نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مفاتيح السعادة, اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 04:45 صباحاً
ليست السعادة ما يُهدى إلينا في المناسبات ولا ما نحصل عليه من العالم الخارجي، بل ومضة خفية تنبض في أعماق القلب، رغم ضجيج الخسارات وندوب الأيام.
نخطئ حين نظن أنها دائمة، فهي تمر كنسمة خفيفة، لكنها تترك في الذاكرة عبيرا لا يمحوه الزمن. أثرها لا يُقاس بطول اللحظة، بل بعمق الإحساس الذي تمنحه.
ولعل أكبر الأوهام أن نربط السعادة بالامتلاك. فكلما امتلكنا أكثر، ازداد شعورنا بالفراغ، كأننا نحاول ملء بحر لا قاع له. الأشياء تلمع في الخارج، لكنها لا تضيء الداخل.
السعادة الحقيقية لا تولد من وفرة ما نملك، بل من المعنى الذي نمنحه للحياة. حين نعرف "لماذا نعيش"، حتى أقسى الأيام تكتسب ملامح جديدة، ونرى الجمال في أماكن لم نكن ننتبه لها.
وتكمن المفارقة أن السعادة كثيرا ما ترتدي ثوب البساطة، تختبئ في ضحكة طفل، أو فنجان قهوة صحبة صديق، أو لحظة صمت على شرفة المساء. ما أجملها حين تأتي دون موعد، ودون أن تطلب إذن الدخول.
وهي، في نهاية المطاف، ليست حاجة تهدى بل اختيار حر. قد نبتسم ونحن نكابد، وقد نبكي ونحن نعيش أجمل أيامنا. السعادة لا تنبع من الظروف بل من طريقة نظرنا لها.
من يملك الرضا، يملك مفاتيح السعادة، لا لأنها تجعله في مكان أفضل، بل لأنها تصالحه مع مكانه الحالي. فحين نرضى، نتحرر من عناء المقارنات، ونصغي أخيرا لصوتنا الداخلي.
لكنها، رغم عمقها الفردي، لا تكتمل إلا بالآخر. ما جدوى المجد إن لم نجد من نشاركه؟ وما فائدة الوصول إن كان على حساب من نحب؟ السعادة تنمو بالعلاقات لا بالأرقام.
وفي القلب الممتن، تسكن السعادة بهدوء. الامتنان هو ذاك الشعور الذي يحول كل لحظة إلى نعمة، وكل خسارة إلى درس، وكل عثرة إلى خطوة جديدة في الطريق.
أخبار متعلقة :