خليج نيوز

"Middle East Eye": هل سيتمكن الرئيس الجديد من إنقاذ لبنان من الهاوية؟ - خليج نيوز

ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "قائد الجيش جوزاف عون انتخب يوم الخميس رئيسًا للجمهورية اللبنانية، منهيًا بذلك فراغًا في السلطة دام عامين. وبتوليّه قيادة دولة في حالة من الفوضى، يرث بلدًا يعاني من الانهيار الاقتصادي والخلل السياسي والندوب المتبقية من الكوارث الأخيرة. طموحاته عالية، لكن التحديات التي تواجهه هائلة. ويتولى عون الرئاسة وسط هدنة هشة مع إسرائيل، والتي تم انتهاكها مئات المرات منذ توقيعها في تشرين الثاني 2024، كما ولا تزال مساحات شاسعة من جنوب لبنان تحت الاحتلال الإسرائيلي. على الصعيد المحلي، يرزح لبنان تحت وطأة أزمة اقتصادية مدمرة مستمرة منذ عام 2019، وقطاع مصرفي مشلول، وفساد متفش. كما تواصل البلاد النضال في أعقاب انفجار مرفأ بيروت الكارثي في عام 2020، وتستضيف ما يقرب من مليوني لاجئ سوري".

Advertisement


وبحسب الموقع، "لقد كان لبنان في يوم من الأيام منارة إقليمية للرخاء، ولكنه الآن يعاني من الفقر، حيث نبذته القوى الغربية لفشله في تنفيذ الإصلاحات. في خطاب تنصيبه، أقر عون بهذه التحديات، وتعهد بتنفيذ "إصلاحات واسعة النطاق" والعمل من أجل جميع اللبنانيين، بغض النظر عن الطائفة أو المكانة الاجتماعية. وأعلن: "يتعين علينا إعادة التفكير في نهجنا تجاه الحدود والسياسات الاقتصادية والحوكمة وحماية البيئة"، وحظي بتصفيق من أعضاء المجلس النيابي".

وتابع الموقع، "وعد عون بمعالجة الأزمة المصرفية المترسخة في لبنان، وخاصة الودائع المجمدة والمخفضة القيمة للمواطنين العاديين. وقال: "تحت قيادتي، ستكون البنوك مسؤولة وخاضعة للقانون".وفي حديثه عن قضية حساسة سياسياً، ألمح عون إلى ترسانة حزب الله من الأسلحة دون أن يذكر صراحة نزع السلاح. وقال: "يجب أن تحتكر الدولة الأسلحة"، مؤكداً على الحاجة إلى الاستثمار في الجيش لتأمين الحدود ومكافحة التهريب ومنع العدوان الإسرائيلي.واقترح أيضاً استراتيجية دفاعية تهدف إلى توحيد الجهود الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية لمعالجة الاحتلال الإسرائيلي، مع تعزيز سيادة لبنان".
وأضاف الموقع، "على الصعيد الدولي، تعهد عون باتباع سياسة خارجية منفتحة، سعياً إلى تعزيز العلاقات مع الشرق والغرب مع احترام سيادة لبنان، وأكد على الحفاظ على علاقات قوية مع الدول العربية وتبني "الحياد الإيجابي" في الصراعات الإقليمية. ويبدو أن هذا النهج مصمم لاسترضاء دول الخليج، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، التي انتقدت تدخلات حزب الله الإقليمية في اليمن والعراق. كما أعرب عون عن استعداده للتعاون مع سوريا لمعالجة المخاوف المتبادلة، بما في ذلك إعادة اللاجئين والسيادة على الحدود".

الطريق إلى الرئاسة كان صعبا
وبحسب الموقع، "على الرغم من طموحاته، لم يكن طريق عون إلى الرئاسة سلساً على الإطلاق، إذ تحظر المادة 49 من الدستور اللبناني على كبار المسؤولين أو الموظفين العموميين تولي مناصب سياسية دون انقطاع لمدة عامين عن مناصبهم. وكان انتخابه يتطلب التحايل على هذا القانون، الأمر الذي أثار انتقادات حادة من بعض المشرعين. وكانت الجلسة النيابية لانتخابه محفوفة بالمناوشات الحادة، وفشل عون في تأمين أغلبية الثلثين المطلوبة في الجولة الأولى من التصويت، حيث حصل على 71 صوتاً فقط من أصل 128 صوتاً. وجاء اختراقه في الجولة الثانية، بعد مفاوضات مغلقة مع ممثلي حزب الله وحركة أمل الذين أدلوا في البداية بأوراق اقتراع بيضاء".

وتابع الموقع، "تشير التقارير إلى أن حزب الله وحلفائه سعوا إلى الحصول على ضمانات من عون بشأن إعطاء الأولوية للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وإعادة بناء المناطق التي دمرتها الحرب، وهي مخاوف حيوية لسكان جنوب لبنان. وكان ترشيح عون يحظى بتأييد واسع النطاق من جانب الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والمملكة العربية السعودية. ويعكس هذا التوافق، إلى جانب تأييد حزب الله المتردد، التوازن السياسي الدقيق في لبنان".

وختم الموقع، "في حين تمثل رئاسة عون فصلاً جديدًا للبنان، فإن الأشهر المقبلة سوف تكشف ما إذا كانت وعوده بالإصلاح والوحدة قادرة على الصمود في وجه الحقائق السياسية الراسخة في دولة منقسمة بشدة".

أخبار متعلقة :