ما تقوم به إسرائيل في الجنوب من تدمير ما تبّقى فيه من منازل تدّعي بأنها منشآت لـ "حزب الله" لا يمكن وضعه إلاّ في خانة إبقاء الوضع اللبناني متوترًا. ويُضاف إلى هذا المشهد ما صرّحت به موفدة الرئيس الأميركي مورغان اورتاغوس بعد لقائها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وإصرارها على رفض إشراك "حزب الله" في الحكومة العتيدة. وهذا يفسّر إلى حدّ ما انعكاس هذه الرغبة على تأخير الافراج عن التشكيلة الحكومية، إذ بات من الطبيعي، في نظر بعض المقربين من الرئيس المكّلف، إعادة النظر في التركيبة الحكومية بعدما اعتقد كثيرون أن الأمور وأصلة حتمًا إلى خواتيمها السعيدة، لكن ما حصل في اللقاء الثلاثي في القصر الجمهوري بين الرؤساء عون وبري وسلام أعاد عقارب الساعة إلى المربع الأول، خصوصًا أن ما صرّحت به اورتاغوس، في رأي كثيرين، يُعتبر تدّخلًا سافرًا ومباشرًا في الشؤون اللبنانية، ومن شأنه أن يعيد خلط الكثير من الأوراق اللبنانية، ومن بينها الأوراق الحكومية.
لم تكد فرحة اللبنانيين بانتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية تصل إلى "قرعتهم" حتى تلاشت أحلامهم تدريجيًا وكأن ثمة من يتقصد منعهم من أن يحلموا بأن يعيشوا في وطن يشبه الأوطان الأخرى، التي تُحترم فيه كرامة الانسان. فاللبنانيون يستحقّون أن يعيشوا كسائر شعوب العالم بعيدًا عن الحروب الموسمية، ومن دون أن يكون للفساد المستشري أي تأثير على حياتهم اليومية، ومن دون أن يذهبوا فرق عملة أو جوائز ترضية في المساومات والتسويات الدولية والإقليمية.
فتصريح اورتاغوس لن يمرّ على خير، أقّله على مستوى التشكيلة الحكومية، التي بدت وقبل هذا التصريح كأنها تقف على حافة الشوار. فلو جاء ما صرحت فيه المندوبة الأميركية قبل شهر من الآن، أي قبل انتخاب عون رئيسًا للجمهورية لكان وقعه أقّل وطأة على اللبنانيين، الذين استبشروا خيرًا بهذا الانتخاب. أمّا أن يأتي الكلام الأميركي في هذا التوقيت بالذات، الذي ترافق مع الاستعداد الكامل للفريق السياسي المناهض لـ "حزب الله" بأن يتعامل معه كفريق سياسي بعد تسليم سلاحه إلى الشرعية اللبنانية، وبعد أن يتخّلى عن ارتباطاته الخارجية ففيه ما يؤشّر إلى أن المرحلة المقبلة ستكون شديدة التعقيد. والدليل أن لا أحد من القوى السياسية اعترض على اشراك "حزب الله" في الحكومة، ولو من غير الحزبيين مثله مثل "القوات اللبنانية مثلًا.
الاعتراض الوحيد جاء من الرئيس المكلف نواف سلام، الذي أصرّ على تسمية الوزير الشيعي الخامس من خارج "الثنائي الشيعي" بالاتفاق مع الرئيس عون. وهذا ما أدّى إلى تأخير ولادة الحكومة، التي يأخذ عليه البعض عدم اعتماده معايير واحدة في اختيار الوزراء. إلا أن تصريح الموفدة الأميركية جاء في التوقيت الغلط، أقّله بالنسبة إلى الذين يرون فيه تدّخلًا سافرًا في الشؤون اللبنانية الداخلية.
وفي رأي بعض الأوساط السياسية المراقبة أن هذا التصريح، وهو الأول من نوعه من حيث التعابير المستخدمة فيه، من شأنه أن يصبّ الزيت على نار الأزمات الداخلية، الأمر الذي يقود إلى الاعتقاد أن المسار الحكومي آيل إلى المزيد من التعقيد، خصوصًا أن ما يواجهه الرئيس المكّلف من عراقيل داخلية وخارجية تعيد اللبنانيين إلى فترة سابقة، حيث لم يستطع أي رئيس مكلف تشكيل حكومته وانتهت بتقديم جميع الذين تمت تسميتهم لهذه المهمة اعتذارهم قبل أن تسند هذه المهمة إلى الرئيس حسان دياب، الذي شهدت البلاد في ظل حكومته أسوأ فترة من زمن العهد العوني السابق باعتراف الجميع، خصوصًا لجهة رفض لبنان تسديد ديونه الخارجية المستحقة.
ففرحة اللبنانيين لم تكتمل بعد سنتين وشهرين من الانتظار، وبعد الحرب المدمرة التي شنتّها إسرائيل على لبنان، وما خلفته من خسائر بشرية ومادية. وقد تكون خيبة الأمل اليوم أشد وقعًا مما كانت عليه قبل 9 كانون الثاني، وكأن ممنوع على اللبنانيين أن يحلموا بغد أفضل.
Advertisement
فتصريح اورتاغوس لن يمرّ على خير، أقّله على مستوى التشكيلة الحكومية، التي بدت وقبل هذا التصريح كأنها تقف على حافة الشوار. فلو جاء ما صرحت فيه المندوبة الأميركية قبل شهر من الآن، أي قبل انتخاب عون رئيسًا للجمهورية لكان وقعه أقّل وطأة على اللبنانيين، الذين استبشروا خيرًا بهذا الانتخاب. أمّا أن يأتي الكلام الأميركي في هذا التوقيت بالذات، الذي ترافق مع الاستعداد الكامل للفريق السياسي المناهض لـ "حزب الله" بأن يتعامل معه كفريق سياسي بعد تسليم سلاحه إلى الشرعية اللبنانية، وبعد أن يتخّلى عن ارتباطاته الخارجية ففيه ما يؤشّر إلى أن المرحلة المقبلة ستكون شديدة التعقيد. والدليل أن لا أحد من القوى السياسية اعترض على اشراك "حزب الله" في الحكومة، ولو من غير الحزبيين مثله مثل "القوات اللبنانية مثلًا.
الاعتراض الوحيد جاء من الرئيس المكلف نواف سلام، الذي أصرّ على تسمية الوزير الشيعي الخامس من خارج "الثنائي الشيعي" بالاتفاق مع الرئيس عون. وهذا ما أدّى إلى تأخير ولادة الحكومة، التي يأخذ عليه البعض عدم اعتماده معايير واحدة في اختيار الوزراء. إلا أن تصريح الموفدة الأميركية جاء في التوقيت الغلط، أقّله بالنسبة إلى الذين يرون فيه تدّخلًا سافرًا في الشؤون اللبنانية الداخلية.
وفي رأي بعض الأوساط السياسية المراقبة أن هذا التصريح، وهو الأول من نوعه من حيث التعابير المستخدمة فيه، من شأنه أن يصبّ الزيت على نار الأزمات الداخلية، الأمر الذي يقود إلى الاعتقاد أن المسار الحكومي آيل إلى المزيد من التعقيد، خصوصًا أن ما يواجهه الرئيس المكّلف من عراقيل داخلية وخارجية تعيد اللبنانيين إلى فترة سابقة، حيث لم يستطع أي رئيس مكلف تشكيل حكومته وانتهت بتقديم جميع الذين تمت تسميتهم لهذه المهمة اعتذارهم قبل أن تسند هذه المهمة إلى الرئيس حسان دياب، الذي شهدت البلاد في ظل حكومته أسوأ فترة من زمن العهد العوني السابق باعتراف الجميع، خصوصًا لجهة رفض لبنان تسديد ديونه الخارجية المستحقة.
ففرحة اللبنانيين لم تكتمل بعد سنتين وشهرين من الانتظار، وبعد الحرب المدمرة التي شنتّها إسرائيل على لبنان، وما خلفته من خسائر بشرية ومادية. وقد تكون خيبة الأمل اليوم أشد وقعًا مما كانت عليه قبل 9 كانون الثاني، وكأن ممنوع على اللبنانيين أن يحلموا بغد أفضل.
0 تعليق