منذ دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل، يُحكى "همسًا" في بعض الأوساط السياسية، عن رغبة لدى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بإعلان ترشّحه للرئاسة، مستفيدًا من المتغّيرات الدراماتيكية التي أحدثتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، ولا سيما أنه يعتقد أنّ أسهمه ارتفعت في ضوء نتائج هذه الحرب، التي غيّرت كلّ المعادلات.
وإذا كان مقرّبون من جعجع ومحسوبون عليه تعمّدوا تسريب مثل هذه الأجواء "المؤيّدة" لترشيحه، إن جاز التعبير، فإنّ الرجل لم يعكسها في مقابلة قال فيها إنّ ترشّحه للرئاسة يبقى مستبعَداً، في ظلّ الظروف الحاليّة، عازيًا الأمر إلى ما وصفه بـ"توازن القوى" في البرلمان، ولأنّ "كثيرين لا يتحمّلونه" على حدّ قوله، "فهم غير معتادون على طريقتي الواضحة والحاسمة جدًا"، وفق تعبيره.
إلا أنّ من استمع إلى جعجع في آخر مقابلاته، لاحظ تغيّرًا في النبرة، وربما في المقاربة، فما كان مُستبعَدًا قبل أسبوع، أصبح ممكنًا اليوم، إذ إنّ الرجل قال هذه المرّة إنه "مستعدّ"، ولو أنّه ربط الأمر بتوافر "حد أدنى من الكتل النيابية مستعدّة لتقبّل هذا الترشح" وفق قوله، فهل يعني ذلك أنّ جعجع بات أكثر ميْلاً لإعلان ترشّحه، خصوصًا أنّ المقابلتين فصل بينهما حدث مفصليّ تمثّل في سقوط النظام السوري، وهل يفعلها قبل جلسة الانتخاب؟!
الموقف لم يتغيّر
بالنسبة إلى المقرّبين من جعجع، والمحسوبين عليه، فإنّ موقف "الحكيم" من إمكانية إعلان ترشّحه لم يتغيّر عمليًا، بخلاف ما ذهبت إليه بعض التفسيرات والاستنتاجات، وربما التأويلات، ذلك أنّ الرجل لم يقُل في تصريحه الأول إنّه "غير راغب" بالترشح، وهو حقّه الطبيعي وطموحه المشروع، ولكنه تحدّث عن "عقبات" تحول دون هذا الترشح، تتمثّل في توازن القوى داخل مجلس النواب، الذي قد لا يضفي طابعًا "جديًا" على مثل هذا الترشح.
بهذا المعنى، فإنّ جعجع "مستعد" فعلاً للترشح للرئاسة، كما قال في تصريحه الأخير، بل هو يعتقد أنّ الوصول إلى الرئاسة هدفٌ جدّي بالنسبة إليه، ولا سيما أنه مصنَّف اليوم على أنه "الأكثر تمثيلاً" اليوم على الساحة المسيحية، وهو ما تعكسه خريطة الكتل المسيحية، ما يعطيه "تفوّقًا" على سائر المرشحين، بل إنّ هناك من يشير إلى أنه حين تبنّى ترشيح العماد ميشال عون في العام 2016، كان يخطّط أن يكون "التالي"، لو عمّر هذا التفاهم.
لكن ما لا يريده جعجع، وفق ما يقوله العارفون، هو تكرار سيناريو الانتخابات السابقة، حين أضحى ترشيح جعجع "فولكلوريًا" بصورة أو بأخرى، بل "هزليًا" بالنسبة للبعض، في حين أنّ المطلوب تأمين فرص النجاح أولاً، علمًا أنّ هناك من يعتقد أنّ جعجع قد لا يلقى الإجماع حتى داخل كتل المعارضة، التي يجاهر بعضها بتفضيل مبدأ "التفاهم" أو "التوافق"، باعتبار أنّ جعجع "صدامي"، وبالتالي فإنّ وصوله قد يعقّد الأزمات، بدل وضع حدّ لها.
هل يفعلها؟!
صحيح أنّ هناك من اعتبر أنّ جعجع اقترب أكثر من إعلان ترشحه بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، الأمر الذي اعتبره بمثابة "انتصار شخصي"، ولا سيما أنّ هذا الحدث المفصلي جاء بعد "زلزال سياسي" أحدثته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، إلا أنّ العارفين يشدّدون على أنّ الموقف لا يزال "ثابتًا"، فالترشيح وارد، لكن شروطه غير متوافرة بعد، وفي مقدّمها "حد أدنى من الكتل النيابية"، ليس الداعمة بالضرورة، بل المستعدّة لتقبل الترشح.
أكثر من ذلك، يقول المحسوبون على جعجع والمقرّبون منه، إنّ أيّ إعلان للترشح سيبقى مؤجّلاً بانتظار اكتمال المشاورات السياسية القائمة حاليًا، سواء داخليًا بين قوى وشخصيات المعارضة نفسها، أو بينها وبين القوى السياسية الأخرى، من المستقلّين والممانعين، استنادًا إلى قرار المعارضة بتغليب خيار التفاهم والتوافق الآن، علمًا أنّ جعجع سبق أن قال إنّه يمنح "فرصة" لهذا الخيار، لا تزيد على الأسبوعَيْن، وقد انتهى جزء غير بسيط منها.
إلا أنّ هؤلاء يشدّدون على أنّ الترشح قد يتحوّل إلى "جدّي" في أيّ وقت، إذا ما شعرت المعارضة بأنّ الفريق الآخر "يناور ويماطل"، علمًا أنّه حتى الآن لم يترجم ما وُصِفت بـ"المرونة" بأيّ خطوات عملية، ولو من باب حسن النيّة، وفي مقدّمها التخلّي الصريح والواضح عن ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، علمًا أنّ هناك من يقولها صراحةً، بأنّ الإصرار على فرنجية، سيُقابَل بمعادلة واضحة، وهي "جعجع مقابل فرنجية".
بالنسبة إلى المقرّبين من جعجع، فإنّ ترشيح الأخير يبقى "مؤجّلاً" حتى إشعار آخر، للكثير من الأسباب، منها ما قاله في تصريحاته صراحةً، عن عدم توافر "الحد الأدنى" من الكتل المستعدّة للمضيّ بهذا الترشيح. لكنّ الأهم من هذا الترشيح، الذي قد يتحوّل إلى أمر واقع في أي وقت، يبقى أنّ مقاربة الاستحقاق الرئاسي ككلّ، لا يمكن أن تبقى اليوم كما كانت قبل كلّ المتغيّرات التي عصفت بالمنطقة، منذ 7 أكتوبر وما بعده، وحتى سقوط نظام الأسد!
Advertisement
وإذا كان مقرّبون من جعجع ومحسوبون عليه تعمّدوا تسريب مثل هذه الأجواء "المؤيّدة" لترشيحه، إن جاز التعبير، فإنّ الرجل لم يعكسها في مقابلة قال فيها إنّ ترشّحه للرئاسة يبقى مستبعَداً، في ظلّ الظروف الحاليّة، عازيًا الأمر إلى ما وصفه بـ"توازن القوى" في البرلمان، ولأنّ "كثيرين لا يتحمّلونه" على حدّ قوله، "فهم غير معتادون على طريقتي الواضحة والحاسمة جدًا"، وفق تعبيره.
إلا أنّ من استمع إلى جعجع في آخر مقابلاته، لاحظ تغيّرًا في النبرة، وربما في المقاربة، فما كان مُستبعَدًا قبل أسبوع، أصبح ممكنًا اليوم، إذ إنّ الرجل قال هذه المرّة إنه "مستعدّ"، ولو أنّه ربط الأمر بتوافر "حد أدنى من الكتل النيابية مستعدّة لتقبّل هذا الترشح" وفق قوله، فهل يعني ذلك أنّ جعجع بات أكثر ميْلاً لإعلان ترشّحه، خصوصًا أنّ المقابلتين فصل بينهما حدث مفصليّ تمثّل في سقوط النظام السوري، وهل يفعلها قبل جلسة الانتخاب؟!
الموقف لم يتغيّر
بالنسبة إلى المقرّبين من جعجع، والمحسوبين عليه، فإنّ موقف "الحكيم" من إمكانية إعلان ترشّحه لم يتغيّر عمليًا، بخلاف ما ذهبت إليه بعض التفسيرات والاستنتاجات، وربما التأويلات، ذلك أنّ الرجل لم يقُل في تصريحه الأول إنّه "غير راغب" بالترشح، وهو حقّه الطبيعي وطموحه المشروع، ولكنه تحدّث عن "عقبات" تحول دون هذا الترشح، تتمثّل في توازن القوى داخل مجلس النواب، الذي قد لا يضفي طابعًا "جديًا" على مثل هذا الترشح.
بهذا المعنى، فإنّ جعجع "مستعد" فعلاً للترشح للرئاسة، كما قال في تصريحه الأخير، بل هو يعتقد أنّ الوصول إلى الرئاسة هدفٌ جدّي بالنسبة إليه، ولا سيما أنه مصنَّف اليوم على أنه "الأكثر تمثيلاً" اليوم على الساحة المسيحية، وهو ما تعكسه خريطة الكتل المسيحية، ما يعطيه "تفوّقًا" على سائر المرشحين، بل إنّ هناك من يشير إلى أنه حين تبنّى ترشيح العماد ميشال عون في العام 2016، كان يخطّط أن يكون "التالي"، لو عمّر هذا التفاهم.
لكن ما لا يريده جعجع، وفق ما يقوله العارفون، هو تكرار سيناريو الانتخابات السابقة، حين أضحى ترشيح جعجع "فولكلوريًا" بصورة أو بأخرى، بل "هزليًا" بالنسبة للبعض، في حين أنّ المطلوب تأمين فرص النجاح أولاً، علمًا أنّ هناك من يعتقد أنّ جعجع قد لا يلقى الإجماع حتى داخل كتل المعارضة، التي يجاهر بعضها بتفضيل مبدأ "التفاهم" أو "التوافق"، باعتبار أنّ جعجع "صدامي"، وبالتالي فإنّ وصوله قد يعقّد الأزمات، بدل وضع حدّ لها.
هل يفعلها؟!
صحيح أنّ هناك من اعتبر أنّ جعجع اقترب أكثر من إعلان ترشحه بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، الأمر الذي اعتبره بمثابة "انتصار شخصي"، ولا سيما أنّ هذا الحدث المفصلي جاء بعد "زلزال سياسي" أحدثته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، إلا أنّ العارفين يشدّدون على أنّ الموقف لا يزال "ثابتًا"، فالترشيح وارد، لكن شروطه غير متوافرة بعد، وفي مقدّمها "حد أدنى من الكتل النيابية"، ليس الداعمة بالضرورة، بل المستعدّة لتقبل الترشح.
أكثر من ذلك، يقول المحسوبون على جعجع والمقرّبون منه، إنّ أيّ إعلان للترشح سيبقى مؤجّلاً بانتظار اكتمال المشاورات السياسية القائمة حاليًا، سواء داخليًا بين قوى وشخصيات المعارضة نفسها، أو بينها وبين القوى السياسية الأخرى، من المستقلّين والممانعين، استنادًا إلى قرار المعارضة بتغليب خيار التفاهم والتوافق الآن، علمًا أنّ جعجع سبق أن قال إنّه يمنح "فرصة" لهذا الخيار، لا تزيد على الأسبوعَيْن، وقد انتهى جزء غير بسيط منها.
إلا أنّ هؤلاء يشدّدون على أنّ الترشح قد يتحوّل إلى "جدّي" في أيّ وقت، إذا ما شعرت المعارضة بأنّ الفريق الآخر "يناور ويماطل"، علمًا أنّه حتى الآن لم يترجم ما وُصِفت بـ"المرونة" بأيّ خطوات عملية، ولو من باب حسن النيّة، وفي مقدّمها التخلّي الصريح والواضح عن ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، علمًا أنّ هناك من يقولها صراحةً، بأنّ الإصرار على فرنجية، سيُقابَل بمعادلة واضحة، وهي "جعجع مقابل فرنجية".
بالنسبة إلى المقرّبين من جعجع، فإنّ ترشيح الأخير يبقى "مؤجّلاً" حتى إشعار آخر، للكثير من الأسباب، منها ما قاله في تصريحاته صراحةً، عن عدم توافر "الحد الأدنى" من الكتل المستعدّة للمضيّ بهذا الترشيح. لكنّ الأهم من هذا الترشيح، الذي قد يتحوّل إلى أمر واقع في أي وقت، يبقى أنّ مقاربة الاستحقاق الرئاسي ككلّ، لا يمكن أن تبقى اليوم كما كانت قبل كلّ المتغيّرات التي عصفت بالمنطقة، منذ 7 أكتوبر وما بعده، وحتى سقوط نظام الأسد!
أخبار متعلقة :