خليج نيوز

تقرير لـ"Le Point": هكذا فقط يمكن أن تستمر الهدنة بين حماس وإسرائيل - خليج نيوز


ذكرت صحيفة "Le Point" الفرنسية أن "ظهور مقاتلي حماس وهم يستعرضون ملابسهم العسكرية في قطاع غزة منذ الساعات الأولى من وقف إطلاق النار، يشير إلى رغبة الحركة في إعادة ترسيخ نفسها في السلطة وكأن شيئاً لم يحدث. من جانبه، يستعد الجيش الإسرائيلي لإخلاء جزء كبير من الأراضي، لكن عناصر حماس ما زالوا موجودين".

Advertisement


وبحسب الصحيفة، "تعتزم حماس استغلال الهدنة التي أبرمتها مع إسرائيل، والتي تنص مرحلتها الأولى، التي تستمر ستة أسابيع، على إطلاق سراح ثلاثين رهينة أخرى من بين 95 رهينة، أحياء أو أموات، وذلك لتعزيز سيطرتها على 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة وإعادة بناء قواتها. وسوف يستخدم سلاح الرهائن لأطول فترة ممكنة، ولن يطلق سراحهم إلا بأعداد قليلة، للحفاظ على وسيلة فعالة للضغط على إسرائيل. إن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا يمكن تصوره ما دامت الجماعات السياسية العسكرية التي تريد محو الدولة اليهودية من خريطة العالم مسيطرة على الجانب الفلسطيني، وأكبر دليل على ذلك هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023".

وتابعت الصحيفة، "إن نتائج الحرب التي استمرت خمسة عشر شهراً كانت مثيرة. فقد عدد كبير من الرهائن حياتهم. وعلى الجانب الفلسطيني، خلفت الأعمال العدائية عشرات الآلاف من الشهداء، بما في ذلك، وفقًا للتقديرات الإسرائيلية، حوالي 17 ألف مقاتل من حماس. كما وتم تدمير آلاف المباني السكنية، فضلاً عن جزء كبير من البنية التحتية المدنية".

وبحسب الصحيفة، "لمنع استئناف القتال، والسماح ببدء عملية إعادة الإعمار التي طال انتظارها، فمن الضروري أن يزود الفلسطينيون أنفسهم بقيادة ذات صدقية. جميع المواطنين ذوي النوايا الطيبة الذين يدركون أن إنشاء دولة فلسطينية مسالمة إلى جانب إسرائيل يشكل الحل الوحيد القابل للتطبيق لحل الصراع، لا يجوز لهم أن يتقبلوا بقاء حماس في السلطة، بشكل أو بآخر. ويتعين علينا أن نأمل أن يدرك الزعماء السياسيون هذه الحقيقة، بما في ذلك الأمم المتحدة".

وتابعت الصحيفة، "لقد عززت إسرائيل موقعها الاستراتيجي في المنطقة منذ 7 تشرين الأول، من خلال إضعاف إيران وشبكتها من الفصائل المسلحة المناهضة للغرب وإسرائيل. إلا أن هدفها الرئيسي من الحرب، وهو القضاء على حماس، لن يتحقق ما دامت الحركة في السلطة. كما وتأثرت صورة إسرائيل الدولية بشكل رهيب. فلقد أصبح تشبيه الحرب في غزة بأنها "إبادة جماعية" وتقديم الدولة العبرية كدولة "استعمارية" أمرًا شائعًا في كل أنحاء العالم. ربما يكون الجيش الإسرائيلي قد انتصر عسكرياً، لكنه ليس بعيداً عن الخسارة سياسياً".

وبحسب الصحيفة، "القوة العسكرية وحدها لا تستطيع هزيمة الإيديولوجية المتطرفة، كما ولا يزال هناك نقص في البديل السياسي السلمي الذي يحقق العدالة للشعبين المتنازعين على نفس الأرض. إن إسرائيل وحدها تستطيع أن تقدم هذا البديل، ولكن الفلسطينيين وحدهم قادرون على تزويد أنفسهم بقيادة ذات صدقية قادرة على السماح للإسرائيليين بالتغلب على صدمة السابع من تشرين الأول والبدء في السير على الطريق نحو السلام. إن الافتقار إلى الثقة المتبادلة هو أمر يمكن أن يؤدي إلى عرقلة كل شيء".

وختمت الصحيفة، "بوسع فرنسا وأوروبا أن تلعبا، ولو لمرة واحدة، دوراً فعّالاً ومفيداً في تسهيل ظهور قيادة فلسطينية جديدة غير ملتزمة بالإرهاب. ولابد من استخدام المساعدات التي ظل الأوروبيون يقدمونها للفلسطينيين لسنوات للتأثير على هذه القضية، وإلا فإن استئناف الحرب سيكون السيناريو الأكثر ترجيحاً".

أخبار متعلقة :