الاشتباكات مستعرة بين قسد والفصائل السورية في منبج.. ومخاوف من انهيار سد تشرين
تتواصل المعارك بين الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا، وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” في الجهة الشرقية من منطقة منبج في ريف حلب الشمالي، في ظل استماتة من قبل المقاتلين الأكراد لمنع تقدم الفصائل نحو سد تشرين، جنوباً، ما أدّى لمقتل وجرح العشرات من الطرفين.
اشتباكات طاحنة
وقالت مصادر محلية، إن الوحدات الكردية، العمود الفقري لـ”قسد”، تواصل التصدي لهجمات الفصائل للسيطرة على سد تشرين في جنوب منطقة منبج، وذلك للحؤول دون سقوطه مع جسر قرقوزاق، لأنهما يعتبران بوابة الوصول إلى عمق المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد، في شمال شرق سوريا.
وأوضحت أن الفصائل حاولت السيطرة، على قرى في محيط السد، لكنها واجهت مقاومة عنيفة أدت لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وسط استمرار تبادل القصف المدفعي وقذائف الهاون، بينما تستمر المسيّرات التركية في استهداف مواقع متفرقة للوحدات الكردية.
وقبل أيام، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك إن مدينة منبج وسد تشرين يخضعان لسيطرة الجيش الوطني السوري، فيما نفت “قسد” ذلك، وخرج المسؤول العام عن مكتبها الإعلامي فرهاد الشامي، في مقطع مصوّر، لينفي الأخبار التركية.
ويفصل الجسر مناطق سيطرة الفصائل في شمال شرق حلب، عن مناطق سيطرة “قسد” في محافظة الرقة، الواقعة إلى الشرق من نهر الفرات. وتعني السيطرة على الجسر وصول الفصائل إلى عمق مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، شرق الفرات.
تجدد الاشتباكات
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن تجدد الاشتباكات شمال سوريا الثلاثاء وأوضح المرصد أن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” قصفت بلدة أبو قلقل ومحيط قرية شاش البوبنا جنوب شرقي منبج بالمدفعية الثقيلة.
وأعقب القصف، عملية تسلل نفذتها “قسد” على مواقع القصف، ما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة مع الفصائل الموالية لتركيا، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بالتزامن مع قصف مدفعي تركي استهدف قرية بير حسو على محور قرقوزاق، وفق المرصد.
ولم ترد بعد معلومات عن خسائر بشرية أو مادية.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل موالية لتركيا، إثر تسلل مجموعة من عناصر “قسد” إلى الأحياء الشرقية لمدينة منبج.
أهمية سد تشرين
وشهد محور سد تشرين قصفا مدفعيا متبادلا واشتباكات عنيفة، إثر محاولة تسلل للفصائل إلى قرية السعيدين في محيط السد، ما أدى إلى سقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى.
الاشتباكات تأتي بعد ساعات من تأكيد البنتاغون أن وقف إطلاق النار بين تركيا والقوات التي يقودها الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة في مدينة منبج ومحيطها بشمال سوريا ما زال صامدا، بعد أيام من توسطها في الهدنة.
استغرق بناء السد 8 سنوات، وتم البدء ببنائه عام 1991 والانتهاء منه عام 1999، ووفقا لوزارة الموارد المائية التي كانت تتبع للنظام السوري، فإن الغاية من المشروع هي توليد الطاقة الكهربائية.
الموقع
يقع سد تشرين شمالي سوريا على نهر الفرات، وتحديدا شرق مدينة حلب، وبالقرب من مدينة منبج التي يبعد عنها حوالي 30 كيلومترا، ووفقا للوزارة فإن منطقة السد تتراوح مناسيبها بين 400 و600 متر عن سطح البحر.
ويبعد السد عن مدينة حلب نحو 115 كلم، وعن الحدود التركية 80 كلم.
المواصفات
حجم التخزين لبحيرة السد حوالي 1.9 مليار م3، وكلفة هذا المشروع 22 مليار ليرة سورية، وذلك على أسعار قبل نحو ربع قرن، أي ما يعادل حينها نحو ملياري دولار أمريكي.
ويتألف السد من ثلاثة أقسام رئيسية، بحسب الوزارة، وهي:
السد الرئيسي
يمتد على طول 900 م، ويقع في منطقة ضيقة من وادي نهر الفرات، ويتألف من ردميات بحصية رملية بالتجريف الهيدروليكي حتى المنسوب 305 م تعلوها ردميات حوارية من ناتج حفر المحطة الكهرومائية حتى المنسوب 329 م من الجهة الأمامية من السد مكسية بالباطون المسلح (الخرسانة)، بينما الجهة الخلفية مكساة بالبحص الخشن، والسد مزود بمنظومة متكاملة من أجهزة القياس والمراقبة.
أما إجراءات منع الرشح تحت أساسات السد فهي مؤلفة من جدار كتامة سماكته 60 سم ويصل عمقه حتى 50 م ليصل بين جسم السد والطبقات الصخرية، إضافة إلى صفين من آبار الحقن.
السدة الفيضانية
تقع على يمين المحطة الكهربائية وهي منفذة بردميات بحصية رملية بالطريقة الجافة ومكساة ببلاطات من الباطون في الوجه الأمامي وبطبقة من البحص الخشن في الجهة الخلفية، وتعمل هذه السدة كصمام أمان للسد الرئيسي والمحطة الكهرومائية في حال حدوث فيضانات كارثية.
المحطة الكهرومائية
تحتوي على ست مجموعات توليد من نوع كابلان مع متمماتها، استطاعة كل منها 105 ميغاواط، وباستطاعة إجمالية (حجم الإنتاج) للمحطة 630 ميغاواط، والضاغط الأعظمي 30 م والضاغط الأصغري لعمل المجموعات 15.5 م والضاغط الإسمي 26 م.
بحيرة ضخمة
وتكمن الأهمية الاستراتيجية لهذا السد في البحيرة الضخمة التي تشكلت بعد بنائه، إذ تحتوي على كميات كبيرة من المياه العذبة المجمعة من نهر الفرات.
وبحيرة سد تشرين هي واحدة من أكبر البحيرات الصناعية في سوريا، وتقع في محافظة حلب.
وتغطي البحيرة مساحة تُقدّر بحوالي 160 كم² عند امتلائها بالكامل.
ويمكن تلخيص الأهمية الاقتصادية للسد والبحيرة بإمكانات وفوائد عديدة، ومنها توليد الكهرباء، إذ يعتبر مصدرا رئيسيا للطاقة الكهرومائية في سوريا، كما توفر البحيرة مياه الري للأراضي الزراعية المحيطة، بالإضافة إلى اعتبارها مصدرا مهما لصيد الأسماك في المنطقة، وتعد البحيرة أيضا منطقة جذب سياحي طبيعية.
ويذكر أن سد تشرين يُعتبر واحدا من السدود الرئيسية على نهر الفرات، إذ توجد العديد من السدود الأخرى المبنية على مجرى النهر في تركيا وسوريا والعراق.
ومن السدود الموجودة في سوريا، سد الطبقة (سد الفرات) وهو الأكبر في سوريا والبحيرة المتشكلة عنه تسمى بحيرة الأسد، وسد البعث (سد المنصورة).
0 تعليق