خليج نيوز

حرب الظل: كيف تستخدم روسيا الجواسيس والمجموعات السرية في أوروبا؟ - خليج نيوز

استخبارات روسيا تحت المجهر: عمليات سرية في بريطانيا ورومانيا

أدين ثلاثة مواطنين بلغاريين بتهمة التجسس لصالح روسيا في محاكمة استمعت إلى تفاصيل تورطهم في سلسلة من المؤامرات في أوروبا بتوجيه من هارب مقيم في موسكو.

وواجه المتهمون الثلاثة اتهامات بالانتماء إلى وحدة تجسس روسية يديرها يان مارساليك الموظف الهارب في شركة وايركارد لتنفيذ عمليات مراقبة لصالح الكرملين على قاعدة عسكرية أمريكية وأفراد تستهدفهم موسكو.

وأدينت كاترين إيفانوفا (43 عاما) وفانيا جابيروفا (30 عاما) وتيهومير إيفانشيف (39 عاما) في محكمة أولد بيلي في لندن بتهمة التآمر لجمع معلومات مفيدة لعدو بين أغسطس/آب 2020 وفبراير/شباط 2023، وهو ما نفاه الثلاثة.

كاترين إيفانوفا وفانيا جابيروفا وتيهومير إيفانشيف المدانون بالتجسس لصالح روسيا. رويترز

وقال الادعاء إن الثلاثي – إلى جانب أورلين روسيف ( 47 عاما) وبيزر دجامبازوف ( 43 عاما)، اللذين اعترفا بأنهما جزء من المؤامرة قبل بدء المحاكمة – قاموا بمراقبة الصحفيين وخططوا لتنظيم احتجاج مزيف خارج السفارة الكازاخستانية في لندن.

وأضاف الادعاء أن مارساليك كلف أيضا فريقا من المواطنين البلغار بالتجسس على جنود أوكرانيين يتدربون في القاعدة الأميركية في ألمانيا، بهدف تتبع تحركاتهم في ساحة المعركة بعد غزو روسيا في عام 2022.

إلى ذلك، تلاحق السلطات الألمانية مواطنًا نمساويًا باعتباره الرئيس التنفيذي السابق للعمليات في شركة المدفوعات المنهارة Wirecard، بتهمة الاحتيال بمليارات اليورو.

ولا يزال مكان مارساليك الحالي غير معروف، لكن من المعتقد أنه موجود في روسيا.

ودفعت إيفانوفا وجابروفا وإيفانشيف ببراءتهم من تهمة التآمر لجمع معلومات مفيدة للعدو، وقالوا إنهم لم يكونوا على علم بأنهم يساعدون روسيا.

لكنهم أدينوا ، كما وجدت إيفانوفا مذنبة أيضًا بحيازة وثائق هوية مزورة.

وسيتم إصدار الأحكام عليهم في مايو/أيار المقبل، لكن القاضي نيكولاس هيلارد حذرهم من أنهم قد يواجهون أحكاما بالسجن.

ولم يصدر أي رد فعل فوري من السفارة الروسية في لندن على الإدانات.

وفي رومانيا، اعتقلت السلطات الخميس ستة أشخاص بتهمة محاولة الإطاحة بالدولة بمساعدة روسيا، فيما كشف لواء سابق بالجيش يبلغ من العمر 101 عام إن منزله تعرض لمداهمة في إطار التحقيق.

المشتبه بهم تم اعتقالهم يوم الأربعاء، وهو نفس اليوم الذي أعلنت فيه رومانيا – وهي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي – الملحق العسكري للسفارة الروسية ونائبه شخصين غير مرغوب فيهما بسبب ما قالت إنها أفعال تخالف القواعد الدبلوماسية.

وقالت وكالة مكافحة الجريمة المنظمة والجريمة المنظمة في رومانيا في بيان “تواصل أعضاء المجموعة الإجرامية مرارا وتكرارا مع عملاء قوة أجنبية، موجودة في رومانيا والاتحاد الروسي”، ولم تذكر أسماء المشتبه بهم.

وكشفت وكالة الاستخبارات الرومانية إن الدبلوماسيين الروسيين المطرودين “جمعا معلومات في مناطق ذات أهمية استراتيجية واتخذا تدابير لدعم التحركات المناهضة للدستور للمجموعة”.

وتستخدم روسيا الجواسيس والمجموعات السرية في أوروبا كجزء من استراتيجيتها لتوسيع نفوذها السياسي والاستخباراتي، مستغلة الثغرات الأمنية والمجتمعات المتنوعة داخل الدول الأوروبية.

وتعتمد موسكو على شبكات تجسس معقدة تشمل عملاء مدربين وأفراد غير رسميين مثل رجال الأعمال والصحفيين والجاليات الروسية في الخارج.

وتعمل هذه الشبكات على جمع المعلومات الاستخباراتية، وتنفيذ عمليات تخريبية، والتأثير على الرأي العام من خلال الدعاية الموجهة والتضليل الإعلامي، بهدف زعزعة استقرار الحكومات الأوروبية وخلق انقسامات داخلية.

تُستخدم المجموعات السرية أيضًا في تنفيذ عمليات أكثر جرأة، مثل اغتيالات المعارضين السياسيين والهجمات الإلكترونية ضد مؤسسات الدول الغربية.

وكشفت تحقيقات عديدة عن تورط عملاء روس في محاولات اغتيال شخصيات بارزة، مثل حادثة تسميم سيرجي سكريبال في بريطانيا عام 2018 باستخدام غاز الأعصاب “نوفيتشوك”.

كما تُتهم موسكو بشن هجمات إلكترونية تستهدف البنية التحتية الحيوية، مثل شبكات الطاقة والمؤسسات المالية، لتعطيل الاستقرار الداخلي في الدول المنافسة لها.

إضافة إلى ذلك، تستخدم روسيا أساليب “الحرب الهجينة” عبر دعم الجماعات اليمينية واليسارية المتطرفة، وتحريض الاحتجاجات المناهضة للحكومات، وحتى التلاعب في الانتخابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

في دول مثل بلغاريا ورومانيا، تم الكشف عن محاولات روسية لزرع عملاء داخل المؤسسات العسكرية والاستخباراتية، مما يعكس مدى تعقيد وعمق الأنشطة الروسية في أوروبا.

ويجعل هذا النهج من الصعب على الدول الأوروبية مواجهة النفوذ الروسي المتزايد، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية بين موسكو والغرب.

أخبار متعلقة :