خليج نيوز

قصة المثل الشعبي «في ستين داهية».. ترجع لانتقام قيس بن مكشوم من قبيلة همدان

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قصة المثل الشعبي «في ستين داهية».. ترجع لانتقام قيس بن مكشوم من قبيلة همدان, اليوم السبت 14 ديسمبر 2024 10:02 صباحاً

الأمثال الشعبية في حياتنا تعكس تجارب حياتية سابقة، إذ تستخدم للتعبير عن المواقف بطريقة مختصرة، وتحمل في طياتها معاني عميقة، ومن بينها مثل «في ستين داهية»، الذي يُعبر عن رد فعل قاسي وعنيف ناتج عن الغدر؛ ولكن الكثير منا لا يعرف أن وراء هذا المثل قصة كبيرة.

المثل الشعبي «في ستين داهية» مستمد من قصة انتقام قيس بن مكشوم من قبيلة همدان، وفقًا لقصة وردت ضمن كتاب «قصص الأمثال».

أصل مثل «في ستين داهية».. مذا حدث؟

تعود بداية القصة إلى ما قبل الإسلام، حيث كانت الحروب مشتعلة بين قبيلتي «مذحج» و«همدان» في اليمن، الأولى كانت دائمًا تظفر بالمعارك بفضل شجاعتها ودهاء مشايخها، مما جعل الأخيرة تشعر بالهزيمة المستمرة، لكن سرعان ما فكرت «همدان» في خطة مكر وخداع للقضاء على تلك الهيبة، فاستعانت بالفرس لتنفيذ خطتها.

كان الهدف أن تستدرج مشايخ قبيلة «مذحج» الذين كانوا معروفين بذكائهم إلى حوار غير مسلح، وعندما استجاب ستون من كبار مشايخهم لهذه الدعوة، وقعوا في فخ «همدان» بدعم من الفرس، وعندما حانت اللحظة، غدر بهم الهمدانيون وقتلوهم جميعًا، مما أدى إلى تفرق قبيلة «مذحج» وتدمير قوتها، وكان من بين هؤلاء المشايخ الفارس الشجاع «قيس بن مكشوم».

بعد هذه الحادثة، قرر «قيس» الانتقام لأقاربه وأبناء قبيلته، وحينما سمع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حضر إلى المدينة وأعلن إسلامه، ثم عاد إلى اليمن، لكن بمجرد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم اندلعت الردة في العديد من القبائل اليمنية، فأرسل الخليفة «أبو بكر الصديق» رضي الله عنه، قيس بن مكشوم لمحاربة المرتدين.

قصة غدر وانتقام

كان لقيس هدف آخر، فإصراره على الانتقام لقبيلته كان أكبر من أي شيء آخر، وقام بثورة عنيفة ضد «همدان» والفرس، بعد أن اغتالوا مشايخ قبيلته غدرًا، انتشرت القتلى بسرعة، وبدأت جثث الهمدانيين تتناثر على الأرض، كانت الغضبة كبيرة، فحاصر قيس قصر فيروز الديلمي الفارسي في صنعاء، وأصبحت أبواب صنعاء مركزًا للاشتباك مع أي فرد ينتمي إلى قبيلة «همدان» أو الفرس.

عندما زاد عدد القتلى وبدأ الخراب يعم، تدخل كبار القوم للوساطة بين «قيس» و«همدان»، إذ حاولوا أن يوقفوا المذبحة، وبينما كانوا يقنعونه بالعدول عن انتقامه، قال لهم قيس ببساطة: «في ستين داهية»، والمعنى أن كل من قتلوا وماتوا وكل هذا الخراب مقابل موت ستين داهية من دواهي قبيلته لتعبر عن حقده ومرارة الخيانة التي تعرض لها، وأهمية الثأر لشهداء قبيلته.

أخبار متعلقة :