Advertisement
لكنّ هذه القوى الداخلية تجهل أن ما اعتبرته انتصارًا قد يرتدّ عليها في المدى المتوسط أو ربمّا في المدى القريب.
احدى أهم عوامل ما سُمّي انتصارًا على "حزب الله" هو ما تعرّض له من ضربات عسكرية اسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، وبمعنى آخر، إنّ من انتصر على "حزب الله" هو العدوّ الاسرائيلي، وبالتالي فإن القوى المناهضة للحزب ليست صاحبة الجهد في إضعافه، بل على العكس تماماً، فقد لعبت دور المتفرّج من بعيد أو من قريب في تلك المعركة.
تعتبر مصادر سياسية مطلعة أن خسارة "الحزب" للحرب تفرض عليه، وفق مفاهيم ومطالب القوى السياسية المعارضة في الداخل اللبناني، ترك موضوع الصراع مع اسرائيل، ما يعني بالنسبة اليهم عودة "الحزب" الى الداخل اللبناني، علماً أنّ هذه القوى تقول عكس هذا الخطاب، إذ تعتبر أنّ مشكلتها مع "حزب الله" داخلية سيّما مع سلاحه، في الوقت الذي لم يكن لديها أية مشكلة مع اسرائيل عموماً.
أمام هذا الواقع من الواضح أن "حزب الله" لن يسلّم سلاحه، وإن كان سينكفىء تدريجياً الى الساحة اللبنانية، لذلك فإنّ تركيز "الحزب" على الزواريب الداخلية وخوضه معركة بناء الدولة والإصلاح قد يؤدي الى إرباك كبير في صفوف خصومه وحتى بين حلفائه، إذ إنّ قوة "حزب الله" التي يحتاجها في الداخل اللبناني لا تزال متماسكة وهي في الواقع قوّة شعبية من الدرجة الاولى.
من هُنا سيكون "حزب الله"، الأقوى شعبياً في لبنان، متفرّغاً في المرحلة المقبلة وخلال الأشهر القليلة المقبلة للداخل اللبناني، وهذا من شأنه أن يزعج خصومه السياسيين لأنه عملياً سيكون أساساً لأي ضغط شعبي داخلي، ما يعزّز قدرته على الضغط محلياً والتي ستكون أكبر بكثير من المرحلة الفائتة حين كان يجيد "التطنيش" عن أمور عدّة بسبب انشغاله في الواقع العسكري.
أخبار متعلقة :