خليج نيوز

مساران لإنتخاب الرئيس.. التأجيل محتمل - خليج نيوز

لم يحسم مصير جلسة انتخاب الرئيس المقررة في 9 كانون الثاني المقبل، اذ ان كل القوى السياسية لا تزال تدرس خياراتها، وبإستثناء التبني الشكلي المستمر من قوى الثامن من اذار والثنائي الشيعي لترشيح رئيس تيار المردة، لا يوجد اي تبني رسمي لاي مرشح من اي فريق سياسي، وعليه فإن الايام المقبلة ستكون كفيلة في اظهار المسار الذي ستتخذه الجلسة النيابية وما اذا كانت ستشهد انتخاب رئيس جديد ام ان التأجيل سيكون سيّد الموقف في ظل استمرار التطورات السياسية والميدانية في المنطقة وامكانية انعكاسها بشكل حاسم على الواقع الداخلي اللبناني.

Advertisement


تقول مصادر مطلعة أن العيار الاول للوصول الى انتخاب رئيس في الجلسة المقبلة هو تراجع الولايات المتحدة الاميركية وتحديداً الادارة المنتخبة الجديدة عن رغبتها بأن تحصل الانتخابات الرئاسية في لبنان بعد دخول الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض، وهذا الامر يجب ان يترجم من خلال تواصل مباشر من بعض اركان الادارة الجديدة مع القوى السياسية اللبنانية لاعطاء ايحاء مستجد يشجع على حصول انتخابات رئاسية في الجلسة المقبلة، وما دام هكذا تواصل لم يحصل فستبقى بعض القوى الداخلية قادرة على المناورة وتسعى الى تأجيل الحسم في الاستحقاق الرئاسي، وعليه تصبح الرغبة الاميركية عاملا حاسما في تحديد نتيجة الجلسة.

وترى المصادر ان المعيار الثاني قد يكون التطورات الاقليمية، ففي حال قررت الحكومة الاسرائيلية توجيه ضربة عسكرية كبيرة لإيران فإن المنطقة ككل ستدخل في مسار من الفوضى العسكرية وقد لا يكون لبنان جزءًا منها، وهذا يعني حتماً أن الاستحقاق الرئاسي سيصبح تفصيلاً لان قوى اساسية مثل "حزب الله" لن تكون متفرغة للوضع الداخلي، ولان قوى اخرى مثل القوات اللبنانية ستتجه الى تأجيل الاستحقاق من اجل تحسين وضعها السياسي وشروطها التفاوضية، وفي كل الاحوال، ينقل كثر عن رئيس حزب "القوات" سمير جعجع انه يتوقع ان يتحسن الواقع الاقليمي اكثر فأكثر لمصلحة فريقه السياسي وهذا ما قد يكون مبنياً على احتمال توجيه اسرائيل او اميركا ضربة عسكرية ضدّ ايران.

وتشير المصادر الى أن المعيار الثالث هو توافق دول الخماسية على اسم مشترك ودعمه رئاسياً، اذ انه وحتى اللحظة لا يوجد اي اتفاق بين هذه الدول على شخصية واحدة بل على العكس، هناك اكثر من مرشح تدعمه الدول المعنية، وهذا قد يؤدي الى خلاف فعلي وتقاسم نفوذ في الداخل اللبناني يؤدي الى عدم تأمين اكثرية نيابية لأي مرشح مما يفرض بدوره تأجيل جلسة الانتخاب الى موعد يحدد لاحقا، لذا قد يكون الكباش الدولي والاقليمي على اسم الرئيس محصوراً في الدول المتحالفة وتحديداً فرنسا والولايات المتحدة الاميركية وقطر.

وترى المصادر أن القراءة العامة في لبنان توحي لمعظم الاطراف ان احتمالات تأجيل جلسة الانتخاب مرتفعة مقارنة بإحتمالات الوصول الى انتخاب رئيس جديد، لكن في ظل المتغيرات السريعة يراهن البعض على احد امرين قد يؤديا الى خروج الدخان الابيض من مجلس النواب، الاول استغلال القوى الداخلية انشغال القوى الاقليمية والدولية والثانية قرار اميركي حاسم بالاسراع بإنتخاب رئيس جديد.

أخبار متعلقة :