تقرير لـ"The Hill": حرب باردة جديدة في الشرق الأوسط.. هذه هي الدول المنخرطة - خليج نيوز

لبنان 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ذكرت صحيفة "The Hill" الأميركية أن "الشرق الأوسط يمر بتحول عميق مع إعادة تشكيل نظامه الجيوسياسي من خلال تنافسات جديدة. فعلى مدى عقود من الزمان، كان الصراع الحاسم في المنطقة هو "الحرب الباردة" بين إيران ودول الخليج العربية بقيادة المملكة العربية السعودية. وقد أدى هذا الصراع، الذي اتسم بالانقسامات الطائفية والاستراتيجية، إلى تأجيج الحروب بالوكالة وصراعات القوة في مختلف أنحاء المنطقة. واليوم، تطغى على هذا التنافس القديم منافسة جديدة. فقد أدى انهيار نظام بشار الأسد في سوريا وصعود تركيا كقوة صاعدة إلى خلق ديناميكية جديدة،ليس فقط للهيمنة الإقليمية ولكن أيضا للزعامة داخل العالم الإسلامي السني".

Advertisement

وبحسب الصحيفة، "الواقع أن إيران، التي تدرك التحدي المتزايد الذي تفرضه طموحات أنقرة العثمانية الجديدة، تعيد ضبط استراتيجيتها، سعياً إلى تحقيق الوفاق وحتى التفاهم مع ممالك الخليج لمقاومة النفوذ التركي المتوسع. وتوضح هذه التطورات المنطق الخالد لسياسات توازن القوى مع تكيف الجهات الفاعلة الإقليمية مع القوى والتهديدات المتغيرة. لقد أدى سقوط نظام الأسد إلى تحطيم الوضع الراهن في الشرق الأوسط. فبعد أن كانت سوريا ذات يوم محوراً لبسط النفوذ الإيراني في بلاد الشام وحليفاً رئيسياً لروسيا، عملت سوريا تحت حكم الأسد كحاجز حاسم وقناة لنفوذ طهران. وقد أدى انهيار النظام إلى تصدع سوريا وزعزعة استقرارها، الأمر الذي خلق فراغاً تحركت تركيا بشغف لملئه".
وتابعت الصحيفة، "في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، تبنت تركيا سياسة خارجية حازمة، مستغلة الأدوات العسكرية والاقتصادية والأيديولوجية لتوسيع حضورها الإقليمي. فمن التوغلات في شمال سوريا إلى التورط الأعمق في ليبيا والصومال وقطر، سعت تركيا إلى وضع نفسها كلاعب إقليمي مهيمن. إن خطاب أردوغان العثماني الجديد، الذي يستحضر الماضي الإمبراطوري لتركيا، يتردد صداه بعمق لدى جمهوره المحلي ولكنه يثير قلق القوى الأخرى في المنطقة. إن صعود أنقرة ليس مجرد مسألة نفوذ عسكري أو سياسي، بل إنه أعاد تشكيل المنافسة على الزعامة داخل العالم الإسلامي السني. لطالما ادعت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها الخليجيون هذا العباءة، مستشهدين برعايتهم لأقدس المواقع الإسلامية والموارد المالية الهائلة. تتحدى تركيا هذا السرد من خلال دعم الإسلام السياسي والحركات مثل جماعة الإخوان المسلمين، والتي تعتبرها ممالك الخليج تهديدات وجودية لأنظمتها. هذا الانقسام الأيديولوجي يعمق الخلاف الجيوسياسي، حيث يرى زعماء الخليج تركيا ليس فقط كمنافس ولكن كقوة مزعزعة للاستقرار".
وأضافت الصحيفة، "الواقع أن التنافس بين دول الخليج وتركيا بدأ بالفعل في الظهور على ساحات متعددة. ففي ليبيا، يتعارض دعم تركيا لحكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقرا لها مع دعم الإمارات العربية المتحدة ومصر لقوات خليفة حفتر. وفي منطقة القرن الأفريقي، دق الوجود التركي المتزايد في الصومال ناقوس الخطر في الرياض وأبو ظبي، اللتين تنظران إلى المنطقة باعتبارها بالغة الأهمية لأمنهما ونفوذهما. وكشف الحصار الخليجي لقطر في عام 2017، والذي تدخلت فيه تركيا بسرعة نيابة عن الدوحة، عن عمق انعدام الثقة بين أنقرة وعواصم الخليج. وتعمل المنافسة الاقتصادية على تكثيف التنافس. وتهدف تركيا إلى وضع نفسها كمركز تجاري عالمي، والاستفادة من موقعها كجسر بين أوروبا وآسيا. ومع ذلك، تستثمر دول الخليج بكثافة في البنية الأساسية والتحالفات لمواجهة طموحات أنقرة. وهذا ليس مجرد صراع على النفوذ، بل صراع أوسع نطاقا حول اتجاه القوة والتنمية في المنطقة".
وبحسب الصحيفة، "في خضم هذا المشهد المتغير، تعيد إيران النظر في نهجها. فعلى مدى عقود من الزمان، كان سعي طهران إلى الهيمنة الإقليمية سبباً في وضعها في صراع مباشر مع ممالك الخليج، حتى أن بعض دول مجلس التعاون الخليجي دفعت إلى الشراكة مع إسرائيل من خلال اتفاقيات إبراهيم. والآن، تعيد إيران توجيه تركيزها لمواجهة صعود تركيا. إن التقاربات الأخيرة، مثل الانفراج بين إيران والمملكة العربية السعودية بوساطة الصين، تشير إلى استعداد طهران لتخفيف التوترات مع الخليج. وتعكس هذه الاتفاقيات، على الرغم من هشاشتها، مصلحة مشتركة في احتواء طموحات أنقرة العثمانية الجديدة. ومن خلال تخفيف الأعمال العدائية مع الخليج، تتحالف طهران مع خصومها السابقين لكبح جماح التطلعات الإقليمية التركية، وهو ما يسلط الضوء على براغماتية إيران في سعيها إلى التعامل مع الصراع البنيوي بين الخليج وأنقرة".
وتابعت الصحيفة، "يمثل الصراع البنيوي بين تركيا ودول الخليج تحولاً عميقاً، حيث تلعب إيران دوراً براغماتياً في مواجهة طموحات أنقرة. ومع تطور هذه الديناميكيات، يواجه زعماء المنطقة خياراً صعباً: ما إذا كان عليهم أن يوجهوا هذا التحول من خلال الدبلوماسية الإبداعية أو السماح للرمال المتحركة مرة أخرى بدفن الآمال في الاستقرار والتعاون".
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق