خليج نيوز

ميقاتي.. كلمة حق - خليج نيوز

بقلم الأستاذ إبراهيم عوض بالتعاون مع موقع "الإنتشار":

 

ليس هكذا يعامل الرئيس نجيب ميقاتي سواء من الخصوم او حتى من بعض الحلفاء.

إذا بدأنا بالخصوم، ويمكن تصنيف النائب اللواء جميل السيد واحدا منهم إلا انه، ابان المشاركة في الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس حكومة مكلف، نوه بأداء ميقاتي، خصوصا في السنتين الماضيتين، حيث عبر بالبلد تحت وطأة حرب اسرائيلية متوحشة بأقل الأضرار الممكنة على صعيد الاستقرار وايواء النازحين ، وهم بمئات الآلاف، ولم تسجل خضات امنية على الرغم من أن ادواتها كانت متوافرة.ولا نبالغ أذا قلنا ان لبنان لم يشهد في تاريخه مثل هذه الحرب التي قضت على البشر والحجر. وعاش اللبنانيون ليالي سوداء مرعبة ، خصوصا في بيروت، ومناطق عدة في الجنوب والبقاع فيما كان الرئيس ميقاتي منكبا ليل نهار على اتصالاته العربية والدولية للجم العدوان متناسيا عائلته التي تعذر عليها التواصل معه مرات عدة.

Advertisement

كل ذلك مع وجود حكومة تصريف اعمال يقاطع حضورها وزراء محسوبون على تيار لم يأبه للمشاركة في عملية انقاذ ما يمكن انقاذه حرصا على سلامة المواطنين والتعاطي مع قضايا تهم مصلحة الدولة ومؤسساتها. هنا نسأل اذا كان الوطن يتعرض لحرب تشن عليه أفلا يستدعي ذلك وحده وضع اي خلافات جانبا والانضمام الى من هم يسعون جاهدين لفعل ما بوسعهم لمواجهة الكوارث التي اطبقت على الأنفاس؟!.

وحده الرئيس ميقاتي، ومعه وزراء واعون للمخاطر،انبرى للامساك بالجمر ولم يلتفت للمهاترات والمناكفات والاتهامات وكيف لا يفعل ذلك والسنة اللهب تحوط بنا ولا بد من إطفاء تولاه ميقاتي بصبر وحكمة و"طول بال" .

نحن هنا لا نريد أن نعدد ما قام به الرئيس ميقاتي في الفترات التي تولى فيها رئاسة الحكومة، وفيها الصح والغلط بالتأكيد فالكمال لله سبحانه وتعالى وحده. ولا الهدف ان نرد على منتقديه ولديه من يتولى ذلك .لكن اردنا تسجيل كلمة حق في الرجل الذي رأينا في متابعة تحمله المسؤولية، في احلك الظروف وأشدها قساوة ،تضحية بالنفس وربما بالمسيرة السياسية،بكل ما تحمله كلمة تضحية من معنى الإباء من منطلق ان كل شيء في حب الوطن يهون.
هناك من بين الخصوم من اقر واعترف بما اقدم الرئيس ميقاتي على فعله فيما بقي آخرون على حقدهم الذي لا يميز بين الابيض والاسود وهذا شأنهم.

اما عن بعض الحلفاء الذين أخطأوا التصرف في الاستشارات النيابية الملزمة، أملاً بمنصب او مكسب هنا أو هناك ، فكانت دهشتهم عدم توقف الرئيس ميقاتي عندها وتأكيده ان قلبه لا يحمل ضغينة لأحد .أما المفاجأة فجاءت على لسان النائب احمد الخير بعد لقائه الرئيس ميقاتي في السرايا اليوم إذ قال أن الأخير وعندما وجد ان التوافق يأخذ منحاه باتجاه نواف سلام تمنى عليهم ان يسموه حفاظا على موقع رئاسة الحكومة المنوطة للطائفة السنية.

تصرف رجل دولة لا يضعفه جاه ولا كرسي وهو القانع بنِعم ربه ولطالما سمعناه يقول "وما توفيقي إلا بالله".

أخبار متعلقة :