Advertisement
وبحسب الصحيفة، "تحتفظ تركيا، وهي قوة إقليمية متزايدة النفوذ وعضو في حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة، بقواعد في الشمال، وقد شرعت في الاستفادة من العلاقات الوثيقة مع فصائل المعارضة السورية لتأكيد موقفها في غياب حلفاء الأسد إيران وروسيا، الذين تضاءل نفوذهم بعد الإطاحة بالزعيم السوري في كانون الأول. كما أبرمت أنقرة مؤخرا اتفاق وقف إطلاق النار لقمع التمرد المستمر منذ عقود والذي شنه حزب العمال الكردستاني من سوريا والعراق. وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إعجابه بكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واعتبرهما لاعبين محوريين في رؤيته الناشئة للشرق الأوسط. ولكن مع انخراط الرجلين الآن في مبارزة متقلبة على نحو متزايد، حذر بعض المراقبين من صدام محتمل في الأفق إذا لم يتمكنا من إدارة مصالحهما المتعارضة في سوريا على النحو اللائق".
وتابعت الصحيفة، "قالت إفرات أفيف، الأستاذة المساعدة في جامعة بار إيلان وكبيرة الباحثين في مركز بيجين السادات للدراسات الاستراتيجية، للصحيفة: "أعتقد أن المواجهة، وربما حتى المواجهة العسكرية على نطاق ضيق، قد تحدث بين إسرائيل وتركيا في مرحلة ما". وتنظر كل من إسرائيل وتركيا إلى سوريا باعتبارها مرتبطة بمصالحهما الأساسية نظرًا لقرب البلاد وتاريخها الأخير من الاضطرابات. وفي حين لم تشارك سوريا بشكل مباشر في الأعمال العدائية ضد إسرائيل، فقد عملت كمركز رئيسي للعمليات للفصائل المتحالفة مع إيران والتي دعمت لسنوات الحكومة السورية ضد المتمردين والجهاديين في الداخل. في اليوم عينه الذي وقعت فيه إسرائيل وحزب الله على وقف إطلاق النار بعد معارك ضارية في لبنان المجاور في تشرين الأول الماضي، اندلعت خطوط الجبهة الداخلية المجمدة في سوريا فجأة حيث استولى هجوم بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية بسرعة على المدن الكبرى".
وأضافت الصحيفة، "بعد أقل من أسبوعين، كان الانهيار السريع لنصف قرن من حكم حزب البعث في سوريا سبباً في إحياء الآمال في الاستقرار. ولكن التفاؤل تراجع منذ ذلك الحين إلى حد كبير أمام حالة عدم اليقين بشأن توجه الحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، فضلاً عن النفوذ المتنافس للقوى المجاورة. لقد تبنى الشرع، الذي رفض الأيديولوجيات الجهادية في السنوات الأخيرة، نهجاً حذراً تجاه إسرائيل، وفي الوقت عينه، سعت الإدارة السورية الناشئة أيضاً إلى الحصول على ضمانات أمنية أكبر من تركيا.وقالت أفيف إن الدور التركي المتنامي في سوريا، والذي تدعمه استثمارات بمليارات الدولارات، أثار مخاوف جديدة لدى إسرائيل.وأضافت: "بسبب هذه الاستثمارات الضخمة، قد تطالب تركيا بموطئ قدم عسكري في سوريا، خاصة في ظل ضعف سوريا في هذا الوضع الهش، مما قد يشكل تهديدًا محتملًا لإسرائيل".وأضافت أن "إسرائيل تشعر بقلق بالغ إزاء الارتباط التركي بحماس ودعم تركيا الواضح لحماس"."
وبحسب الصحيفة، "كما سعت إسرائيل مرارا وتكرارا إلى مقارنة حماس بتنظيم الدولة الإسلامية، قالت أفيف إن إسرائيل لا تزال تنظر إلى الشرع باعتباره "عضوا في داعش". وزعمت أن "الأكراد هم حاليا حليف تثق به إسرائيل" في سوريا، مع لعب الدروز أيضا دورا مهما محتملا، "مع الارتباط بالمجتمع الدرزي في إسرائيل، هناك أيضا إمكانية تجديد التحالف الأخوي الذي يمكن أن يضمن حماية الحدود المشتركة بسبب المصالح المتشابهة". وقال مراد أصلان، الأستاذ المشارك في جامعة حسن كاليونغو وباحث أول في مؤسسة البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية: "لقد غير سقوط الأسد الموقف الإسرائيلي، إلى حد ما، بعد السابع من تشرين الأول وأجندة نتنياهو المحافظة". وأضاف "لقد نظرت إسرائيل إلى الفجوة في سوريا كفرصة لتدمير المخزون العسكري السوري، وتوسيع الأراضي نحو الشرق، وتشجيع الدروز وحزب العمال الكردستاني على إنشاء هيكل بالوكالة موالٍ لإسرائيل"."
ء
وتابعت الصحيفة، "في مواجهة هذه الاستراتيجية الواضحة، قال أصلان إن "تركيا سوف تتحلى بالصبر حتى آخر درجة من التسامح". ولكنه حذر من أنه "إذا استمرت إسرائيل في التصعيد، فقد يكون هناك جهد منسق مع دمشق من خلال نهج تدريجي".وفي حين يرى أصلان أن المواجهة العسكرية المباشرة هي "الملاذ الأخير" لأنقرة، فإنه يرى إمكانية استخدام "وسائل دفاعية ورادعة أخرى منخفضة التكلفة وغير متكافئة" من أجل إبقاء إبعاد إسرائيل. وفي كانون الثاني، صدرت تحذيرات من احتمال اندلاع صراع بين إسرائيل وتركيا من لجنة حكومية إسرائيلية برئاسة رئيس الأمن القومي السابق جاكوب ناجل، وحذر التقرير من "الخطر المباشر المتمثل في الأعمال العدائية التركية الإسرائيلية" إذا حقق أردوغان "الحلم التركي بإعادة التاج العثماني إلى مجده السابق"."
أخبار متعلقة :