
البداية من دولة الإمارات، حيث استطاعت مدينة برجيل الطبية في أبوظبي إجراء أول عملية ناجحة لزراعة كبد للأطفال، لفتاة تبلغ من العمر 4 أعوام.
وبالحديث عن الإمارات، التي استطاعت أن تطلق العديد من المشاريع الطبية الطموحة، وتعزز شراكاتها مع دول عالمية عدة، وتجري عمليات معقدة ناجحة لمرضى بمستشفياتها، فقد نجحت كذلك في اتخاذ قرارات صحية هادفة أيضاً والتي كان آخرها إعلان مجلس الإمارات للجينوم إدراج الاختبار الجيني ليُصبح جزءاً أساسياً من برنامج فحوص ما قبل الزواج لجميع المواطنين المُقبلين على الزواج على مستوى الدولة، وذلك اعتباراً من يناير 2025.
ويغطي الاختبار الجيني ضمن فحوص ما قبل الزواج 570 جيناً لأكثر من 840 اضطراباً جينياً، وهو تدبير وقائي يحمي أفراد المجتمع من الأمراض الوراثية.
ولكن بالعودة إلى بداية العام 2024، كان هناك الكثير من الإنجازات الطبية المهمة التي حققتها الإمارات، لنستذكر أبرزها في السطور التالية.
مشاريع طبية طموحة
شهد القطاع الصحي في دولة الإمارات الإعلان عن مجموعة من المشاريع الطبية الطموحة هذا العام، ومنها بدايةً بشهر يناير، حيث تم اعتماد إنشاء مدينة طبية متخصّصة ومتكاملة لطب المرأة والطفل، والتي ستضمّ كل من: مدينة الشيخ خليفة الطبية، ومستشفى الكورنيش الجديد المتخصّص بصحة المرأة والأطفال حديثي الولادة، ومستشفى لإعادة التأهيل، ومركزاً متخصّصاً بالصحة النفسية للمرأة والطفل.
وفي يونيو الماضي، دشن برنامج الإمارات للجاهزية والاستجابة الطبية “جاهزية”، الأكاديمية الوطنية للتمريض، بمبادرة مشتركة مع الوطنية للتدريب “تدريب”، بهدف تطوير مهارات الكوادر الوطنية وبناء قدرات وجاهزية خط الدفاع الأول من الممرضين والممرضات العاملين في المستشفيات الحكومية والخاصة في إمارات الدولة المختلفة.
أما خلال شهر يوليو، فقد تم وضع حجر الأساس لمستشفى “آسان – الإمارات لعلاج الأمراض الهضمية” الواقع بمدينة دبي الطبية، وهو مشروع لشركة سكوب للاستثمار الإماراتية، ليكون بذلك الفرع العالمي الأول لمستشفى آسان، أحد أكبر المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية في جمهورية كوريا، ومن المقرر الانتهاء منه في عام 2026، حسب وكالة الأنباء الإماراتية وام.
شراكات إماراتية عالمية
وعلى مستوى تعزيز الشراكات العالمية، أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، خلال شهر مايو الماضي، حملة المسح الوطني للصحة والتغذية 2024 – 2025 ، بالتعاون مع المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء والجهات الصحية ومراكز الإحصاء المحلية، لتشمل الفئات العمرية المستهدفة، وهُم: كبار السن، والبالغين فوق 18 عاماً، والإناث من 15 إلى 49 عاماً، والنساء الحوامل، والأطفال من يوم واحد حتى 17 عاماً.
كما وقعت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، خلال شهر نوفمبر، اتفاقية تعاون استراتيجية مع شركة “أسترازينيكا” الطبية العالمية، من أجل تعزيز برامج الكشف المبكر عن سرطان الرئة في الدولة عبر استخدام أحدث التقنيات والممارسات العالمية.
وفي الشهر نفسه أيضاً، تم الإعلان عن موافقة دائرة الصحة – أبوظبي، على ترخيص “معهد الحياة الصحية” كأوَّل مركز متخصص في طب الحياة الصحية المديدة في العالم، وذلك بعد استيفائه معايير الترخيص والمتطلبات التي حدَّدها الإطار التنظيمي الذي طوَّرته الدائرة، في مبادرة هي الأولى من نوعها عالمياً.
عمليات معقدة ناجحة
وعلى مدار العام الذي أصبح على وشك ان يودعنا، استمرت نجاحات المستشفيات الإماراتية بإجراء أعقد وأندر العمليات الجراحية للمرضى، حيث نجح فريق من الجراحين ضمن الفريق الطبي في “مستشفى دبي” التابع لـ”دبي الصحية”، خلال شهر مايو، بإجراء عملية استئصال لأكبر ورم في الغدة الكظرية على مستوى العالم لمريضة في العقد السادس من عمرها.
فيما نجحت من جهتها شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” التابعة لمجموعة “بيورهيلث”، خلال يونيو، في استخدام اليود المشع لعلاج سرطان في الغدة الدرقية، أصاب مريضاً يبلغ من العمر 54 عاماً، ويعاني من آخر مراحل مرض الكلى.
وفي يوليو، استطاعت مدينة برجيل الطبية في أبوظبي إجراء أول عملية ناجحة لزراعة كبد للأطفال في دولة الإمارات، لفتاة تبلغ من العمر 4 أعوام، وهي أول عملية زراعة كبد للأطفال من متبرع حي في الدولة، واستغرقت العملية 12 ساعة.
وأعلن بدوره مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، في أغسطس، نجاحه بإجراء أول عملية تجميد للمِبيض في دولة الإمارات، لطفلة تبلغ من العمر 7 سنوات، تم تشخيص إصابتها بسرطان الدم الليمفاوي الحاد، وذلك بالتعاون مع عيادات “آرت” للخصوبة.
اكتشافات طبية عالمية
وعلى مستوى العالم، استطاع علماء وباحثون التوصل لاكتشافات طبية جديدة هذا العام قد تكون حلاً للعديد من المشاكل والأمراض التي تصيب الأشخاص ويستعصي الشفاء منها، وأهم هذه الاكتشافات حسبما نشرت مجلة فوربس العالمية، تتمثل في الآتي:
خلايا جذعية تعيد البصر للمرضى
تعد مشكلة “نقص الخلايا الجذعية الطرفية” من أهم الأسباب التي تؤدي لإصابة الناس بضعف البصر أو العمى في الحالات الأكثر خطورة، وبعد أعوام من فشل معظم المحاولات لاستبدال القرنية المتضررة عن طريق زرع قرنية أخرى من متبرعين نتيجة لرفض الجهاز المناعي، استطاع فريق من جامعة أوساكا اليابانية، بقيادة البروفيسور كوجي نيشيدا، أستاذ طب العيون، خلال نوفمبر الماضي، علاج 4 مرضى يعانون من أمراض القرنية الشديدة باستخدام خلايا جذعية تم إعادة برمجتها.
وفي هذه الدراسة، التي وُصفت بأنها “التجربة السريرية الأولى من نوعها في العالم”، استخدم الباحثون من جامعة أوساكا “خلايا iPS2″، وهي خلايا جذعية مبرمجة من خلايا دم تم أخذها من متبرعين أصحاء، ومن ثم تحويلها إلى خلايا قرنية رقيقة شفافة، تمت زراعتها لتغطية القرنية المتضررة.
علاج جيني يتيح لطفل أصم السمع لأول مرة
يولد عدد قليل من الأشخاص حول العالم مع طفرة وراثية تؤدي إلى خلل في جين أوتوفرلين “OTOF”، هذا الجين المسؤوول بشكل كبير عن السمع، حيث يعاني فاقدوه من صمم حاد لدرجة أنهم لم يسمعوا صوتاً بشرياً طوال حياتهم.
وفي وقت سابق من هذا العام، كشف فريق بقيادة الدكتور جون جيرمييلر، الجراح المقيم في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، عن نتائج إجراء علاج جيني “يُعتبر الأول من نوعه على البشر”، حيث تم علاج فقدان السمع الوراثي لطفل يبلغ من العمر 11 عاماً، عن طريق حقن جرعة صغيرة من جين “أوتوفرلين” في خلايا أذنه الداخلية، وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحها بشكل مذهل.
“RNAs”.. العلاج المستقبلي لأمراض كثيرة
نشر باحثون من معهد آرك، وهو منظمة بحثية غير ربحية مستقلة تتعاون مع جامعات UC بيركلي، وستانفورد، وUC سان فرانسيسكو، خلال يونيو الماضي، ورقة بحثية في مجلة “نيتشر” حول اكتشاف RNAs كطريقة مهمة لتنظيم النقل الجيني، أي أن الحمض النووي قادر على الانتقال من مكان إلى آخر داخل جينوم الكائن الحي.
وأوضح باتريك هسو، المؤسس المشارك لمعهد آرك، أن هذا الاكتشاف يمهد الطريق لنوع أكثر تعقيدًا من تعديل الجينات، حيث يسمح RNAs بإعادة ترتيب أي قطعتين من الحمض النووي لإدخال أو قلب أو إزالة تسلسل جيني معين في خطوة واحدة فقط، ويُتوقع أن يكون لهذا الابتكار تأثيرات هائلة في استخدام تعديل الجينات لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض في السنوات القادمة.
علاج جديد يمنح الأمل للمصابين بسرطان الدماغ
أظهر باحثون في جامعة ستانفورد، بوقت سابق من هذا العام، أن حقن الخلايا التائية “CAR-T” بأدمغة الأطفال المصابين بسرطان الدماغ قد يمنحهم أملًا جديداً بالشفاء، وبالوقت نفسه، أظهرت ثلاث فرق بحثية أخرى نتائج إيجابية على فحوصات التصوير بعد حقن الخلايا التائية في أدمغة مرضى “الورم الأرومي الدبقي” من البالغين.
وتعتمد هذه الطريقة الثورية على إعادة هندسة خلايا الجهاز المناعي للمريض، حيث يتوقع كارل جون، أستاذ المناعة في جامعة بنسلفانيا والذي ساعد في تطوير أول علاج للخلايا التائية للتعافي من بعض أنواع سرطانات الدم، أن يتم اعتماد علاجات CAR-T لمرض الورم الأرومي الدبقي من قِبَل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) خلال خمس سنوات.
حل متطور لمشكلة الخصوبة عند النساء
لسنوات طويلة، سعى العلماء لمعالجة مشكلة الخصوبة عند بعض النساء التي تسببها حالات، مثل: متلازمة تكيس المبايض، والانتباذ البطاني الرحمي، من خلال تطوير مبيض اصطناعي، لكن دون جدوى.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، استطاع علماء من جامعة ميشيغان إنشاء أول “أطلس خلوي” لتكوين البويضات البشرية، من خلال دراسة خمسة مبايض تم التبرع بها باستخدام تقنيات متطورة لرسم الخلايا والخرائط الجينية، ويُتوقع بأن يؤدي هذا الفهم إلى تطوير علاجات جديدة لمثل هذه الأمراض النسائية، ويمكن أن تكون علاجاً محتملاً للعقم عند النساء.
يُشار إلى أن هناك 13.4% من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً يعانين من مشاكل في الخصوبة، تتراوح أسبابها بين حالات، مثل: متلازمة تكيس المبايض، والانتباذ البطاني الرحمي، بالإضافة إلى تأثير بعض الأدوية، وذلك وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
0 تعليق