خليج نيوز

تحوّلات سياسية مرتقبة بعد الانتخابات البلدية: مشهد جديد يتحضّر؟ - خليج نيوز

لم تكن الانتخابات البلدية مجرد استحقاق محلي، بل فتحت الباب أمام قراءة جديدة للمشهد السياسي اللبناني، حيث أبرزت تحولات سياسية قد تعيد تشكيل الخارطة السياسية في البلاد. هذه التحولات لا تقتصر على التنافسات المحلية فحسب، بل تشمل أيضًا التغيير في التحالفات السياسية التي بدأت تتبدّل تدريجيًا، ما ينبئ بمراحل جديدة تختلف كليًا عن الفترات السابقة.

Advertisement


من أبرز ما يمكن ملاحظته هو تبدل التحالفات، ففي الوقت الذي يستمر الثنائي الشيعي، الذي يضم "حزب الله" و"حركة أمل"، بتحالفته الاستراتيجي، بدأ يظهر بعض الانفتاح على تقاطعات وتحالفات جديدة. إذ بدا التعاون بينه وبين "الحزب التقدمي الاشتراكي" أكثر وضوحًا، لا سيما بعد محطات من التعاون الانتخابي في بعض المناطق خلال الانتخابات البلدية الأخيرة. هذا التعاون قد يؤدي إلى شراكة انتخابية أوسع في المستقبل، خصوصًا في استحقاقات انتخابية مقبلة، مما يشير إلى إمكانية تكوين تحالفات جديدة في الحياة السياسية.

من جهة أخرى، تُظهر التحركات السياسية الأخيرة تباعدًا في العلاقة بين الحزب التقدمي وبعض القوى المسيحية التي كانت حليفًا له في المرحلة الماضية. الخلافات الداخلية بدأت تظهر بشكل تدريجي، خاصةً في ما يتعلق بالملفات الداخلية التي تزداد تعقيدًا. من المتوقع أن تتحول هذه التباينات إلى مواجهات انتخابية في المستقبل، خصوصًا إذا ما قررت القوى المسيحية الأساسية، مثل "القوات اللبنانية" و"الكتائب"، تشكيل تحالفات مشتركة قد تستثني "التيار الوطني الحر"، مما يفتح باب التنافس في المناطق المشتركة. 

"التيار الوطني الحر" يبدو أنه يسعى الآن لتكوين تحالفات مناطقية بدلاً من التفاهمات الوطنية الكبرى. هذا التوجه يعكس انكفاء التيار عن البحث في تحالفات عريضة على المستوى الوطني، في مقابل التركيز على الاتفاقات المحلية مع الزعامات المحلية التي قد تضمن له الحضور في بعض المناطق، لكن دون تأثير كبير على المستوى الوطني.

أما على الصعيد السني، فلا تزال الصورة غير واضحة تمامًا. القوى السنية الرئيسية، وعلى رأسها تيار "المستقبل"، لم تجد بعد موقفًا واضحًا لإعادة التموضع السياسي، وهي في انتظار إشارات إقليمية، لا سيما من السعودية. في هذا السياق، تظل عودة الرئيس سعد الحريري إلى الساحة السياسية احتمالًا قائمًا، لكن لا شيء مؤكدا بعد، خاصة في ظل غموض الموقف السعودي من الأوضاع اللبنانية.

بشكل عام، يمكن القول إن التحولات السياسية في لبنان قد دخلت مرحلة جديدة من إعادة التشكيل، حيث تمثل الانتخابات البلدية مجرد بداية لهذه التحولات.
مع اقتراب الاستحقاقات الكبرى، من المتوقع أن تتضح أكثر تفاصيل هذه التحولات التي ستغير ملامح المشهد السياسي اللبناني في المرحلة المقبلة.

أخبار متعلقة :