Advertisement
الخيار الأول، الذي قد يتجه إليه نتنياهو، هو توسيع رقعة التصعيد في غزة. ومن غير المستبعد أن تذهب إسرائيل إلى عملية عسكرية واسعة، تتجاوز حدود الضربات الجوية، نحو اجتياح بري كامل للقطاع، ربما بهدف السيطرة عليه بشكل دائم، أو على الأقل فرض وقائع جديدة تتيح لها تحجيم نفوذ حماس والجهاد الإسلامي. هذا السيناريو يتضمن مخاطرة كبرى، لكنه قد يُستخدم كورقة ضغط في مواجهة إدارة ترامب إذا واصل تقاربه مع إيران من دون مراعاة للمصالح الإسرائيلية.
الخيار الثاني يتمثل في لبنان، وتحديدًا في محاولة استدراج حزب الله إلى مواجهة مفتوحة. يمكن لإسرائيل أن تصعد عسكريًا بشكل تدريجي، من خلال ضربات مكثفة على البنية التحتية للحزب أو مخازن السلاح، وصولًا إلى مرحلة قد لا يستطيع حزب الله تجاهلها من دون رد. في حال انجرار الحزب إلى رد واسع، ستجد واشنطن نفسها مضطرة لإعادة دعم إسرائيل عسكريًا وسياسيًا، وهو ما قد يعطل المسار التفاوضي مع طهران.
في المقابل، ستواجه إسرائيل شللًا استراتيجيًا تجاه إيران نفسها. إذ ان التصعيد المباشر ضد طهران لم يعد خيارًا واقعيًا، لا بسبب القيود الأميركية فقط، بل أيضًا بسبب تعقيدات المشهد الإقليمي، خصوصًا مع تركيا، التي بدأت تتقاطع مع المصالح الإيرانية في بعض الساحات، ما يجعل من التصعيد الإسرائيلي ضد إيران عامل تهديد لتحالفات أخرى غير محسوبة.
الأسبوعان المقبلان سيحملان على الأرجح مزيدًا من الإرباك الإسرائيلي. فالمفاوضات بين طهران وواشنطن تتقدم، فيما خطوط النار في غزة ولبنان وسوريا مشتعلة أو على وشك الاشتعال. هذا كله يضع نتنياهو أمام معادلة صعبة: إما التصعيد في محاور بديلة لفرض نفسه في معادلة التفاوض، أو الانتظار حتى تتضح معالم الصفقة الأميركية-الإيرانية والتعامل معها كأمر واقع.
لكن الثابت هو أن لبنان سيبقى الساحة الأكثر عرضة للتوتر، ليس فقط بسبب هشاشة الوضع الداخلي فيه، بل لأنه يمثّل، تاريخيًا، مسرحًا مفضّلًا للرسائل الساخنة بين تل أبيب وطهران.
أخبار متعلقة :