خليج نيوز

خامني يراهن على ترامب.. تقرير لـ"Foreign Policy" يكشف الأسباب - خليج نيوز

ذكرت مجلة "Foreign Policy" الأميركية أنه "منذ منتصف نيسان، اتسع نطاق الدبلوماسية بين طهران وواشنطن. فبعد سبع سنوات من الجمود، أقدم المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، على تغييرٍ مذهل، إن لم يكن مفاجئًا تمامًا، إذ أعطى الضوء الأخضر لاتفاق نووي جديد إذا قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخطوط الحمراء الأساسية لطهران. وفي حين لم تُسفر الجولة الرابعة من المحادثات بين البلدين، التي عُقدت نهاية الأسبوع الماضي في عُمان، عن أي اختراق واضح، يبدو أن كلا الجانبين عازم على مواصلة التفاوض. في عام 2019، عندما أرسل ترامب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى طهران لبدء محادثات مع الزعيم الإيراني، تعهد خامنئي بعدم التفاوض مع الرئيس الأميركي، الذي وصفه بـ"ذلك الرجل". في الواقع، لم يعد التحدي المطلق خيارًا، فنظرًا لضغوط العقوبات والاضطرابات الاقتصادية وتهديد الحرب، اختار خامنئي الدبلوماسية". 

Advertisement


وبحسب المجلة، "يرتكز الزخم الأخير في المحادثات على فرضية هشة: يريد ترامب منع إيران من الحصول على قدرة امتلاك أسلحة نووية، بينما تُصرّ طهران على أنها لا تنوي بناء مثل هذه القدرة. ومع ذلك، تبدو طهران أكثر توحدًا وإلحاحًا من واشنطن، حيث تُشكك إدارة ترامب حتى في جوهر الدبلوماسية، ويرجع ذلك إلى أن القيادة الإيرانية ترى أن المخاطر وجودية. ويتعين على خامنئي أن يسير على حبل سياسي مشدود: المضي قدما في المحادثات في حين يدير فصيلا متشددا صغيرا لكنه صاخب يهدد التماسك الداخلي للنظام".

وتابعت المجلة، "تُشكل اصوات المعسكر المناهض بشدة لأميركا،هامشًا ضئيلًا مقارنةً بالغالبية العظمى من الإيرانيين الذين يُرحبون بالدبلوماسية مع واشنطن. ومع ذلك، فحتى مع آمال عامة الناس الكبيرة في أن تُنعش المحادثات أحوالهم، يبقى موقف خامنئي واضحًا. فالدبلوماسية، في رأيه، تُعنى بمنع الحرب، وليس بإصلاح اقتصاد إيران المُنهك. وقد حذّر مرارًا من أن حتى الاتفاق النووي الجديد لن يضمن تخفيفًا شاملًا للعقوبات". 

وأضافت المجلة، "يزعم بعض المطلعين على بواطن النظام الآن أنه على الرغم من تصريحاته العلنية، لم يكن خامنئي معارضًا جذريًا للدبلوماسية، حتى أن أحد النواب الإيرانيين المتشددين يزعم أن طهران تواصلت سرًا مع فريق ترامب لمدة عامين كجزء من استراتيجية للاستعداد لأي سيناريو، بما في ذلك النتائج المحتملة للانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2024. يبدو أن الحسابات الباردة نفسها تُشكّل تفكير الحرس الثوري الإسلامي، الذي يُسيطر على البنية التحتية العسكرية والنووية الرئيسية لإيران. قد يدفع اتفاق مع ترامب قيادة الحرس الثوري في نهاية المطاف إلى إعادة تقييم تكاليف العداء المُطوّل مع الولايات المتحدة والنظر في تعميق الوفاق، لكن هذه النوايا لا تزال غير مُعلنة. وفي الوقت الحالي، يُشارك الحرس الثوري الإسلامي خامنئي هدفًا أساسيًا: تجنّب الحرب. فهو يُريد احتواء التصعيد، وكسب الوقت، والحفاظ على النفوذ الاستراتيجي". 

وبحسب المجلة، "لتبديد أي شكوك حول وحدة النظام، أوضح مكتب خامنئي أن الحرس الثوري الإيراني يدعم المحادثات التي يقودها وزير الخارجية عباس عراقجي، لكنه يبقى "على أهبة الاستعداد" في حال تعثر الدبلوماسية. وفي هذه الرواية، الدبلوماسية والردع العسكري وجهان لعملة واحدة، والحرس الثوري الإيراني يقف حارسًا لخطوط إيران الحمراء، والضامن لسير أي اتفاق وفقًا لشروط طهران الصارمة. في غضون ذلك، رحّبت الفصائل البراغماتية والتكنوقراطية في إيران علنًا بتأييد خامنئي والحرس الثوري الإيراني للمحادثات النووية مع إدارة ترامب. وبالنسبة لعراقجي والرئيس مسعود بزشكيان، تُمثّل هذه اللحظة تحوّلًا محسوبًا في علاقة طهران بواشنطن. ولم يُخفِ بزشكيان تفضيله للمحادثات المباشرة مع واشنطن، لكنه تعهد باحترام إصرار خامنئي على الحفاظ على وهم المفاوضات غير المباشرة. وتتيح هذه الخدعة لخامنئي حفظ ماء وجهه والحفاظ على مسافة من الأميركيين، مع أنه ليس سراً أن عراقجي يعقد اجتماعات وجهاً لوجه مع مبعوث ترامب إلى إيران، ستيف ويتكوف". 

وتابعت المجلة، "مع أن بزشكيان قد لا يكترث كثيرًا بمظهر التفاوض مع ترامب، إلا أن الأهم بالنسبة له هو التوصل إلى اتفاق يرفع العقوبات الأميركية. في غضون ذلك، يتعزز الضغط من أجل الدبلوماسية المباشرة، ولكن عبر وسطاء. وكما قال أحد المعلقين البارزين المؤيدين للتفاوض مؤخرًا: "لا وجود للمفاوضات غير المباشرة. نحن بحاجة إلى محادثات مباشرة، لا إلى مساومة". من الصعب تجاهل مدى إلحاح هذا البيان. فموقف إيران اليوم أضعف بكثير مما كان عليه في المرة الأخيرة التي توصلت فيها طهران وواشنطن إلى اتفاق نووي. فالاقتصاد الإيراني يعاني من الشلل، ومعدلات التضخم والبطالة في ارتفاع حاد، ولا يزال قطاع الطاقة يعاني من أزمة عميقة، رغم امتلاك إيران لبعض أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم، وذلك بسبب نقص الأموال اللازمة للاستثمار". 

وأضافت المجلة، "ي الواقع، من الواضح أن بعض التفاؤل الذي أحاط بالمحادثات سابق لأوانه. ويتوقع بعض الاقتصاديين المؤيدين للدبلوماسية أن تُحل مشاكل إيران الاقتصادية في غضون ثلاث إلى أربع سنوات، مع إعادة فتح الأسواق العالمية وانحسار الاختناقات المالية بمجرد توقيع اتفاق نووي جديد. في الواقع، ستكون إيران في عام 2025 في وضع مختلف تمامًا عما كانت عليه في عام 2015. يدرك المتشددون المناهضون للولايات المتحدة أن عليهم التزام الصمت، على الأقل في الوقت الحالي، وانتظار نتائج المحادثات".

أخبار متعلقة :