Advertisement
السؤال الاساسي اليوم هو هل سيؤدي ما حصل في الجنوب الى تعديل موازين القوى الداخلية ما يدفع الحزب الى التمسك أكثر بشروطه السياسية وتحديداً في ملف تشكيل الحكومة؟ مما لا شكّ فيه ان نفوذ الحزب الداخلي لن يعود الى ما كان عليه في السابق، علماً انه خطى الخطوات الاولى لذلك، وعليه يمكن للحزب أن يشعر أنه قادر على منع تدهور موقعه السياسي في النظام اللبناني من خلال الاصرار مجدداً على الامساك بوزارة المالية وبمنع حصول اي خرق فعلي في الحصة الوزارية الشيعية، وهذا "الانجاز" في التأليف يمكن البناء عليه في المرحلة المقبلة عبر فتح معركة قانون الانتخاب ان رغب الحزب بذلك على اعتبار ان رئيس المجلس النيابي لا يريد اجراء اي انتخابات وفق القانون القديم.
وتعتبر مصادر مطلعة أن "حزب الله" سيوجه ضربة معنوية الى خصومه وتحديداً في الطائفة الشيعية وهذا سيكون له تأثير على ادائهم او حماسهم في الانتخابات وكل ذلك سيعزز حضور الحزب في الداخل ويمكن التأسيس عليه في اطار علاقات الحزب مع القوى السياسية اولاً ومع القوى الاقليمية والدولية التي من الواضح انها تريد تحقيق انجاز سياسي ضدّ الحزب لكن ليس بهدف معركة شاملة معه بل لارساء تفاهم معه، والمقصود هنا دول الخليج التي ستتحاور مع الحزب او تهادنه في اسوأ الاحوال حتى لو استعاد توازنه السياسي، من هنا يمكن مراقبة سلوك حارة حريك في الساحة الداخلية وهذا ما سيعززه ايضاً تشييع الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي قد يشهد اكبر تجمع بشري في تاريخ لبنان.
وتعتقد المصادر أن حلفاء "حزب الله" الذين اظهروا امس تبدلا في مواقفهم ايجاباً لمصلحة الحزب بعد ان ابتعدوا عنه في الاشهر الاخيرة، سيشكلون دفعا اضافيا للفريق السياسي الذي تقوده حارة حريك، وهذا كله سيعيد التوازن الى الساحة الداخلية ولن يكون ممكناً بعده الذهاب نحو عزل ل" حزب الله" او حتى انتصار شبه كامل لخصومه عليه..
0 تعليق