خليج نيوز

ماذا سيفعل ترامب إذا فشلت محادثات السلام في أوكرانيا؟.. تقرير لـ"The Spectator" يُجيب - خليج نيوز


ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أنه "مع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الرابع، أمضى مسؤولو إدارة دونالد ترامب الشهر الماضي في الاتصال بزملائهم الأوكرانيين، والسفر إلى عواصم أجنبية للقاء مسؤولين أوكرانيين وروس، والتواصل مع وزراء أوروبيين في محاولة لإنهاء الصراع. وكان آخر لقاء عُقد هذا الأسبوع، عندما سافر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والمبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف، إلى باريس لحضور اجتماع شامل. ومع ذلك، لا يُظهر ترامب الكثير من الجدية".

Advertisement


وبحسب الصحيفة، "يواصل المسؤولون الأميركيون التظاهر بالشجاعة، ويصرون على أن ترامب، وحده، يمتلك المعرفة والمهارات والخبرة اللازمة للتفاوض على إنهاء أعنف حرب في أوروبا منذ 80 عامًا. لكن تضافر عوامل خارجة عن سيطرته يُهدد بشدة بإجهاض مغامرة واشنطن الدبلوماسية قبل أن تُتاح لها فرصة النجاح. حتى ترامب، الذي أعلن ذات مرة متباهيًا بقدرته على حسم الحرب في غضون 24 ساعة، بدأ صبره ينفد من المشروع برمته. ليس الأمر كما لو أن إدارة ترامب لم تُحرز أي انتصارات في هذا المجال، فمجرد إشراك المسؤولين الأوكرانيين والروس في العملية الدبلوماسية يُمكن اعتباره تقدمًا". 

وتابعت الصحيفة، "لكن هذه العملية لم تُسفر إلا عن آمال مُحبطة. فقد سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى رفض البيان المشترك الصادر في 11 آذار، والذي أعلن دعم كييف لوقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا، وطرح سلسلة من الأسئلة حول الجهة التي ستُنفذه، وكيفية معاقبة المُخالفين، ومتى ستُعالج القضايا الجوهرية. وكانت جولة روبيو الدبلوماسية المكوكية بين أوكرانيا وروسيا في الرياض، بين 23 و25 آذار، لتتصدر عناوين الأخبار لولا اختلاف تفسيرات الطرفين لما اتفقا عليه. فقد ربط الروس وقف إطلاق النار في البحر الأسود بإعادة فتح نظام سويفت أمام البنوك الروسية، وهو ما لم يكن بمقدور إدارة ترامب فعله دون موافقة أوروبا". 

وأضافت الصحيفة، "كما وأن الغرب منقسم أيضًا بشأن سياسته تجاه أوكرانيا. فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ومفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، يعارضون بشدة تقديم أي تخفيف للعقوبات على روسيا حتى يتوقف إطلاق النار، ويدعمون ضخ مليارات اليورو الإضافية كمساعدات عسكرية للأوكرانيين حتى تتمكن كييف على الأقل من الصمود. في الواقع، يشعر المرء أن الأوروبيين عمومًا لا يؤيدون أجندة ترامب الدبلوماسية على الإطلاق. فبالنسبة للأميركيين، فإن الحرب في أوكرانيا هي في نهاية المطاف حرب محلية لن تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي الأميركي. أما بالنسبة لأوروبا، فهي صراع وجودي". 

ورأت الصحيفة أنه "هناك أيضاً بعض الخلافات الداخلية التي تلوح في الأفق داخل إدارة ترامب. ويواصل ويتكوف إصراره على جدية بوتين في تحقيق السلام، على الرغم من الهجمات الليلية بالطائرات المسيّرة والصواريخ التي أودت بحياة العشرات من المدنيين الأوكرانيين خلال الأسبوع الماضي. ويضغط روبيو وكيث كيلوغ، مبعوث ترامب إلى أوكرانيا، على ترامب ليكون أكثر تشكيكًا في ما يقوله بوتين في هذه المحادثات. لقد توصل عدد كبير من المراقبين بالفعل إلى استنتاجاتهم: السلام الوحيد الذي يهتم به بوتين هو السلام بشروطه القصوى. لذا على إدارة ترامب أن تُبادر، وهناك ثلاثة خيارات رئيسية مطروحة، ليس أي منها مثاليًا، لكن بعضها أفضل من غيره". 

وبحسب الصحيفة، "الخيار الأول هو إعادة صياغة الخطة (أ) ولكن بشروط أكثر مرونة. قد يبدو هذا ضربًا من الجنون بالنظر إلى شكاوى زيلينسكي المستمرة وتعنت بوتين، إلا أن ترامب ربط إرثه في السياسة الخارجية بإنهاء الحرب. لذا، لديه مصلحة شخصية راسخة في تنفيذ الخطة. بالنسبة لمؤيدي روسيا في واشنطن، سيكون هذا أسوأ مسار يمكن أن يسلكه ترامب، كما سيفتح هذا الباب أمام صراع محتدم بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، الذين سيرفض معظمهم صراحةً أي اتفاق سلام يصب في مصلحة روسيا. أما بالنسبة للأوكرانيين، ففي مواجهة سلام غير مشرف يُفرض عليهم أو حرب أطول بمساعدة عسكرية أوروبية، من المرجح أن يختاروا الخيار الثاني".

وتابعت الصحيفة، "الخيار الثاني الذي قد يتخذه ترامب هو تعليق المحادثات، وتصوير بوتين على أنه العقبة الوحيدة أمام التقدم، ومضاعفة المساعدات العسكرية الأميركية للجيش الأوكراني في محاولة لدفع الروس إلى التفاوض بجدية. لكن في الواقع، ليس هناك ما يضمن أن المزيد من المساعدات العسكرية الأميركية ستجبر بوتين بالفعل على إعادة النظر في أهدافه المتطرفة. وسواء اتفق المرء مع الفرضية أم لا، فإن بوتين يرى الصراع من منظور وجودي، فالهزيمة، أو اتفاق سلام يشبه الهزيمة، ليس أمراً وارداً بالنسبة له. وقد يكون الخيار الثالث لترامب هو الانسحاب من الأمر برمته وتسليم ملف أوكرانيا للأوروبيين. وهناك حجة يمكن طرحها مفادها أن الانسحاب وترك الأمور تسير على ما هي عليه أكثر أخلاقية من إجبار أوكرانيا على توقيع اتفاق سلام من غير المرجح تنفيذه على أي حال. أما من الناحية الاستراتيجية، سيضع هذا أوروبا في موقف حرج لإثبات قدرتها على الوفاء بوعودها. فإذا كانت الحرب في أوكرانيا بنفس أهمية الأمن الأوروبي كما يدّعي ماكرون وستارمر وكالاس مرارًا وتكرارًا، فمَن الأفضل من أوروبا أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه القضية؟"

وختمت الصحيفة، "حاليًا، لا تزال محادثات السلام قائمةً من الناحية النظرية، وعلى الولايات المتحدة أن تستعد لليوم الذي تفقد فيه الدبلوماسية نبضها". 

أخبار متعلقة :