عاصفة من النقد تطال الحوار الوطني السوري
انطلقت في العاصمة السورية دمشق فعاليات مؤتمر الحوار الوطني بحضور رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع وعدد كبير من المدعوين.
وأكد الشرع، خلال كلمته في افتتاح مؤتمر الحوار الوطني السوري، أن سوريا استعادت مكانتها بعد سنوات من المعاناة والتحديات الكبرى، داعياً المشاركين إلى التشاور والاتفاق حول مستقبل البلاد.
وشدد على أن الثورة السورية كانت منعطفاً تاريخياً أنقذ البلاد من الضياع، لكنها لا تزال تواجه تحديات كبرى على مختلف الأصعدة، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تمثل بداية جديدة في تاريخ سوريا.
كما أكد أن احتكار السلاح بيد الدولة ليس رفاهية، بل هو واجب وضرورة للحفاظ على الاستقرار، مشدداً على أن الوحدة الوطنية والالتزام بمؤسسات الدولة هما السبيل لضمان أمن البلاد ومستقبلها.
وقال الشرع خلال كلمته: سوريا اليوم عادت لأهلها بعد أن سُرقت لغفلة من أبنائها، وأعظم علاج لبلدكم اليوم هو الشعور بها وبآلامها”، مردفاً: “علينا التحلي بالصبر، وألا نحمل سوريا أكثر مما تطيق، وواجب على أبناء الوطن جميعاً القيام بدورهم”.
وأشار إلى أن “هناك من يسعى لتقويض منجزات الشعب السوري، وعلينا أن نواجه بحزم كل من يريد العبث بأمننا ووحدتنا، وتحويل نكبات سوريا إلى فرص استثمارية”.
احترام السيادة
من جهته أكد وزير الخارجية السورية، أسعد الشيباني، أن سوريا تواجه في المرحلة الحالية تحديات كبيرة، مشدداً على أن الإدارة الجديدة لن تقبل المساس بسيادة واستقلال البلاد.
وأوضح الشيباني خلال كلمة في افتتاح مؤتمر الحوار الوطني، أن نهج دمشق منذ البداية كان واضحاً، حيث تعتبر سوريا جزءاً لا يتجزأ من محيطها.
وأشار إلى أن سوريا تحرص على تطوير علاقات متينة مع الدول التي احترمت سيادتها، مؤكداً أن دمشق لم تغلق باب الحوار مع أي دولة تسعى إلى بناء علاقات تقوم على الاحترام المتبادل.
كما شدد الشيباني على أن سوريا لن تقبل أي مساس بسيادتها واستقلالها، وستواصل العمل بعيداً عن أي ضغوط خارجية لضمان مصالحها الوطنية.
انطلاق الحوار الوطني في ظل غياب مكونات أساسية
انطلق اليوم الثلاثاء مؤتمر الحوار السوري حيث التقي مئات السوريين في دمشق لحضور مؤتمر حوار وطني يستمر يوما واحدا يوصف بأنه علامة فارقة في الانتقال إلى نظام سياسي جديد بعد عقود من حكم عائلة الأسد.
من جهته أعرب المجلس الوطني الكردي عن اعتراضه على آلية انعقاد المؤتمر الوطني السوري حيث اعتبر المجلس في بيان أن تهميش المكونات السياسية والقومية بما فيها المجلس الوطني الكردي في الإعداد والتحضير يعد انتهاكًا لمبدأ وحق الشراكة الوطنية للأكراد مشددين في البيان على ضرورة عدم تجاهل مكونات الشعب السوري.
وواجهت الآلية التي اتبعتها اللجنة التحضيرية في توجيه الدعوات للمشاركة في الجلسات التحضيرية، عاصفة من الانتقادات كونها جاءت قبل ساعات، وبشكل عشوائي، لوحظ فيها تجاهل دعوة نشطاء مدنيين في الداخل عملوا في عهد النظام السابق بالخفاء، ومنهم من تعرض للاعتقال، وقد أعلنوا عن وجودهم في الشارع بأنشطة وفعاليات كثيفة منذ سقوط النظام، غير أن قلة قليلة دُعيت من هؤلاء إلى اللقاءات التحضيرية.
أخبار متعلقة :