لم تكن ليلة الأربعاء عادية على ملعب "سانتياغو برنابيو". هناك، حيث تعوّدت جماهير "ريال مدريد" على الاحتفال بالانتصارات الأوروبية، عمّ الصمت، وبدأت ملامح التغيير تلوح في الأفق. فبعد الهزيمة القاسية أمام "آرسنال" في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، بدأت التقارير تتحدث عن نهاية وشيكة لمسيرة المدرب كارلو أنشيلوتي مع الفريق الملكي، في وقت لا يزال فيه النادي يتنافس على ألقاب محلية ودولية.
Advertisement
الخروج الأوروبي... والضربة التي كسرت ظهر الحلم
"ريال مدريد"، حامل الرقم القياسي بعدد ألقاب دوري الأبطال (15 لقبًا)، سقط بشكل مدوٍّ أمام "آرسنال" بنتيجة 5-1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب. مباراة الإياب في البرنابيو انتهت 2-1 لصالح الضيوف، لكنها كشفت عن خلل فني وتكتيكي واضح، وهشاشة لم يعهدها جمهور الأبيض.
وبينما تألق الحارس تيبو كورتوا في صد ركلة جزاء مبكرة من بوكايو ساكا، لم يكن ذلك كافيًا لإيقاف المد اللندني. ورغم هدف فينيسيوس الذي منح الأمل للحظات، إلا أن هدف مارتينيلي في الدقيقة 90+3 أنهى كل شيء.
بحسب ما كشفته شبكة "سكاي سبورتس"، فإن أنشيلوتي أبلغ إدارة النادي برغبته في الرحيل بعد نهائي كأس الملك أمام "برشلونة"، والمقرر يوم 26 نيسان. القرار لم يُعلن رسميًا، لكنه يعكس حجم التوتر داخل "البيت الأبيض"، خاصة مع تراجع الأداء في اللحظات الحاسمة من الموسم.
أنشيلوتي، الذي قاد "الميرنغي" إلى لقب دوري الأبطال الموسم الماضي، فقد ثقة الإدارة بعد هذا الإقصاء الأوروبي القاسي، والتذبذب الكبير في الأداء الهجومي والدفاعي مؤخرًا.
من يخلف "العجوز الإيطالي"؟
إدارة الفريق بدأت فعليًا بدراسة البدائل، والاسم الأبرز بحسب وسائل الإعلام هو الإسباني تشابي ألونسو، نجم وسط الفريق السابق، والمدرب الحالي لـ "باير ليفركوزن"، الذي قاد فريقه لتحقيق إنجاز تاريخي بالفوز بلقب الدوري الألماني لأول مرة في تاريخه.
كما يتردد اسم يورغن كلوب، المدرب الألماني الذي أعلن رحيله عن "ليفربول" نهاية الموسم الحالي، كأحد الأسماء اللامعة التي تثير اهتمام إدارة فلورنتينو بيريز.
الحديث عن التغيير لا يقتصر على المدرب فقط. تقارير عدة أشارت إلى أن إدارة الريال تنوي إجراء غربلة داخل صفوف الفريق، مع توجيه الأنظار نحو خمسة لاعبين تحديدًا: فينيسيوس جونيور، لوكاس فاسكيز، دافيد ألابا، فران غارسيا، وإيدير ميليتاو. الأسباب تتفاوت بين التراجع البدني، الإصابات المتكررة، والأداء الذي لا يوازي طموحات النادي.
الخيبة لم تقتصر على إدارة النادي، بل امتدت إلى المدرجات. إذاعة "كادينا سير" الإسبانية نقلت عن جماهير غاضبة وجّهت انتقادات حادة للاعبين عقب نهاية المباراة، ووصفوا الأداء بـ"الفضيحة". لحظة نادرة في ملعب لطالما ارتبط بالهيبة والانتصارات الكبرى.
ما زال هناك ما يُقاتل من أجله
رغم الخروج الأوروبي، لا يزال "ريال مدريد" في قلب المنافسة على الدوري الإسباني، ويستعد لخوض نهائي كأس الملك ضد الغريم التقليدي "برشلونة"، كما يشارك لاحقًا في كأس العالم للأندية التي تمتد حتى منتصف تموز. ففي تاريخ "ريال مدريد" العريق، كانت كل أزمة بداية لتحول جديد. فالنادي الذي وُلد من رحم التحدي عام 1902، بنى مجده على الفخر، لا على الأعذار. والآن، بينما يُغادر أنشيلوتي أو يتهيأ للمغادرة، تعود الكرة إلى ملعب الإدارة: من سيقود المشروع "الملكي" المقبل؟ وهل تكون المرحلة المقبلة عنوانًا لميلاد حقبة جديدة... تليق بتاج أوروبا الأبدي؟
أخبار متعلقة :