خليج نيوز

أسرارٌ عن نصرالله في يوم تشييعه.. هكذا أثّر على إيران! - خليج نيوز

اعتباراً من اليوم الأحد، يبدأ "حزب الله" مرحلة جديدة بعد تشييع أمينه العام السّابق الشهيد حسن نصرالله.

مرحلة جديدة تبدأ بوداع أمينه العام الذي ساهم بتقويته طيلة 30 عاماً، قبل أن تغتاله إسرائيل يوم 27 أيلول بغارة طالت الضاحية الجنوبية لبيروت.

Advertisement


ما يمثلهُ نصرالله في كيان "حزب الله" طغى على من سبقه أو على من سيأتي بعده، ذلك أنّ "العهد" الذي قطعه أبناء الحزب على أنفسهم هو إكمال النهج الذي بدأه نصرالله. المسألة هنا لا ترتبطُ بمناحٍ عسكريّة أساسها "السيد" فحسب، بل تتصلُ بتفاصيل كان يقوم بها نصرالله نفسه ويتولاها دون سواه، وكانت بحدّ ذاتها تمثل أسراراً مركزية لا يعرفها الكثيرون.

يكشف أحد المقربين من نظام الحكم في إيران لـ"لبنان24" أنّ نصرالله كان "بيت سر" المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، ويقول: "حينما كان نصرالله يزور خامنئي في إيران، يُصبح الأخير في قمة السعادة. الإبتسامة لا تفارق وجهه حينما يعلم أن نصرالله سيأتي إليه. كانت مكانة الأخير لدى المرشد الإيراني كبيرة جداً ولم يحظَ بها أي شخص آخر".

النهج السياسي الذي رسمهُ نصرالله داخل لبنان وخارجه كان أيضاً سمة أساسية من سمات عمله في "حزب الله"، وقد كان ذلك مُتصلاً بإيران بشكل مباشر. هنا، تقول الشخصية التي تحدّث معها "لبنان24" إنَّ "نصرالله كان مكلفاً بكل ما يرتبط بالملفات العربية التي تهتم بها إيران"، كاشفاً أنَّ "رأي نصرالله كان يؤثر على وزارة الخارجية الإيرانية عندما تُقارب أي ملف يُعنى بأي دول عربية، فأمين عام حزب الله كان الأكثر دراية بما يرتبط بالمنطقة العربية، وقد كان مرجعاً للإيرانيين في ذلك كما أنه كان الشخصية التي يتم استشارتها بأي شاردة وواردة ترتبطُ بعلاقات إيران مع الدول العربية".

فعلياً، فإن ما اكتسبه نصرالله من مكانة لدى الإيرانيين جعلته أيضاً "حلقة الوصل" بين كافة القوى التي تدعمها طهران في المنطقة، ولهذا السبب كان قائد ما يُسمى بـ"محور المقاومة". المسألة هذه ليست سراً، لكن الأمور التي لا يعرفها كثيرون، وفق المتحدث، تتصلُ بأن نصرالله كان عرّاب التفاهمات بين كافة الفصائل، كما أنه أشرف على اتصالات تكوين المحور ولديه رأي في كل القوى المرتبطة به، بدءاً من العراق وسوريا وصولاً إلى غزة واليمن.

الأمر الأكثر أهمية الذي تميّز به نصرالله هو أنه كان "مفتاح العلاج" للمشكلات التي واجهها المحور، كما أنه كان من الساعين لتطويق ذيول أي "افتراق" بين قادته لاسيما بعد الحرب السورية وتحديداً حينما ذهبت "حماس" باتجاه الثورة السورية ضد نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وهو الأمر الذي كررته اليوم أيضاً بعد سقوط الأخير يوم 8 كانون الأول الماضي.

إذاً، ما يظهر هو أن نصرالله لم يكن يدير جبهة لبنان فحسب، بل العمليات الدبلوماسية المرتبطة بإيران في المنطقة، وليس مستبعداً أن يكون المشارك في صياغة التفاهمات التي شهدتها إيران مع دول الجوار العربي.

في خلاصة القول، ما يجب الوقوف عنده اليوم هو التالي: كيف ستعوض إيران غياب نصرالله في المنطقة؟ وهل سيلعب أمين عام حزب الله الحالي الشيخ نعيم قاسم الدور المحوري الذي أدّاه نصرالله طيلة ترؤسه قيادة "حزب الله"؟

 

أخبار متعلقة :