نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«روكيت لاب» نحو ثورة في صناعة الفضاء, اليوم الخميس 19 يونيو 2025 01:45 صباحاً
تم تأسيس شركة روكيت لاب في نيوزيلندا عام 2006 على يد المهندس «بيتر بيك»، الذي كان يمتلك شغفا كبيرا بتطوير تكنولوجيا الفضاء وتقليص التكلفة المرتفعة لإطلاق الصواريخ. ومن خلال هذه الرؤية، نجحت الشركة في تطوير حلول مبتكرة جعلت إطلاق الأقمار الصناعية أكثر سهولة وأقل تكلفة.
بدأت شركة روكيت لاب مسيرتها في مجال الإطلاقات الفضائية بإطلاق صواريخ صغيرة الحجم، وهو ما فتح الباب أمام الشركات الصغيرة، وكذلك الدول التي لا تمتلك ميزانية ضخمة، للوصول إلى الفضاء. وهذا يختلف تماما عن الشركات الكبرى التي كانت تستحوذ على سوق الإطلاقات الفضائية ذات النطاق الواسع، مما جعل «روكيت لاب» تملأ فراغا كبيرا في هذا القطاع.
من أبرز ابتكارات شركة روكيت لاب هو صاروخ «إلكترون» (Electron)، وهو صاروخ صغير مُصمم خصيصا للإطلاقات الصغيرة للأقمار الصناعية. يمتاز هذا الصاروخ بالكفاءة العالية في تكاليف الإطلاق، حيث أُثبتت قدرة الصاروخ على توفير حل فعال من حيث التكلفة والموثوقية في مجال الإطلاقات الفضائية.
يستطيع صاروخ إلكترون أن يحمل حمولات صغيرة تصل إلى 300 كيلوغرام إلى المدار الأرضي المنخفض، وهي ميزة مهمة بالنسبة للشركات التي تطور الأقمار الصناعية الصغيرة أو التي تقوم بإجراء أبحاث في الفضاء. وبفضل التصميم الفريد والابتكارات المستمرة في هذه التقنية، أصبحت شركة روكيت لاب واحدة من اللاعبين الرئيسيين في هذا المجال.
إن تكنولوجيا صواريخ إلكترون ليست المساهم الوحيد الذي قدمته شركة روكيت لاب لصناعة الفضاء. تسعى الشركة أيضا إلى جعل الفضاء أكثر استدامة من خلال تحسين قدراتها على إعادة استخدام الصواريخ، وهي خطوة مهمة نحو تقليل التكاليف البيئية والمالية المرتبطة بإطلاق الصواريخ.
تتضمن خطط «روكيت لاب» المستقبلية تطوير صواريخ يمكن إعادة استخدامها بشكل كامل، حيث يمكن أن تُمكن هذه التقنية من خفض التكاليف بشكل كبير على المدى الطويل، وهو ما سيزيد من توسيع نطاق الوصول إلى الفضاء ويعزز من جانب تقديم حلول مبتكرة في إطلاق الصواريخ، تعمل «روكيت لاب» على تطوير تكنولوجيا جديدة في مجال الأقمار الصناعية. ففي السنوات الأخيرة، بدأت الشركة في إطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية التي تستهدف مجموعة واسعة من التطبيقات في مختلف الصناعات مثل الاتصالات، الطقس، ورصد الأرض.
وبهذه الطريقة عزيزي القارئ، لا تقتصر رؤيتها على تطوير صواريخ للإطلاق فقط، بل تسعى الشركة إلى إنشاء حل شامل من خلال توفير كل ما تحتاجه الشركات والمؤسسات للوصول إلى الفضاء. على سبيل المثال، قد تكون «روكيت لاب» في المستقبل المورد الرئيسي للأقمار الصناعية التي تساعد في تحسين مجالات البنية التحتية للاتصالات، والحصول على بيانات بيئية دقيقة، أو تطوير مشاريع الفضاء الخاصة بالتنقيب عن المعادن والطاقة.
بالإضافة إلى الابتكار الذي تقدمه، تواصل «روكيت لاب» بناء علاقات استراتيجية مع شركات الفضاء الكبرى، مما يعزز من وجودها في السوق. على سبيل المثال، أعلنت الشركة عن تعاونها مع وكالة ناسا الأمريكية لتنفيذ عدة بعثات فضائية، بما في ذلك إطلاق أقمار صناعية واختبار تقنيات جديدة. هذا التعاون يشير إلى المكانة المرموقة التي وصلت إليها «روكيت لاب»، حيث أصبحت شريكا موثوقا لهؤلاء اللاعبين الكبار في الصناعة. كما أن هذه العلاقات تمنح «روكيت لاب» فرصة لزيادة تطوير تقنياتها وأدواتها.
تسعى «روكيت لاب» إلى الاستمرار في ريادتها لصناعة الفضاء من خلال توسيع نطاق عملها. فالشركة حاليا تقوم بتطوير صواريخ جديدة مثل صاروخ «نيوترون» (Neutron)، وهو صاروخ أكبر وأقوى سيتيح للشركة الدخول إلى سوق الإطلاقات الفضائية الخاصة بالحمولات الثقيلة، ما سيعزز من قدرتها على التنافس مع الشركات الكبرى مثل «سبايس إكس» و»بلو أوريجن».
وستواصل «روكيت لاب» عملها على تحقيق الهدف الطموح المتمثل في تسهيل الوصول إلى الفضاء وتطوير تكنولوجيا مستدامة، وهو ما سيؤثر بشكل إيجابي على نمو القطاع الفضائي على المدى الطويل.
في الختام عزيزي القارئ، تعتبر شركة روكيت لاب منافسا قويا لشركة سبايس إكس (SpaceX) في قطاع إطلاق الصواريخ، رغم اختلاف أحجام المشاريع التي تديرها كل منهما. بينما تركز «سبايس إكس» على إطلاق الصواريخ الثقيلة وحمل الحمولات الكبيرة إلى الفضاء، تقدم «روكيت لاب» حلا مبتكرا وفعّالا من حيث التكلفة للأقمار الصناعية الصغيرة والحمولات الخفيفة.
nabilalhakamy@
أخبار متعلقة :