خليج نيوز

هل يتمكن ترامب من إطلاق الاتفاق النووي الثاني مع إيران؟ - خليج نيوز

ذكرت شبكة "CNBC" الأميركية أن "حظوظ إيران تبدو مختلفة تمامًا خلال الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، سواء إيجابياً أو سلبياً. وفي تحركات مفاجئة، أعرب ترامب عدة مرات عن رغبته في إبرام صفقة مع إيران وذلك من خلال رسالة أرسلها إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الأسبوع الماضي، طالبًا "التفاوض" بشأن البرنامج النووي للدولة الشرق أوسطية. ويأتي هذا بعد انسحاب ترامب في 2018 من الاتفاق النووي الأصلي لعام 2015، مما أدى إلى تراجع حاد في العلاقات الأميركية الإيرانية. وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك بوست في أوائل شباط، قال ترامب: "أود التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامج غير نووي. وأفضل ذلك على قصفها". ومع ذلك، أعاد ترامب إطلاق حملة عقوبات "الضغط الأقصى" على الدولة المصدرة للنفط منذ إعادة توليه منصبه. وفي الوقت عينه، رفض خامنئي بشكل قاطع التخلي عن البرنامج النووي لطهران ورفض محاولات ترامب للتواصل. وفي يوم السبت، أدان الزعيم الإيراني محاولات "الحكومات المتسلطة" التي لم يسمها لإبرام صفقة وتعهد بأن حكومته لن تتفاوض تحت الضغط".

Advertisement


وبحسب الشبكة، "إيران تتعرض لضغوط شديدة، من اقتصادها المتدهور، والخسارة المأسوية لحلفائها الإقليميين مثل بشار الأسد في سوريا، ومن ضعف وكلائها مثل حزب الله في لبنان. ولكن في حين تراجعت قوتها في تلك المجالات إلى حد كبير مقارنة بفترة ولاية ترامب الأولى، فإن نفوذها في انتاجها للمواد النووية أصبح الآن أعظم بكثير. لقد قامت إيران بتخصيب وتخزين اليورانيوم بأعلى مستوياته على الإطلاق، مما دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة مراقبة الأسلحة النووية التابعة للأمم المتحدة، إلى إصدار العديد من التحذيرات. وقالت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تشاتام هاوس، للشبكة: "تواصل إيران تخصيب اليورانيوم كجزء من ممارسة بناء النفوذ". وتصر طهران على أن برنامجها مخصص لأغراض الطاقة المدنية فقط، لكن التخصيب وصل إلى نقاء 60٪، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية". 

وتابعت الشبكة، "مع ذلك، لا يزال هناك تفضيل سائد في إيران نحو إبرام صفقة من شأنها رفع العقوبات، كما يقول بيجان خاجهبور، الخبير الاقتصادي والشريك الإداري في شركة الاستشارات أوراسيان نيكسوس بارتنرز ومقرها فيينا. وبحسب خاجهبور المشكلة أن "هناك انعدام ثقة عميق بين الجانبين، وخاصة بعد لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ترامب في المكتب البيضاوي والذي ذكّر الإيرانيين بأنه سيكون من الصعب أن يثقوا في صفقة مستقبلية محتملة مع إدارة الرئيس الأميركي".
وأضاف: "من ناحية أخرى، فإن رفع العقوبات أو تخفيفها المحتمل سيكون أمرًا لا غنى عنه لمسار الاقتصاد الإيراني". لكن الولايات المتحدة وترامب يتمتعان بالنفوذ الساحق الآن، كما يقول بهنام بن تاليبلو، وهو زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات. وأضاف: "لقد أضعفت إسرائيل بعض وكلاء الجمهورية الإسلامية الإقليميين، كما أدت القضايا البنيوية والعقوبات الأميركية المستمرة إلى إبقاء الاقتصاد الإيراني في وضع دفاعي". وتابع قائلاً: "إن بطاقة إيران النووية هي البطاقة الوحيدة التي تلعب بها في الوقت الحالي"."

وأضافت الشبكة، "في ما يتعلق باعتراض المرشد الأعلى الإيراني على التفاوض تحت الضغط، زعم بهنام أن "الجمهورية الإسلامية تقول دائمًا لا وفي النهاية تقول نعم". كما زعم أن البلاد "تواصل تخصيب وزيادة مخزوناتها من اليورانيوم العالي التخصيب لأنها تريد سلاحًا نوويًا"، وليس لأنها تريد ببساطة الضغط في المحادثات. وقال: "طهران تريد إيقاع ترامب في فخ المحادثات، سواء بشكل مباشر أو عن طريق الوساطة الروسية". وأضاف: "إن الهدف تخفيف الضغط الأقصى وتوليد العوائق أمام ضربة إسرائيلية أو أميركية محتملة"."

وبحسب السبكة، "قالت فاكيل إن حكومة إيران، بدلاً من اختيار إبرام صفقة أو عدم التوصل إلى اتفاق على الإطلاق، من المرجح أن تختار خيارًا ثالثًا "للتعامل مع الأمر بحذر" وكسب الوقت. ورأت أن هذا "من أجل بناء المزيد من النفوذ في وقت ترى فيه المنطقة والغرب إيران ضعيفة" والحصول على فهم أفضل لأولويات ترامب وشروطه للتفاوض. بالإضافة إلى ذلك، قالت فاكيل إن "إيران ستبدأ مفاوضات مع أوروبا كآلية مماطلة لفرض عقوبات سريعة ولإبقاء باب المفاوضات مفتوحًا، بينما تطور واشنطن استراتيجيتها وأولوياتها الخاصة"."

أخبار متعلقة :