خليج نيوز

انتصار كامل لحماس.. وهزيمة للمحور؟ - خليج نيوز

بعيداً عن الثمن الكبير الذي دفعته غزة وأهلها، يمكن القول، ومن خلال الاطلاع بنود اتفاق وقف اطلاق النار بين حركة المقاومة الاسلامية – حماس وبين اسرائيل أن الاخيرة فشلت في تحقيق اي من اهداف الحرب وهذا ومن خلال التقييم المرتبط بطبيعة المعارك والحروب بين القوى النظامية والدول من جهة وبين حركات التحرر غير النظامية من جهة أخرى، فإن حماس استطاعت تحقيق انتصار ناصع بالمعنى السياسي والاستراتيجي وفي مسار الصراع، وقد يشبه البعض ما حققته حماس بما حققه "حزب الله" عام 2006 لناحية تثبيت ارضية تجعل من اي حرب معها من دون افق ما يعزز الردع لسنوات قادمة.

Advertisement


النقاش في انتصار حماس ليس مرتبطاً بأصل عملية طوفان الاقصى، اذ ان الاهداف الاولى للعملية فشلت ولم تتحقق، لا بل ان توقع ردة فعل اسرائيل لم يكن في مكانه، لكن بالنظر الى الحرب بمفهومها الاسرائيلي بمعزل عن اهداف حماس الاولى، يمكن الحديث عن ان بنود الاتفاق تظهر بشكل لا يقبل الشكّ فشل تل ابيب في تحقيق اي هدف من اهدافها، فأولاً لم يتم القضاء على حماس والدليل هو العمليات النوعية التي حصلت في الايام الخمس الاخيرة في شمال قطاع غزة، اضافة الى ان اسرائيل لم تستطع انهاء الحرب من جانب واحد بل تفاوضت بإعتراف دولي مع حركة تصفها بالارهاب، وعليه فإن الجسم العسكري للحركة لا يزال موجوداً وكذلك التنسيق بينه وبين الجناح السياسي.

كما ان اسرائيل لم تستطع تحرير الاسرى، بل قتلت جزءا منهم من خلال الغارات وها هي تخوض مفاوضات لاطلاق باقي الاسرى من خلال صفقة تبادل يطلق من خلالها مئات الاسرى الفلسطينيين ما يشمل تبييض السجون من النساء والاطفال، والاهم هو اعادة الاعمار وحرية حركة الفلسطينيين بين جنوب القطاع وشماله وانسحاب الجيش الاسرائيلي من كل المحاور، وتحديداً رفح وفيلادلفيا ونتساريم، كل ذلك يعيد، وان بشكل نسبي، الاوضاع في القطاع الى ما كانت عليه قبل الحرب مع دمار هائل وعدد كبير من الشهداء والجرحى..

لكن مقابل انتصار حماس، تلقى المحور ضربات كبيرة، اذ بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد تحولت الضربات التي تلقها "حزب الله" مثلا، من خسائر تكتيكية الى خسائر استراتيجية يصعب تعويضها، حتى ان ايران خسرت الكثير من حلفائها في المنطقة، ففي لبنان سقط الردع لصالح اسرائيل وان لفترة محدودة، وكذلك سقط خط الامداد العسكري من ايران الى سوريا وصولا الى لبنان وخسر الحزب ايضاً عمقه الاستراتيجي الكامل، هذا كله عزل ايران او اقله اضعف تمددها الاقليمي هذا اذا لم نأخذ بعين الاعتبار انكفاء العراق بشكل كبير وتراجع الحشد الشعبي عن سلوكه المعادي لاسرائيل.

اذا تراجع المحور بشكل كبير في الحرب التي حصلت حيث تعرض لخسائر كبيرة وعلى رأسها خسارة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي كان على رأس المحور، لكن قد يؤدي عودة حماس و"حزب الله" الى توازنهما خلال المرحلة المقبلة وايجاد ايران حلول سياسية وديبلوماسية تؤجل اي اشتباك عسكري مباشر مع الولايات المتحدة الاميركية وتفتح باب التواصل والتقارب مع الحكم الجديد في سوريا قد يعيد جزءا من قوة المحور في المرحلة المقبلة خصوصاً ان حركات المقاومة في لبنان وفلسطين لم تتعرض لخسارة نهائية ويمكن لها ان تنهض مجدداً.

أخبار متعلقة :