خليج نيوز

حديث عن "تفكيك حماس".. تقرير إسرائيلي يكشف! - خليج نيوز

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنه "من أجل تأمين مستقبل إسرائيل، يتعيّن على تل أبيب أن تعمل على تفكيك حركة حماس بشكلٍ كامل وتقسيم غزة".

Advertisement

 

وذكر التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنهُ "يجب تفكيك حماس عسكرياً وسياسياً وإدارياً وليس فقط احتواءها"، مشيراً إلى أن هذا الأمر يجب أن يشمل منع إعادة بناء البنى التحتية العسكرية وإبقاء قوات إسرائيلية في المناطق المحتلة على المدى الطويل، وقال: "أي شيء أقل من ذلك سوف يجعل قطاع غزة نقطة انطلاق لهجمات مستقبلية، وسوف يجعل الجبهة الداخلية الإسرائيلية معرضة لتهديد مستمر".

 

وأكمل: "لا يمكن للحملة، كما نُفذت حتى الآن، أن تكتفي بإضعاف قدرات حماس مؤقتاً. بل يجب أن تُبعد حماس عن السلطة الحاكمة في غزة، وأن تفصلها عن السكان المدنيين الذين تستخدمهم غطاءً ورافعة. الأمر هذا يتطلب أكثر من مجرد قوة نيران، بل يتطلب السيطرة على الأرض، وعلى المساعدات الإنسانية، وعلى الظروف التي تسمح للمنظمة بالتجدد بعد كل جولة قتال".

 

وتابع: "في عمليات سابقة، اعتمد الجيش الإسرائيلي أسلوب الإغارة - دخول مناطق العدو، تدمير الأهداف، والانسحاب، وقد ثبت عدم جدوى هذا النهج، إذ سمح لحماس بالبقاء، وإعادة تنظيم صفوفها، وتقديم كل جولة قتال على أنها إنجاز استراتيجي".

 

واستكمل: "على النقيض من ذلك، وفي المناطق التي سيطرت عليها إسرائيل، مثل ممرات نتساريم وفيلادلفيا، تكبدت حماس خسائر كبيرة، وأعربت قيادتها عن قلقها إزاء التحول في الموقف العملياتي الإسرائيلي".
وأكمل: "يجب الآن تطبيق هذا الموقف بشكل متسق. الهدف ليس مجرد الدخول والضرب، بل البقاء والتفكيك. يجب تطهير المناطق المُحتلة، والسيطرة عليها، وحكمها، ولو مؤقتاً، من قِبل قوات تمنع عودة سيطرة حماس، سواءً كانت علنية أو غير مباشرة".

 

وأضاف: "يتطلب هذا سياسةً موازيةً لإدارة البيئة المدنية، فالرافعة الأساسية التي تستخدمها حماس للحفاظ على سلطتها ومكانتها الدولية هي سيطرتها على السكان المدنيين. وخلال وقف إطلاق النار الأخير، حوّلت حماس المساعدات الإنسانية لاستخدامها الخاص، مما عزّز قبضتها على القطاع".

 

وأردف: "لمواجهة هذا الوضع، يجب على إسرائيل إنشاء مناطق إنسانية تحت إشراف أمني غير مباشر. يجب أن تُدار هذه المناطق من قِبل منظمات دولية مُعتمدة، مع توفير الدعم اللوجستي والحمائي من قِبل شركات أمنية خاصة. لقد استُخدم هذا النهج بنجاح في الماضي، ومن شأنه أن يُقلل من تعرض المدنيين للقتال، ويسمح بعمليات أكثر تركيزًا في المناطق الخاضعة لسيطرة حماس، ويمنع الحركة من الوصول إلى السكان الذين تستغلهم".

 

وقال: "في هذه المناطق، ينبغي أيضاً تهيئة الظروف لتمكين الهجرة الطوعية. ورغم حساسية هذا الخيار سياسياً، إلا أنه يجب تناوله بواقعية. إن عدم الاستقرار طويل الأمد في غزة ليس نتيجةً لنفوذ حماس فحسب، بل أيضاً لبيئة أيديولوجية راسخة تدعم استمرار المقاومة المسلحة. إن فرص نجاح جهود مكافحة التطرف ضئيلة، وإعادة الإعمار وحدها لن تُغير الحسابات الاستراتيجية".

 

واستكمل: "ينبغي منح سكان غزة الذين لم يعودوا يرغبون في العيش تحت حكم حماس أو في ظل صراع مستمر فرصة المغادرة. يتمتع معظم السكان بوضع لاجئ بموجب القانون الدولي، وهم مؤهلون للحصول على دعم إعادة التوطين. توجد أطر دولية يمكنها المساعدة في هذه العمليات، شريطة توفر الإرادة السياسية والتنسيق الاستراتيجي. مع هذا، لا ينبغي فرض الهجرة، بل تسهيلها لمن يطلبها".

 

وأردف: "لا شيء من هذا ممكن بدون سيطرة إسرائيلية كاملة على معابر غزة وممر فيلادلفيا، فوق الأرض وتحتها، كما أنه غير ممكن من دون وجود إسرائيلي مستدام في القطاع. يجب تقسيم غزة إلى قطاعات إقليمية، يدير كل منها قيادة عملياتية مخصصة، مع القدرة على جمع المعلومات الاستخباراتية، والسيطرة على المنطقة، والإشراف على السكان".

 

ورأى أن "هذا النموذج الذي أثبت نجاحه في الضفة الغربية، حيث تم تطبيقه منذ عملية السور الواقي في عام 2002، يوفر البنية الوحيدة القابلة للتطبيق لمنع عودة حماس وتحقيق الاستقرار في المنطقة على مدى فترة من الزمن"، وقال: "لا يزال ملف الرهائن أولوية إسرائيلية، إلا أن مطالب حماس الحالية، بما فيها الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، تجعل التوصل إلى اتفاق شامل أمراً مستحيلًا في ظل الظروف الراهنة. قد يكون الإفراج الجزئي ممكناً، ولكن فقط في ظل ضغط عسكري مستمر".

 

وختم: "إذا بقيت حماس في السلطة، فسيكون ذلك دليلاً لإيران ووكلائها على افتقار إسرائيل للإرادة أو القدرة على إكمال ما بدأته. أما إذا أُزيلت حماس - ليس عسكرياً فحسب، بل كسلطة حاكمة أيضًا - فستكون الإشارة عكس ذلك".

أخبار متعلقة :