Advertisement
تهدف هذه الخطوة إلى تقليل الاعتماد على المنتجات الأجنبية وتعزيز الاقتصاد المحلي، فمؤيدو سياسات ترامب يرون أنها وسيلة ضرورية لمواجهة العجز التجاري الأميركي وحماية الوظائف المحلية. ويستند المدافعون إلى تجارب سابقة، ففي ثمانينيات القرن الماضي، اتهمت اليابان بإغراق الولايات المتحدة بالبضائع الرخيصة الثمن فقرر الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان التدخل ورفع قيمة الرسوم الجمركية على الدراجات النارية اليابانية من طراز هارلي ديفدسون عشرة أضعاف، لتبلغ 45% في محاولة لحماية الشركة الأميركية الأصل. وبعدها ببضع سنوات، في 1987، قرر ريغن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على أجهزة التلفزيون والحاسوب اليابانية الصنع بعد أن حدد حصص استيراد على السيارات والفولاذ من اليابان.
وكما بات معروفاً تشمل الإجراءات المعلنة فرض رسوم بنسبة 20% على معظم الواردات إلى الولايات المتحدة، مع التركيز على الدول التي تفرض رسومًا على المنتجات الأميركية، ومن المتوقع أن تؤثر هذه الرسوم على مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك السيارات، الميكروشيبس، والأدوية المستوردة.
أما الأهداف المعلنة من هذه الرسوم فتهدف من وجهة النظر الاميركية إلى:
تقليل العجز التجاري من خلال فرض رسوم متبادلة على الدول التي تفرض رسومًا على المنتجات الأميركية، حيث تسعى الإدارة إلى تحقيق توازن في الميزان التجاري. تعزيز الصناعات المحلية من خلال جعل المنتجات المستوردة أقل تنافسية، تأمل الإدارة في دعم الشركات والمصانع المحلية.
أحدثت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، والتي شملت حتى حلفاء الولايات المتحدة، صدمة في الأسواق العالمية يوم أمس الخميس، وفقًا للخبير بلال علامة، فالتعاملات اتسمت بالاحتماء بالملاذات الآمنة من الأصول والعزوف عن المخاطرة. ونتيجة لذلك ارتفع الذهب كمعدن مضمون وآمن وانخفضت أسعار باقي السلع الأساسية الإستراتيجية مثل النفط والمعادن الثمينة. كما تراجع الدولار على نطاق واسع في تعاملات اليوم الاول بعد سريان مفعول القرارات الترامبية بينما صعد اليورو بمعدل نقطتين، واندفع المستثمرون إلى الملاذات الآمنة على غرار الين الياباني والفرنك السويسري.
وفي مسلسل الرد من قبل الدول المعنية وتحديداً مسؤولي الدول الأوروبية بدا واضحاً، بحسب علامة، أن أوروبا تتحضر للرد على قرارات ترامب وإعلان المواجهة المفتوحة في الولايات المتحدة الاميركية مما سيجعل الإقتصاد الأميركي في حالة حصار لا سيما وأن الرد الأكبر سيكون من قبل الصين بعدما تعهّدت بكين باتخاذ تدابير مضادة ردًا على ذلك وحذرت من أن الرسوم الأميركية الجديدة ستشلّ سلاسل التوريد العالمية وستضر بمصالح واشنطن بشكل كبير.
وكان لافتاً رد وزير الاقتصاد الألماني بالإنابة، روبرت هابيك معتبراً أن الرئيس ترامب "سينهار تحت الضغط" وسيُغير سياساته المتعلقة بالرسوم الجمركية إذا ما تضافرت جهود أوروبا. وقال هابيك: "يجب الآن أن تُكشف هذه الضغوط، من ألمانيا، ومن أوروبا بالتحالف مع دول أخرى، وعندها سنرى من الأقوى في هذا الصراع".
أراد الرئيس الأميركي، بحسب علامة، إثبات مقولة أميركا العظمى من خلال قرارته المتعلقة بفرض رسوم جمركية تعتبر كبيرة جداً ومن خلال التغيير الذي يتمناه على سلاسل التجارة العالمية وتوزيعها ولكن يبدو أن قراراته المتعددة الإتجاهات، قد تفتح حرباً عالمية تجارية تكون الولايات المتحدة الأميركية منفردةً في وجه تحالف عالمي أو ربما تتقاطع مصالح عالمية لإثبات أن أميركا عظيمة مع باقي دول العالم ولكنها ليست دولة عظمى بمواجهة دول العالم كلها.
أخبار متعلقة :