خليج نيوز

هذا ما على "شيعة لبنان" معرفته.. نصيحة! - خليج نيوز

ما يمكن قوله هو أنّ "حزب الله" حالياً دخل مرحلة جديدة من العمل والأداء السياسيّ، وذلك بعد 3 مفاصل أساسية مرّ بها خلال شهرين أولها الانتكاسات التي تعرض لها خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، وثانيها خسارته معركة رئاسة الجمهورية وعدم تمكنه من إيصال مرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية وذهابه مرغماً إلى انتخاب العماد جوزاف عون، والثالثة في عدم استطاعته تكريس إرادته في معركة رئاسة الحكومة. أما الضربة "القاصمة للظهر" فهي في خسارة "حزب الله" سوريا والتي كانت تعتبر "الرئة الأساسية" بالنسبة له.

Advertisement


في وقائع الأمور، تبرز سلسلة أمور مهمة قد تؤثر على مستقبل "حزب الله".. فماذا ربح وماذا خسر؟ وماذا عن الأداء المُنتظر منه؟ فعلياً، وبعد المسار الذي شهدته البلاد خلال اليومين الماضيين وتحديداً بعد تكليف القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة، بات "حزب الله" أمام خيار "رابح" لا يمكن التغاضي عنه، ويتمثل في وجود "إقبال" من الآخرين تجاهه لعدم جنوحه بعيداً عن المشاركة في الحكومة الجديدة.
صحيحٌ أن رئيس الحكومة المُكلف لا يتناغم مع أهواء "حزب الله"، لكن الأخير بوجوده ضمن الحكومة سيكونُ موجوداً ولن يكون منعزلاً عن قراراتها.

هنا، يقول أحد النواب الشيعة في البرلمان لـ"لبنان24" بكل صراحة: "لن نرضى بإقصاء أنفسنا".. حتماً، الكلمة هذه لها دلالة واحدة وهي أن "حزب الله" و حركة "أمل" إن لم يُشاركا في الحكومة، عندها سيكون التوزير من نصيب "المعارضين الشيعة"، وبالتالي سيكون "الثنائي" قد خرج من السلطة التنفيذية وانحصر دوره في السلطة التشريعية وهنا تقع "الخسارة".

خطوة المقاطعة قد ترتد لاحقاً على الصعيد الشعبي والانتخابي، وقد تؤدي إلى بروز "ثنائيات" و "ثلاثيات" جديدة في الوسط الشيعي، وعندها قد تأخذ الأصوات المعارضة سبيلاً جديداً لها وقد تأكل من صحن "حزب الله" وبيئته، وكذلك حركة "أمل"، وهذا ما لا قد يقبله الطرفان لاسيما في بيئتهما الشعبية.

قد يقول البعض إنّ حصول هذا الأمر صعب، لكن من قال ذلك؟ هناك تململٌ كبير في أوساط الطائفة ولا يمكن لأحد أن ينفيه، حتى أن أصوات الرافضين لممارسات "الثنائي" باتت تتحدث بشكلٍ أكثر علانية. أيضاً، فإن مسألة إعادة الإعمار هي الملف الأكثر ضغطاً، ومن خلاله يمكن لـ"حزب الله" أن يُنشئ ميزان الربح عبر الاستفادة من العهد الجديد لتكريس الإعمار، في حين أن الإنزواء بعيداً سيعرقل هذه المهمة وبالتالي يجعلها صعبة التحقق.

إن أراد "حزب الله" و حركة "أمل" الحفاظ على نفسهما والاستفادة من المظلة العربية والدولية الممنوحة للبنان، وفق ما يقولُ مصدر سياسيّ لـ"لبنان24"، فإن مواكبة العهد بالشراكة المطلوبة هو "السبيل لإنقاذ نفسهما من أي إقصاء واستبعاد، وبالتالي تحقيق الربح المضمون، والأمر هذا لا يكون إلا عبر الركون إلى مؤسسات الدولة، أما عدا ذلك فسيكون بمثابة ابتعاد قد يُمهد إلى الانفجار ويمنع كل السبل لإعادة الإعمار بالدرجة الأولى ويفرض خسارة على "الثنائي" ستمتد آثارها لسنوات عديدة إلى الأمام.

في المقابل، فإن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الأفرقاء الآخرين لـ"طمأنة الشيعة" في لبنان، ويعتبر الذهاب نحو مؤتمر "مصارحة وحوار" هو المدخل الأساس لمناقشة الهواجس والأفكار التي يقلق منها كل طرف لاسيما "حزب الله". لهذا، فإن دعوات عدم التصادم مع "الثنائي" الذي يمثل شريحة شعبية واسعة من الشيعة، ستكون المدخل الأساس لإنجاح عهد عون، وبالتالي ما يجب تكريسه حقاً هو التلاقي الفعلي على مبادئ الشراكة والتعاون، وإلا فإن العهد الرئاسي الحالي سينطلق متعثراً وقد ينعكس ذلك على نظرة الدول إلى لبنان في المرحلة اللاحقة.
 
 

 

أخبار متعلقة :